28-06-2014 09:52 AM
سرايا - سرايا - عندما يريد أي مصطاف من أهالي شمال قطاع غزة الاستجمام وحيدا في البحر فانه يذهب إلى منطقة العطاطرة أقصى شمال قطاع غزة.
حينها تجلس وحيدا او مع عائلتك، قد تلاحظ بعض المواطنين، ولكن من ذهب نهار أمس الجمعة اجزم أن شاطئ البحر ليس في قطاع غزة إنما في احدى مقاطعات شنغهاي الصينية الساحلية.
فمنذ ساعات الصباح حتى وقت الظهيرة الذي يندر الذهاب فيه من قبل المواطنين إلى البحر مع وجود صلاة الجمعة، لم يمنع مئات المواطنين من ان يدلفوا الى شاطئ البحر، والغريب في الأمر ان وجوه جديدة بدت ظاهرة في المصطافين الذين غلب عليهم الاطفال والفتية.
حيث تواجدت عشرات العائلات تبين أنها قادمة من مدينة غزة، بل وصل الأمر إلى مناطق وسط القطاع قادمين للاستجمام بعد شيوع الأنباء التي تحدثت عن تلوث مياه البحر في مناطق غزة ووسط القطاع.
حيث قررت سلطة جودة البيئة في غزة إغلاق شاطئ بحر قطاع غزة صورة شبه كامله، وذلك بسبب التلوث الكبير في مياه البحر، داعية إلى تدارك الأزمة وتوفير احتياجات البلديات وتشغيل المحطات المعالجة.
وقالت سلطة جودة البيئة التي أعلنت في بيانٍ عاجل يوم أمس الأول ، "إنها تتابع بشديد الأسف ازدياد وتوسع تلوث مياه بحر غزة يوما بعد يوم نتيجة ضخ عشرات الآلاف من الأمتار المكعبة من المياه العادمة غير المعالجة".
وأوضحت السلطة في بيانها الذي حمل طابع التحذير الشديد أنها أعلنت منذ ثلاثة أسابيع بأن تلوث شاطئ قطاع غزة قد بلغ أقصى مدى له منذ سنوات بحيث زادت نسبة طول الشاطئ الملوث عن 50% من طول شاطئ القطاع.
وأشار بيان سلطة البيئة التي تعتمد على التيار الكهربائي والوقود المتذبذب في الدخول إلى قطاع غزة عبر المعابر الاسرائيلية "أن السباحة باتت في أجزاء واسعة من الشاطئ تشكل خطرا كبيرا على صحة المصطافين إضافة إلى تلويث البيئة البحرية وتسميم الثروة السمكية، مبينة أنها قد طالبت في حينه بلديات القطاع بحظر ومنع السباحة في المناطق الملوثة".
وشددت على أنه في حال لم يتم تدارك وقوع هذه الأزمة المحدقة وتوفير احتياجات البلديات ومشغلي محطات المعالجة من إمدادات الكهرباء والوقود فإنها ستعلن عن كامل شاطئ بحر قطاع غزة منطقة منكوبة وملوثة بشدة وتحظر السباحة فيه بالكامل.
بدوره قال محمد أبو القمصان وهو من سكان وسط القطاع " لقد أتينا إلى هنا بسبب تلوث مياه البحر وسط القطاع بسبب المياه العادمة التي لا تتوقف عن الضخ قرب منطقتنا".
وأضاف أبو القمصان " ومن حوله أطفاله يلهون في البحر، قطعنا مسافة طويلة نعم لان رمضان على الأبواب، وأردت ان اسعد أطفالي برحلة جميلة، البحر هنا جميل ونظيف وتفاجئت به صراحة.
وبأعداد المصطافين التي ضاقت بهم عدسة الكاميرا بدى وكان اليوم هو أول أيام الإجازة الصيفية ولكن على عكس ذلك تماما فالمواطنين الذي يدلفون في بحر وشاطئ العطاطرة قادمين من غزة ووسط القطاع على هذه المنطقة التي تعتبر من مناطق التماس الساحلي مع اسرائيل، كانت نقطة تلاقي لهم للاستجمام والفرح والسرور، حتى مع تعالي أصوات اطلاق الصواريخ تجاه اسرائيل، ولكنها لم تعلو على أصوات صرخات الأطفال وهو يلهون في مياه البحر التي قد تكون نظيفة فهم الفارين من حر الصيف ولهيب الحصار الاسرائيلي القاسي والظروف المعايشة المريرة في قطاع غزة مع العام الثامن للحصار الاسرائيلي.
تقول الشابة نعمة وادي لمراسلنا وهي من سكان منطقة الرمال وسط مدينة غزة " لا يوجد استراحات هنا، ولكن الهواء عليل والبحر نظيف.
تضيف السيدة الحسناء " لم تمنعتا أصوات الصواريخ من مغادرة المكان مع انها مخيفة، لقد اعتدنا كل شيء غير مألوف هنا، ولكن لم نعتاد ان لا نذهب إلى البحر فقد اتينا من وسط المدينة إلى أقصى الشمال.
ويعد شاطئ قطاع غزة قبلة المواطنين حيث يحج إليه الآلاف المواطنين يوميا كونه احد أهم المرافئ السياحي المجاني الوحيدة في القطاع المحاصر، والذي يعيش اوقات عصيبة بفعل اشتداد الحصار الاسرئيلي والتضيق المعيشي على المواطنين الذين يعتمدون بصورة كبيرة على المساعدات الغذائية والتموينية التي تقدمها المؤسسات الدولية مثل الانروا.