حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,27 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 34154

مصممون على إبقاء الفقير فقيراً

مصممون على إبقاء الفقير فقيراً

مصممون على إبقاء الفقير فقيراً

21-06-2014 04:12 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : إسراء أبو جبارة
قريباً سيبدأ شهر الصوم .. الشعور بالجوع والعطش شعوراً اعتيادياً لبعض البشر .. لمن عانى الفقر.. الشهر المنتظر على أحر من الجمر .. شهر الرحمة والألفة والتكاتف .. ولكن هناك خطأ ما يجري وبات مكشوفاً متعباً وغير مرضياً.

شهر الاستغلال وضياعٌ للكرامة.. سواء للتاجر، للغني، للفقير، للموظف، للسياسي، للمتسلق على حساب الصيام .. الصيام كما هو معروف الامتناع عن الأكل والشرب من الشروق للغروب .. وغفل الكثيرون أنه للامتناع أيضاً عن المحرمات .. ولا يقصد بها الخمور وغيرها من المحرمات فقط.. بل الابتعاد والحذر من الوقوع في الحرام وأهمها سوء الخلق.. إلا أن شهر العبادة أصبح شهر التسلية والاستمتاع .. من مسلسلات مخلة للآداب ومن مسابقات وسهرات رمضانية غنائية وموسيقية راقصة ومسرحيات هزلية .. ما الفائدة من كل هذا إلا الربح و حب المال..؟ استغلال الوقت في كثرة العروض وإلهاء الناس عن تأدية العبادة واستقطاب القلوب الآملة في ربح زهيد حتى أصبح رمضان شهر المتعة وإرضاء الشهوات..؟!

صامَت الأنفس عن الضمائر طول العام وصامَت عن الخير من خلال تقديم المساعدات وأصبح رمضان شهر الاستغلال.. حتى أن معظم العائلات.. تنتظر الشهر الكريم من أجل تناول وجبة تضم أفراد العائلة التي منعها العمل وكثر الإنشغال عن قضاء يوم أسري فعلي والتواصل إلا بالمناسبات.. أصبحت عزائم الإفطار الرمضاني رفع عتب لنيل الأجر.. استغلال باستغلال..

سنشهد في أسواق الأردن كل ما يلزم ولا يلزم .. من مشروبات ومأكولات وزينة .. سنشهد الإقبال الشديد والأزمة والغلاء والغش .. ستشهد مقاهي مليئة وأسواق محتشدة وشوارع خانقة.. سنشهد صور وأحداث وسباق في نشر صور التباهي والرياء .. سنشهد مصلين وعازفين .. سنشهد ملاءة الصلاة تجوب الشوارع وأجساد عارية.. سنشهد الغضب والعصبية و سماع الكلمات البذيئة نهاراً .. وسنشهد الضحك والرقص والتصفيق مساء.. سنشهد النعم وسنشهد التبذير وموائد كبيرة تملأ الحاويات.. سنشهد الفقراء تأكل من صناديق القمامة.. سنشهد الطرود في أماكن تكثر فيها المصالح.. وأماكن لا تزال منسية.. سنشهد انتشاراً كبيراً للمتسولين.. سنشهد أساليب أخرى للنصب والاحتيال.. سنشهد الصائم والمفطر بلا خجل أو حياء.. كله في ازدياد.. وسنسمع جملة مهدئة تتبع كل جدال مفتعل في أي مكان.. اللهم إني صائم..

حقاً إنه استغلال واضح اضطر به جلالة الملك لمخاطبة ذوي الأمر من أجل البدء في التغيير بتسهيل مهمات الصائم الفقير قبل الغني .. على الوزراء الآن اغتنام الفرصة وفعل ما يجب فعله وإلا صام عمره بعيداً.. فهم بحاجة إلى التوجيه كل مرة وهم وجدوا من أجل السيطرة على الأمور الحياتية والمحافظة على المساواة والعدل والقضاء على الاستغلال وتحسين سبل العيش لكل مواطن.. إلا أنها عدمت هذه المسميات في وقتهم.. أما البشرى المرتقبة ومن أجل البقاء.. سنشهد التغيير في هذا الشهر الفضيل وفي وقت قصير.. دمت لنا سيدي لهذا التحفيز..

مما سبق ومما نلمس .. نشهد ونستغرب نجد أن الغني من يشكي لا الفقير .. الفقير وكل إنسان لا يحتاج إلا إلى رغيف خبز وكوب ماء ويَحمد الله.. أما ما لذ وطاب فهي معاناة ومن هموم الأغنياء.. فالغني لا يملأ ثلاجته وخزائنه بما يتبرع به للفقراء في طرد الخير.. ما الخير الذي فيه يا أهل الخير..؟ قد خلا من كل ما يشتهيه.. أحتوى الطرد على أشياء لا تكفيه وقد مل منها الفقراء طوال العام.. هي قوته اليومي وكل ما يستطيع شراءه .. مما يضطر هؤلاء الفقراء إلى بيعها من أجل حفنة من المال لدفع فاتورة الكهرباء والمياه وعلاج وقسط المدرسة واحتياجات طفل أو شخص عجوز..!! والبعض يتقاسمون ما لا حاجة له مع الجيران والأقارب.. كم هو عظيم أن يستلم الفقير مغلف صغير فيه مبلغ قليل يتصرف به حسب رغبته واحتياجه بدلاً من تاجر همّه الربح كما همّ المتبرّع الشهرة.. أما الفقير المحتاج حفنة دنانير بالنسبة له أغلى قيمة وأبلغ مساعدة وعون..

تريثوا قليلاً وتراجعوا عن الفوضى والاضطراب التي ترهق الجميع ويستغلها التجار في رفع أسعارها استغلالاً للمعونة وعمل الخير..

ليتنا نفكر قليلاً قبل أن نقدم على عمل للمباهاة والمعالاة تحت مسمى (الصدقة) .. لنتأمل حال الفقراء ونعرف ما هي احتياجاتهم الحقيقية .. الطعام آخر ما يفكر به الفقراء كونه لديه قناعة تامة أن رزقه من الله لا ينقطع كي يعيش .. فهو لا يعيش ليأكل بل يأكل ليعيش .. ويكفيه القليل دون الضرورة للجشع والشعور بالتخمة.. و في العيد المنتظر لا يجد جديداً ليرتديه.. من هنا أطلق النداء لأهل الخير والاهتمام بفرحة العيد وأن لا يقتصر الأجر والثواب بإفطار صائم فقط.. وأن لا تختص بالجمعيات الخيرية .. بل قوموا بزيارة بيتاً أو إثنين وامنحوهم وقتاً للتحدث عن احتياجاتهم ومآساتهم و تقديم المساعدة قدر المستطاع.. ادعوهم إلى بيوتكم واشعروهم بالعدل والمساواة..

لا زلنا نفرّق فيما بيننا .. ومصمّمون على إبقاء الفقير فقيراً.. والغني مشغول في ماله يفاصل وينافس باسم المعونة في صناديق الريحة ولا العدم .. طرود الرياء والملل فنحن لا نزال نُحرم الآخرين مما نشتهيه لأنفسنا .. شهر الخير مليء بالمساويء والذنوب .. ليته يتغير.. ليته يعود بفضله ويعمّ الخير بالمساواة لا التفرقة بين الطبقات الغنية والفقيرة .. الرياء في الخير لا يعد خيراً.. والتصدّق بشق تمرة أي نصفها (بالتساوي) إن لم تملك غيرها .. لا يعني أن تتصدق بنصف ما تملك.. لكن على الأقل بمثل ما تأكل.. فأين فاعل الخير المنصف.. أين نحن من الإسلام..؟!


i_jebara@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 34154
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم