سرايا - سرايا - تتواصل معاناة العم أبو هاشم بمركز قنا بمحايل عسير، والسبب هو أنه وأخوه يحملان نفس الاسم "محمد"؛ مما منعه من الحصول على هوية وطنية، وتبع ذلك عدم قدرته على العلاج بالمستشفيات، إضافة إلى منعه من استلام ميراثه من والده وعدم قدرته على الزواج، وظلت معاملته حائرة بين دواليب الأحوال المدنية في عسير والرياض؛ لتستقر أخيراً في العاصمة؛ حيث أكد الناطق الإعلامي لوكالة الأحوال المدنية بالرياض محمد الجاسر، أن المذكور يطلب تسجيل حفيظة نفوسه في السجل المدني، وكذلك تعديل اسمه الذي يتطابق مع اسم أحد إخوته ومعاملته تحت الإجراء حالياً.

وبدورها انتقلت "سبق" إلى منزل العم أبو هاشم المتواضع، الذي يعيش فيه بمفرده في أحد أحياء مركز قنا، وعاشت معه قصة معاناته التي سردها بصوت لا يخلو من نبرات الحزن والألم والأمل؛ حيث قال لـ"سبق": "التحقت بالعمل العسكري عام 1407هـ، وقضيت فيه قرابة ثلاثة أشهر، والتي سُجِّلتُ فيها بحفيظة النفوس برقم 21353 بتاريخ 26/ 8/ 1401هـ، التي أمتلكها إلى الآن، وبعدها تركت الوظيفة العسكرية وعُدت إلى مسقط، الرأس قنا؛ حيث لم أهتم للأمر؛ وذلك لجهلي وعدم معرفتي بما سيترتب على ذلك".

وتابع "محمد علي محمد آل مطري عسيري" يقول: "مع مرور الأيام وأعمالي الشاقة التي كنت أقوم بها من جمع الحطب وبيعه وكذلك بيع الفحم، بدأ التعب والإجهاد يأخذ نصيبه الأكبر، وكان من نتائجها ما أعانيه من مرضيْ الضغط والسكر، والذي أثّر على صحتي كثيراً؛ لأنني كلما راجعت أحد مراكز الرعاية الأولية أو أحد المستشفيات يرفضون علاجي أو تقديم ما حتاجه من خدمة علاجية؛ بسبب عدم وجود سجل مدني.. اضطررت حينها إلى الاتجاه إلى الصيدليات لشراء الدواء الذي أحتاجه برغم ظروفي المعيشية الصعبة. وكل ما أطلبه من المسؤلين هو تعديل اسمي من "محمد" إلى "أحمد"، واستخراج السجل المدني؛ لأحظى بحياة كريمة؛ حيث إنني أعاني أيضاً من وجود مشكلة في الشبكية لإحدى عينيّ بسبب تأثير مرض السكر الذي أجهد صحتي".

واستطرد "آل مطري" بالقول لـ"سبق": "أعاني الفقر والعوز ولم أستطع الدخول للضمان الاجتماعي والاستفادة من خدماته؛ كل ذلك بسبب عدم امتلاكي للسجل المدني، وطيلة هذه الفترة أراجع الأحوال المدنية بمحافظة "محايل عسير"؛ حيث كانت أولى المراجعات برقم 3574 بتاريخ 26/ 8/ 1430هـ، وهم بدورهم كل مرة يطلبون مني إحضار ما يلزم إحضاره إلى أن تم رفع المعاملة بكاملها برقم 1348 وتاريخ 13/ 4/ 1435 إلى الأحوال المدنية بمنطقة عسير، وهي بدورها رفعت كامل الأوراق وعددها 79 ورقة إلى وكالة الأحوال المدنية بمدينة الرياض، وإلى الآن لم يَرِدْ أي شيء بخصوصها".

وتابع: "أعاني -كما تشاهد- من عَوَز الدنيا؛ حيث إنني أسكن في هذا البيت المهجور، والذي قدّمَتْه لي إحدى شقيقاتي، بعد انتقالها لبيت آخر؛ علماً أن ميراثي من والدي رحمه الله لم أستلمه إلى الآن بسبب عدم وجود السجل المدني، والذي بسببه حُرِمْتُ كذلك من الزواج، وهذا ما أتمناه برغم بلوغي الـ 53 سنة".

وبدورها تواصلت "سبق" مع الناطق الإعلامي لوكالة الأحوال المدنية بالرياض محمد الجاسر، الذي قال: "المذكور يطلب تسجيل حفيظة نفوسه في السجل المدني، وكذلك تعديل اسمه، والمذكور يتطابق اسمه مع اسم أحد إخوته، وهي تحت الإجراء حالياً".