بقلم :

أنا مواطن تبلد إحساسي بعد طول سنين، فأصبح لا يثيرني ولا يرفع ضغط دمي انقطاع التيار الكهربائي الذي يسبب تلف الأطعمة المحفوظة في الثلاجات والتي تتحول لسموم وجراثيم تفتك في المواطنين؛ كما أصبح لا يهمني الهلع الذي يسببه هذا الانقطاع الغير معلن والذي يصيب الأجهزة بالتلف والكثير من البشر بالرعب وخاصة الأطفال عندما تتوقف المصاعد الكهربائية بين الطوابق في البنايات عن العمل، ولا يوقض ضميري ذاك الطفل الذي حاول شراء حليب (ببريزه) فأثار المدعو أبا زيد – ما غيره – فكتب متوجعاً.   ولا يهمني كثيراً حكاية المياه الملوثة والمالحة التي تصل الى البيوت هذا إن وصلت دون إنقطاع أيضاً، وهي أصلاً غير صالحه لأي استعمال.   ولا يتسع المجال لذكر كل الخدمات الجليلة الأخرى التي يقدمونها.   الذي يهمني هم أصحاب الفخامة والسيادة أطال الله بقائهم في مناصبهم وأمد في عمرهم كي يخدموا دولة القانون والمؤسسات وأدعوا الله أن لا تنقطع الكهرباء عن فللهم  الفاخرة ، وأن لا ينقطع إمدادهم من مياه إيفان الفرنسية النقية والصافية كي لا تتأثر هذه النوعية من الخدمات التي يقدمونها لوطنهم ومواطنيهم .. وشكر الله سعيهم.