29-06-2014 06:26 PM
بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
سلفيون وثوار وجيش حزب البعث السابق (داعش)هم من وقع عليهم الاختيار لتشكيل المثلث السني ,مقابل المثلث الشيعي االذي يدعم إيران, فنحن كنا وما زلنا مجرد أحجار شطرنج ذات لونين يلعب بهما أطراف الصراع ,لتحقيق كل طرف استقراره ومصلحته ( مفهوم الحرب الباردة)وعلى حساب هذا الوطن الكبير في مسماه(الوطن العربي),الصغير ,نتيجة الهزيمة الداخلية في انفس ابناءه ,والاستسلام لمن يفرقهم ويفتنهم ويفرض عليهم النكبات والتخلف والجهل ,لهذا نبرر التبعية للآخرين بأنهم يتبنون قضايانا وتحرير مقدساتنا وأراضينا والمضحك أنهم هم أنفسهم من يحتلون أراضينا ويضللون انساننا وفي ذلك دلالة على ان التبعية اصبحت مهجنة في جينات الانسان العربي ......
رغم ما حبانا به الله تعالى من نعم الدنيا ومن قران كريم بلغتنا ورسول علم البشرية الحكمة,الا أننا مصرين على الكفر كفر النعم وكفر الدين من خلال تغييب العقل ,ورحم الله من قال وهو الذي تشبع بعلم التوحيد والدين وستخلص منه الحكمة ليقول في هذه الأمة هذه الأبيات , وبالأخص من يتبنون ويحملون رايات القتل لقتل إخوانهم في العقيدة والقومية في الوطن الواحد,ليقتلوا تاريخ هذه الأمة وحضارتها.....
(نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيبٌ سوانا
ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليسَ الذئبُ يأكلُ لحمَ ذئبٍ ويأكلُ بعضنا بعضاً عيانا
ضمن هذا الواقع واقع التبعية نتيجة الجهل والقهر اصيح الانسان العربي مجرد وقود للحروب الباردة بين الدول وتنافسها على تحقيق مصالحها في هذا الوطن وحماية امنها وتصفية حساباتها خارج دولها التي تنعم بالاستقرار والتقدم ,ان ما نعيشه من ازمات وحروب منذ بداية الربيع العربي المزعوم اسبابها الصراع بين الغرب والكيان الصهيوني على الملف النووي الاراني ,فقد لمسنا الهدوء واختفاء التهديدات ضد المفاعلات الايرانية منذ بداية الربيع العربي فهنالك عرب من كلى الطائفتين يقومون بهذا الصراع نيابة عنهم ,ولو كان على حساب وحدتهم ,ووطنهم الذي يفرضه هذا الصراع ,بتغيير خارطة هذا الوطن فيما يتناسب مع حماية امن الكيان الصهيوني من حرب الاستنزاف اوالحرب الباردة من قبل ايران ....
إننا ومنذ حرب الخليج الأولى أي منذ ما يقارب الأربعة عقود ونحن نعيش ,هذا الواقع من قتل واستنزاف الأموال من اجل صراع الغرب مع إيران صراع مصالح لا صراع ديني ,فالغرب ليس له علاقة بالدين ,والمذهب الشيعي في ايران مغلق على نفسه من خلال مفهوم الفقيه والإمامة فهي خط احمر وقف عقبة حتى أمام من أيدوا الثورة الايرانية منذ بدايتها ,مثل حركة الإخوان المسلمين ,مما يدل على رفضها المطلق للمذهب السني ,وسيست المذهب الشيعي في بعض البلدان العربية في إحياء الطائفية بين مواطنين يشتركون في العقيدة والقومية منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان ,وكان لها الدور الأساسي في إسقاط بعض الأنظمة مثل طالبان والعراق, مما يدل على أن الثورة الإسلامية الايرانية ,ثورة تستغل الطائفية في تحقيق مصالحها المادية , لهذا فان أي اتفاقيات أو مساعدات ايرانية كانت تشترط السماح للمذهب الشيعي بالتمدد في تلك الدول ..
انني اخاطب الانسان العربي من كلا الطائفتين بالوقائع الملموسة والتي بالغنى عن التحليل,الواقع الذي اصيحت عليه الامة نتيجة الثورة التي تتزعم الاسلام ,رغم تاييدنا لها والترحيب بها من قبل المواطن العربي ,ولن اذكر الى اهم منجزاتها وهي تفريق الانسان العربي من خلال الفتنة التي لم تظهر الا مع ظهور هذه الثورة ,فهذه الفتنة هي اشد من تقسيم الوطن العربي الى دويلات على يد المستعمر الغربي سابقا حليف المثلث السني حاضرا ,وان هذه الفتنة اضاقت الانسان الويلات من فقد الاوطان والتشتت الى هتك الاعراض , هذه الويلات كافية ان يكرهها الانسان العربي , ويبحث عن الحلول للخروج منها ,ومن اهم الحلول الابتعاد عن سياسة استقصاء الاطراف لبعضها البعض وعدم التفرد بالسلطة ,والخروج من التبعية سواء للغرب او لايران ,والسعي للمصالحة فليس للانسان الا وطنه والوطن الجميع .....