حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 26579

وجاء رمضان 1435هـ بنفحاته الإيمانية

وجاء رمضان 1435هـ بنفحاته الإيمانية

وجاء رمضان 1435هـ بنفحاته الإيمانية

28-06-2014 02:31 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. رياض خليف الشديفات

وجاء رمضان( 1435هـ) بنفحاته الإيمانية
رمضان هذا الكلمة التي لها وقع خاص على قلب كل من يسمعها من أبناء الأمة الإسلامية ممن عاش نفحات رمضان في حياته، ولها دلالة بالغة الأثر في نفس وقلب كل مسلم يحب النقاء والصفاء ، وتربية النفس في دورة إيمانية فريدة في زمن تعقد فيه كل الدورات للجسد والمال والدنيا بهدف امتلاك مهارات النجاح الدنيوي في بقية شهور السنة ، لكن الدورة الرمضانية تربية وتهذيب وقيم ولحظات صفاء وروحانية يصعب الوصول إليها عن غير طريق هذه العبادة بطعمها وبنكهتها الخاصة التي مثيل لا لها في عالم الجسد والمادة .
وفي الثقافة الإسلامية والعربية منزلة لرمضان تختلف عن منزلة غيره من شهور السنة ، وله من العادات والطقوس التي يحرص الناس على الظهور بها بطريقة تبرز خصوصيته وميزاته ، فترى التواصل الاجتماعي الرائع بين فئات المجتمع وشرائحه المختلفة ، وترى التراحم والتعاطف والتواد بدوائرها الثلاثة تأخذ طابعا عاطفيا عبر تفقد الأرحام والأقارب وذوي الحاجات، وترى التزاور بين الناس يزداد وينشط في ليالي رمضان ذات الصبغة الرمضانية بمعاني المحبة والتواصل نشيدها الذي تصدح به حناجرهم " يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر " ، من أجل هذا ترى الأطفال يفرحون فرحا عفويا بعيداً عن لغة التكلف التي نجدها عند الكبار ، وترى لغة الخير تكثر في شهر الخير وكأنها اللغة التي يفهمها الجميع في رمضان .
ويأتي رمضان العام وفي الحلق غصة وحشرجة للكلمات المعبرة عن الضمير وما ألَمً بجسد الأمة من جراجات في جسدها المتهالك من عاديات الزمان ، وفي القلب حسرة وآهات لحالنا الذي صرنا إليه بيدنا وبيد غيرنا ، وفي النفس ألم لما نحن فيه من التيه والضياع وقلة الحيلة ، وفي العين دمعة حَرًى لكثرة الثكلى من بني جلدتنا على ما بيننا من تباعد الدار ، وكأن قدر الأمة أن يأتيها رمضان بكل بشائره ونفحاته ليقول لجسد الأمة المتهالك من ضرباته سيوف أهله ، وطعنات رماح أهله وأعدائه على السواء ، ومن سهام الفتن العمياء التي لا يعرف مصدرها أنهض أيها الجسد المتعب بحياة الروح التي جاء بها رمضان بنفحاته الإيمانية الرقراقة العذبة الصافية ، فإن حياة الروح أسمى وأصفى من حياة الجسد الفانية ، وإن متعة الروح لا تعدلها متعة ، ولا يعرف متعتها إلا من جرب طعمها ، وإن عقال الجسد ينشط عبر متعة الروح التي من أجلها جاءنا رمضان لنحيا بها قليلاً ، فهل نغتنم هذه الفرصة لينشط عِقالُ جسدنا من أغلاله التي كبلته ؟ وهل نغتنم رمضان لنستيقظ من غفلتنا التي زادت من كبوتنا ؟ فمتى يدرك بني قومي غاية رمضان وسموه ؟ .








طباعة
  • المشاهدات: 26579
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم