27-06-2014 11:16 PM
سرايا - سرايا - احتضنت المدينة الأثرية في جرش وعلى مسرح ارتيميس، أول من أمس، أربع شعراء من الوطن العربي في الأمسية الشعرية الرابعة التي تقام ضمن برنامج مهرجان الشعر العربي الذي تقيمه الرابطة في إطار فعالياتها الثقافية في مهرجان جرش 2014.
تفاوتت التجارب الشعرية في الأمسية التي أدارها الشاعر محمد الربيع وشارك فيها شعراء الوطن العربي من تونس، اليمن، الأردن، عُمان، وألقيت فيها قصائد تتحدث عن الموت والحياة والحب وليالي السهر والوله.
الشاعر أمين الربيع، قال في بداية الأمسية إنه هنا في مسرح جرش الأثرية، ليؤكد أن الثقافة والفن هي اللغة الأنقى والأكثر رقيا وديمومة من أي لغة أخرى عرفها بنو البشر، إنها لغة الإنسان والتحضر، لغة الأرواح شفيفة النبض المسترسل حبا ودفئا.
وأشار الربيع الى أن مسرح آرتيموس مر عليه الكثير من المبدعين العرب مثل أدونيس والبردوني ومحمود درويش وعبدالرزاق عبد الواحد وغيرهم من الكبار، مشيرا الى أن الشعراء العرب المبدعين المشاركين في هذه الأمسية سيقدمون لنا فيض قلوبهم وخلجات أرواحهم القلقة بالدهشة والحب.
استهل الشاعر التونسي الغربي المسلمي الأمسية بقراءة مجموعة من قصائده التي تتحدث عن الحياة والموت وعن العندليب والشعراء الذين مهدوا مقبرة عن ليالي السبعة عند الشاعر وما يحدث في كل ليلة من هذه الليالي من فرح وحزن وأمل. ومن القصائد التي قرئت "الموت"، "الحياة" وقصيدة بعنوان "ليليات شاعر"، يقال فيها: "ليل غاب الكلام عن الشاعر المكتوي بالنشيج/ تساءل عند سحاب الكلام في سماء بعيدة/ هل لنا من مطر/ روحه الانعتاق طعمه الانطلاق وحرية ملونة بالأريج/ كيف للكلمات أن تتفي بالرواء/ يا سحاب الكلام كيف ينقد فيك وشاح القصيدة".
ثم قرأ مبارك سالمين من اليمن وهو رئيس الاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، ويعد سالمين إحدى قيادات الاتحاد وشغل مهام نائب رئيس فرع الاتحاد بعدن، ومن ثم عضو المجلس التنفيذي للاتحاد ورئيساً لفرع عدن مجموعة من قصائد منها "مخطوطات اليك ايه الجسد" وقرأ قصيدة بعنوان "رمسيس مباشرة - 5 صباحا"، تقول: "في الخامسة صباحا/ شمس خجولة كعادتها وضوء ضيق/ لا أحد في الشارع سو الموت/ يتدحرج من الأعالي/ ثم يهبط كالسيل/ لينهض رمسيس من خبيئته/ ويلعن آلاف السنوات/ التي قضاها في مصر رافعا قواعد المجد/ ضوء ضيق/ وحياة لا تليق بملك/ يخاف أن ينام في ميدان الحرائق والزيف/ ضوء ضيق/ لكنه فسحة".
شكر الربيع مهرجان جرش الذي أخرج الشاعر الأردني محمد زكي الذي ابتعد عن الاوساط الثقافية بعد ان كان قد هجرها، مشيرا الى أن زكي يلتقط رؤاه ويزاوجها بصمت، وزكي من جيل الشعراء الشباب وصدر له ديوان بعنوان "مرقوع بورق أعمى".
قرأ زكي مجموعة قصائد منها "فتوى"، "الوحشة"، "يحدث أول الأمر"، "عبور ملتبس"، التي يقول في مقاطع منها: "نجمع ما أمكن، إن أمكن/ نجمع ألواننا الأولى/ صورة الأرض، قبل وبعد/ شكلنا حين تعبس الكائنات/ وعندنا، ثم قلنا/ من هنا سوف نعبر/ سوف تحبونا الريح حين نمد رأس الحكاية أعلى/ فتنشر أسماءنا/ واحدا ثم آخر وهكذا/ قلنا سنكبر حتما".
وكان ختام الأمسية الشاعرة والناقدة العمانية د. حصة البادي التي حازت على جائزة الملتقى الأدبي/ على مستوى سلطنة عمان لعامين متتاليين، وقد قرأت مجموعة من القصائد التي فيها الكثير من الصورة الشعرية والايقاع، ما جعل لها مذاقا مختلفا؛ حيث قرأت "تعويذة الدمع"، و"حين تتسع الرؤى". تقول في احد مقاطعها: "تحوي غمامته صديقا مخلصا ابدا ويهذي بابتعاد/ اراهم يمشون والحلاج بينهم/ يوقع بسملات الحرف فوق جباههم/ يتلونها يمضي ويبعد.. ثم يمضي/ ثم تورق كل ألوان الحداد/ وأراهم يبكون والأوطان ساكنة خطوط جبينهم/ هم كالرمال يحيطهم بحر الغموض بهيبة/ والموج يكسرهم.. ونحن نحبهم/ اذ يارقون لكي تنام -اليوم- في اضلاع اصغرهم بلاد".