بقلم : الدكتور شفيق علقم
من صفات الكعبة انها صرة الارض ،اي انها تتوسط اليابسة، وانها موصولة بالبيت المعمور في السماء السابعة وحياله تماما اي على موازاته ، وحيال بيت العزة في السماء الاولى، وانها أول بيت وضع للناس حيث امر الله الملائكة فوضعته في المرحلة الاولى من خلق الارض ، ثم تهدم مرات ومرات وكان يعاد بناؤه في كل مرة الى ان بعث الله سبحانه وتعالى سيدنا ابراهيم فارشده الله الى مكان البيت العتيق ، وامره باعادة بنائه ورفع قواعده وساعده في ذلك ابنه اسماعيل عليهما السلام، ليس هناك في الكون بقعة أكثر مهابة وقدسية من هذه الحجرة المكعبة.
ومن اسرارالكعبة انه لا يوجد لها مثيل في الارض، ولم تعبد في تاريخها من دون الله قط، فقد كان العرب يعبدون الأصنام والأوثان حولها ولم يخصوها أبدا بالعبادة.
وان كل الانبياء حجوا إليها، كما انه مجرد النظر إليها عبادة تعادل أجر عابد في غير مكة.
واما المواقع المقدسة والهامة حول الكعبة فهي الحجر الأسود الذي نزل به ملك من السماء ، وهو ياقوتة من ياقوت الجنة، ومقام ابراهيم وفيه الصخرة التي تحمل طبعة قدميه عليه السلام ،وبئر زمزم الذي هو آية من الآيات المادية الملموسة الدالة على كرامة المكان ،ووصف بانه نهر من أنهار الجنة، تنبع عين مائه المتدفقة من تحت أعتاب الحجر الأسود.وهناك مكان يسمى حطيم السيئات على يسار باب الكعبة المهيب الى الداخل ، حيث يتم فيه التضرع بالدعوات الى الله .
كما يوجد هناك صندوق خدمة الكعبة الى اليمين من باب الكعبة ،حيث على بعد أقل من مترين يرتفع صندوق من الرخام النادر تحفظ فيه أدوات خدمة البيت وحوائج غسيل الكعبة من دهون الطيب كالعود والورد والعنبر ولفائف من قماش قطني معد للغسيل.وفي الجهة الشمالية من باب الكعبة يقع باب التوبة ، فعلى يمين الداخل باب صغير يعرف بباب 'التوبة' وهو آية في الصنعة والإتقان، يمتاز بمقاساته العادية ،وهو بنسبة قياس واحد الى ثمانية مقارنة بباب الكعبة الخارجي المميز بالبهاء والضخامة، ويؤدي باب التوبة المصنوع من أندر قطع الأخشاب المكسوة بصفائح الذهب والفضة المشغولة، الى درج حلزوني من الزجاج السميك يصل الى سطح الكعبة ، وتوجد الواح اسماء الولاة والخلفاء في الجدار الغربي المواجه لباب الكعبة حيث علقت تسعة ألواح أثرية من الرخام منقوش عليها أسماء الولاة والخلفاء تؤرخ لأعمال تجديد وترميم الكعبة، وكلها مكتوبة بعد القرن السادس للهجرة.
كما ان هناك وثيقة ترميم الكعبة في الحائط الشرقي بين باب الكعبة المشرفة وباب التوبة حيث وضعت وثيقة تؤرخ لقيام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بشرف ترميم وتجديد الكعبة المشرفة الذي دشنه خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في عام 1419هـ وكان حينها وليا للعهد. وكان آخر ترميم شامل للكعبة في زمن السلطان مراد الرابع من سلاطين آل عثمان سنة 1040 من الهجرة النبوية.
واما في داخل الكعبة فثمة اعمدة عبد الله بن الزبير حيث
ترتفع في منتصف الكعبة ثلاثة أعمدة محاطة بأفخر أنواع الخشب المزخرف، وهي المعروفة بأعمدة الصحابي عبدالله بن الزبير، حين رأى في زمن حكمه لمكة، أن يسند سقف الكعبة بها خشية انهياره عندما قام بترميم بناء الكعبة.
اما جدران الكعبة وجوانبها الأربعة فهي محاطة بالرخام الأبيض، بارتفاع نحو مترين وبرخام ملون ومزركش بنقوش هندسية إسلامية. وما يعلوها مغطى بستارة خاصة من الحرير الأحمر الوردي مشغولة بالنسيج الأبيض على هيئة الشهادتين وبعض أسماء الله الحسنى على شكل رقمي ثمانية و سبعة متكررة بخط الثلث العربي البديع، وهي إهداء من الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله الى الكعبة، ويقوم بصناعتها يدويا مصنع كسوة الكعبة المشرفة الموجود في مكة المكرمة.

acusc2001@live.com