16-06-2014 12:03 PM
سرايا - سرايا - علاء علان - تحدى الاعاقة و قال من صميم قلبه حي على العمل و اللقمة الحلال ، لم يهتم لكلام الناس و نظراتهم ، فالايمان بالعمل لديه أقوى من أي شيء آخر ، مكافح اردني اسمه محمود يعقوب يعاني من شلل نصفي منذ الولادة و ارتخاء بعضلات الرجل اليمنى ، تحدى اعاقته بالعمل ، بمساندة شريكه مجدي الذي يعينه على العمل و الوصول لبسطته " بسطة عطور" ، في شارع الجاردنز ، منذ ستة سنوات و حتى اللحظة .
التقته " سرايا " امس الاحد لتحاوره و تتحرى الحقيقة بعد ان تعرض مؤخرا لموقف ترك اثرا سلبيا في نفسيته و ألزمه بيته و خلق له تحديا في بيئته الاجتماعيه و الاسرية ، فقد تفاجئ بنشر صورة له على صفحات التواصل الاجتماعي ، التقطت له على غفلة تظهره و هو جالس على كرسيه المتحرك تحمل تعليقا بأنه متسول ، و تساءل محمود في نفسه ماذا يمكن وصف ذلك التصرف؟ و من سيأخذ لي حقي بعدما انتشرت تلك الصورة المغلوطة؟
يصف محمود شريكه مجدي بالصديق و الابن
يبدأ محمود عمله من بسطته في شارع الجاردنز بحدود العاشرة صباحا بعد ان يلتقي بشريكه مجدي الذي يعينه بالصعود لسيارته المخصصة لحالته .
يوصله شريكه مجدي لمكان العمل الى " بسطة العطور " التي تحوي عديد العطور المصنوعه في الاردن و التي يصر محمود على انه غير مقلده .
يعود اليه شريكه وقت الظهيره ليرى حال البيع و يحضر بضاعة جديدة و يتابع سير العمل في البسطة ، حيث يصف محمود شريكه مجدي بالصديق و الابن الذي يقاسمه اللقمه و يحمل عنه الكثير دون اي رابط قرابي ،او صلة دم .
يخلق لي حالة من القوى و الاصرار على العمل
و في حديثه عن اطرف و اصعب المواقف التي مرت عليه خلال احتكاكه بالزبائن يقول اطرف و اقرب المواقف لقلبي تلك التي تأتي بتلقائية من الناس عندما يرون حالتي و يشجعونني على العمل و هذا يخلق لي حالة من القوى و الاصرار على العمل ، و اصعب المواقف عندما يأتي احدهم يمد علي مالا فأرفضه فيستغرب مني ، فأقول له أن أردت أن تشتري لك ذلك و غير ذلك لا اريد ، فيتقبلوا كلامي و يعتذرون لي .
و يروي محمود بأنه بالعمل يتحدي اعاقته و يتحدى المجتمع أيضا ، مضيفا "لن امد يدي للناس" ، لدي عائلة و 4 أولاد أريد أطعمهم من جهدي.
و يضيف محمود عن زبائنه بأن اصعبهم من يبدأون بالمفاصلة بشكل يبخسوا به البضاعة و لا يخرجوا معي بنتيجه كون الاسعار التي يطلبوها تشكل لي خسارة و لذلك اكره المفاصلة، خاصة و ان البيع متأرجح فقد اتحصل في الشهر على 100 و قد يصل المبلغ لـ 300 دينار .
و ختم محمود حديثه لـ"سرايا " بالقول نريد مشاريع و فرص عمل تطور من دخلنا و تجعله اكثر تنظيما مثل ان يتم منحي" كشك " ابيع به في تلك المنطقة بدلا من البسطة و هذا طموحي الذي آمل ان احققه ، كونه سيحقق لي راحة اكثر و دخل افضل في ظل التحديات الاقتصادية التي نعيشها كمواطنين .