16-06-2014 11:59 AM
بقلم : يوسف الحلو
يا أما لكل من راك .. أمسحي دموعك .. فدموعك قد روت تراب الأرض , فأزهر دحنونا , وزعترا عطر برائحته المكان .
يا اما لكل من سمعك .. ان كنت ناديت على احد لا تنادي .. فلا زيدا ولا خالداً .. ولا عمرو من هذا الزمان .. والمعتصم المشهور في نخوته ,قد فتشت عنه في سجلات مواليد العرب , فلم أجد له اسماً ولا عنوان .
يا أما عظيمة .. في بلدي وفي كل البلدان , من مصر لدجلة العراق , من فلسطين لسوريا الفرات .. قد ضاعت صرختك لفجر .. ات .
صدى صرختك تم دفنه بين الركام .. ودمعتك المسكوبة تحولت لبقايا حطام , لم تعودي أما لأحد !! فقد تم اقتلاعك بمناهج وأقلام , بين صرخة دموعك اليوم .. والألف عام التي مضت على الصرخة الأولى , تغيرت جينات وعظام .
فاطمئنوا لغياب المعتصم فاخترعوا وشوهوا مفرداتك بين حلال والحرام , فلم تعودي كما كنت راقية في المكانة والمقام , جعلوك سلعة تبيعٍ , وتباع بأسواق النخاسة والكأس الحرام .
جردوك من ردائك في ميادين .. وعلى صفحات وشاشات وأفلام , فأصبحت في هذا الزمن المهجن في رجولته لحما رخيصا مهان .
لا ذنب .. لاذنب للروم .. ولا للفرس .. الذنب كل الذنب للعربي الهمام .
أفق .. أفق أيها المعتصم .. يوما .. ساعة من نهار , وعلمنل درسا كيف نلبي صرخة نوديت بها عند رفع الاذان .. علمنا ...
كيف نمتطي صهوة الشرف على خيل حاضرنا ؟!
وكيف نرتدي سترة الشجاعة على صدورنا ؟!
وكيف نعتمر خوذة النخوة فوق رؤوسنا ؟!
وكيف نقبض بيد العزة والكرامة على سيةفنا ؟! علمنا ..
كيف نسمع برجولتنا .. لدمعة صرخت قهرا على وجه تجاعيد أمنا .
يا ام .. يا أمنا .. يا قبح ضمائرنا .. يا قبح كبريائنا , وانت تبحثين عن لقمة عيشك بين أكوام ترفنا .
يا قذارة ثوب نفوسنا مقابل طهر ثوب عزتك وكبريائك , يا قبح أمة عجزت أن تلبي نداءً ناديت به يا أم بكل الأسماء وكل الاوطان .
يا بشاعة أوسمة أخلاقنا .. عندما تصبحين أنتِ .. أعظم من جميع بطولات أوهامنا .
والله يا أم لا ألومك ان طالبتِ باعتصام لأستئصال الأرحام ولكن رجائي .. أن لا يكون بميدان !!
والله يا أم لا ألومك ان طالبت باعتصام لأستئصال ما تبقى من نخوتنا ولكن رجائي .. أن يكون بميدان !!
عذرا يا أمي .. يبدوا أن عليك أنتظار جيلا اخر.. ومزيدا ً من الالام والأيام , فالمعتصم .. الحارث , زيدُ وخالدُ .. أصبحت أحلاما من الماضي واسماءً لعنوان .