15-06-2014 04:39 PM
بقلم : الآء محمود موسى ابراهيم
في المقهى نجلس وصديقاتي في الزاوية بالقرب من الباب امامنا الزجاج " قهوة , موسيقى , ثرثرة لاتنتهي " نحدق بالمّاره واحداً تلو الآخر , وكان المميز في حديثا أننا ننتقد نفس الحالة .. " دهان عادي ولا تطبيع ".. " مفيش اطول من هالكعب " .. " يا شيخه الحفلة اي ساعه " .. جميعها جمل نعت كان مفادها _ مكياج مبالغ فيه,,كعب مركب وصله ,, فستان سواريه الساعه 12 الظهر ومعه كتاب جامعي !
وبدأ النقاش ~
سارا : هل تملك مرآةً هذه الفتاه , من قال لها بأن هذا اللباس يصلح للجامعة !
كيف تسير بهذا الكعب الغريب الشكل , الا يؤلمها طوال النهار, ترى لماذا ترتديه!
ملاك: قلة الوعي الذي يلازم الاجيال ,, التقليد الأعمى لاشخاص محال أن يكونوا قدوة ,,
سوء الفهم للكثير من الأمور , محاولة بلوغ هدف يبعد سنين عن واقع حالي ,
اجابات منطقية, هل نحن فعلا ندرك الذي نقوله ام اننا نردد ما طبع في عقولنا .. من ( أهل ومعلمين واصدقاء وعابري سبيل في حياتنا !
فاطمة : قلة الوعي .. يندرج تحتها مئات العنواين بالخط العريض ,
مثلا قلة الوعي تأتي من عدم الفهم السليم للدين,
البعض يرى الديانه فقط على اوراقه الثبوتيه ( ثقافة حرام وحلال ),
والده يجبره على الصلاه وكأنها عقاب له , !
طوال عشرون عاما من عمر الفتاة تمضيها والدتها وهي تدعوا لها بالستره مع ابن احلال وكأنه حياتها حرام !
" اذا ما اكلت يا حبيبي بتفوت النار ,, مش لأنه اذا ما اكلت بتمرض " !
قلة الوعي تأتي من تجاهل الأهل لقضايا هي حد فاصل لبناء شخصية ابنائهم !
قلة الوعي تأتي من العادات والتقاليد التي لا تجتمع مع المنطق إلا من رحم ربي منها !
سارا : " قلة الوعي بتيجي من الشخص نفسه ", مهما كانت الظروف التي تحيط بالشخص لا يجدر به التخلي عن عقله وعن شخصيته ومبادئه !
ملاك: لكنك عدتي إلى البداية كيف لفتاه تعيش في بيئة تنطبع سمات اللاوعي على جبينها , أن تبني شخصيه من الأصل بنيت بناءا على عادات وتقاليد لا فهم ولا حتى منطق فيها ! " لا تظلميها "
سارا : "ما بظلمها , هي ظلمت حالها " الحياة لا تقبل الضعيف كان من الاجدر بها بدلا من التقليد الاعمى لمن حولها والاستسلام للواقع أن تغيره !
ملاك: كلامك صحيح في حالة واحده أن تملك مجتمعاً كالذي تملكين , وعائلة , ووضع اجتماعي كذلك ... !
فاطمة : مجتمعنا باكمله يا #ملاك يملك ذات النظره لكنه يظهرها بطرق مختلفه بناءا على البيئه التي يتواجد بها !
نحن في صدد الحديث عن عادات اجتماعيه وخلل في فهم الدين وما يتبع ذلك من تفكك في الفكر وتناقض في التصرفات لدى الفتيات !
سارا: هذا ما اتحدث عنه العادات والتقاليد في كل مكان .. بيئتها لم تجبرها على ارتداء " فستان سواريه في الجامعه " !
ملاك : من قال ان بيئتها لم تجبرها ,من البداية تحدثنا عن تأثير الأهل وعن نظرة الأم " البنت بدها تلاقي ابن الحلال" سبب مقنع لارتداء الفتاه لباساً لايصلح سوى لمناسبه !
سارا : "الحق معك" , يجدر بنا شن حملة ضد هذه التصرفات علنا نخرج بمجتمع يليق بابنائنا !
ملاك : المشكلة في الفكر السلبي لدى الاشخاص , قرار نشر الوعي في مثل هذه القضايا قد يحمل محمل الجّد أو السخرية البعض سيأخد الموضوع بشكل جدي ويحاول التغيير , والبعض سيعتبرها مسأله شخصية وينهي النقاش بشكل ساخر !
فاطمة : لماذا حقاَ لاننظر للموضوع بأنه حرية شخصية وننهي هذا النقاش العقيم !
أنا : هذا إن كان فعلا هنالك حرية !
ترى ماذا تعني الحرية بنظرك !
فاطمة : الحرية هي حقي في اختيار واتخاذ القرارات بارادتي ,
أنا: لباسك الذي ترتدينه الآن بصدق أنت من قرر ارتدائه !
فاطمة: طبعاً أنا , في جلسة عائلية كان النقاش عن اللباس وكانت هذه النتيجه باختياري !
ملاك : أنا لم اختر ذلك لكنني لم اجبر عليه !
أنا : فاطمه إن كان كل مايحدث في حياتك بني بهذه الطريقة ,فانت لست صاحبة القرار أنت فقط المنفذ المجبر لا المخيّر!
ثقافة الخوف الصفة السائدة في مجتمعنا , لا اقصد الخوف " الاحترام كما يفسره البعض " .. الخوف من التغيير الخوف من التفكير !
وانتهى النقاش على صوت الجرسون القهوة وصلت J
سارا : حمداً لله على وصول القهوة في الوقت المناسب كانت الحرب ستقام !
فاطمة : بضحكة ساخره , لكن لماذا تضع الفتيات الماكياج بهذا الشكل المبالغ !
ملاك: بصوت مرتفع " قلة ثقة " ,, اغلب من حولها يضعون الماكياج فهي منطقياً سوف تفعل ,
صديقتها مولعة بالرسم على الوجوه في كل صباح تتفنن بوجها برضاها , !
أنا : " إن الله جميل يحب الجمال " !
سارا: لماذا لا ننظر للموضوع بشكل مختلف , فمثلاً اهتمام الفتاة المبالغ بوضع الماكياج , وفوضى الملابس ..!
بسبب الخوف من العنوسة ,, مثلا ترتبط فتاة من " الشلة " اليوم وغداً لاتتعرف على الأخريات , أليس سبباً مقنعاً للتوجه نحو هذا الاضطراب في السلوك لدى البعض !
ملاك: أرى أن هذه المشكلة يا سارا تقود إلى الفشل بشتى المسارات , لا شك بأنك تتحدثين عن آفة اجتماعية , قد تكون سبباً ليس فقط في سوء المظهرالخارجي للفتاة لكنه قد يؤثر بشكل واضح على نفسيتها وطريقة تفكيرها ولا شك أنه يوقع بها في فخ اللامبالاه , فيصبح همها الوحيد الارتباط والتفكير المكثف به واهمال دراستها مثلاً !
فاطمة: لاتحصري الموضوع بمن يحيط بهذه الفتاه لم لا تكون هي اساس في مشكله !
ما السبب وراء ارتباط فتاة بهذا العمر .. !
هل كانت بكامل ارادتها .. ام ان القرار " ديمودكتورياً " ؟,
واظن أن تصرفاتها ما بعد الارتباط تعكس مدى اقتاعنها به , من الاصل !
سارا : أرى أن من ترتبط وهي على مقعد الدراسة شخصية ساذجة ,, تابعة لا وجود لها بين المنتجين اياً كان وضعها في المجتمع , تقلب حياتها رأساً على عقب وكأن حياتها قبل ذلك كانت حرام تلغي جميع علاقاتها ليس فقط مع الجنس الآخر لكن مع صديقاتها المقربات ايضاَ , " سوء فهم لمعنى الارتباط "!
ملاك: لا قدره لنا على حصر اسباب ارتباط اي فتاة او الحكم عليها ,, خارج طاقتنا الحكم على هذا! , لكن سلوك الفتاة بعد الارتباط بلا تعميم يظهر مدى الخلل الذي تعيشه !
سارا : تغير سلوك اي شخص بعد حدث معين بحياته هو دليل على عدم اقتناعه بحياته من الأصل !
لا أرى في الارتباط المبكر اي منفعه , بالعكس تماماً هو قتل لشباب مفعم بالحياة , هو حمل مسؤوليه مبكراً ,
قرارا متسرعاً فالفتاة غير ناضجة فكرياً بما يكفي لاتخاذ قرارا مصيري كهذا , هذا ان اخذنا بعين الاعتبار انها تدرك مدى مصيرية مثل هذا القرار !
ملاك : سارا حديثك يعود بنا لبداية النقاش " قلة الوعي " , من الأساس لا وعي .. لا ادراك للواقع ولا حتى نظرة صائبة للمست قبل , فكر مشتت بين مجتمع يتحكم بمصيرك وعقول تريد مسقبلاً مختلف " لا سيناريو اجيال " !
توقفت الموسيقى وتوقف الحديث سويا ,, صوت خطواتها .. عطرها .. اضاءة ما ترتدي ,, كان هذا جدير بالسيطره على الموقف !
فاطمة : تغير النقاش في هذه الحالة واجب انساني يا " صبايا " جرسون " معلش المنيو " !
لحظات وعلت اصوات ضحكاتنـا .. مشاعرنا بتلك اللحظه ليست واضحه الا أننا ضحكنا بشده !