02-07-2014 07:28 PM
سرايا - سرايا - ألقى مجهولان قنبلة يدوية، صباح اليوم الأربعاء، على مقهى في مدينة طرابلس شمال لبنان، مما أسفر عن وقوع أربع إصابات وأضرار مادية.
والقنبلة استهدفت مقهى "مكيّة" الواقع في منطقة باب التبانة في طرابلس، ورماها مجهولان يستقلان دراجة نارية، لم يتم التعرف إلى هويتيهما.
ويأتي هذا الحادث الأمني على خلفية إصرار صاحب المقهى على استقبال المفطرين في قهوته أثناء شهر رمضان المبارك، فيما يطالب بعض أهالي المنطقة أصحاب المقاهي بالإقفال أثناء ساعات الصوم.
وأوضح أحد سكان المدينة، الذي رفض ذكر اسمه أن مقهى "مكيّة" هو واحد من مقاهٍ عدة في طرابلس يستقبل غير الصائمين ممن يعانون من أمراض مزمنة، كالسكري والضغط والكلى والقرحة، مذكراً أن زبائن هذه المقاهي في رمضان هم نفسهم من يتردد على المقاهي بشكل يومي في باقي أيام السنة.
واعتبر أن هذا الحادث يذكّر بأيام سيطرة جماعة التوحيد على المدينة في الثمانينيات من القرن الماضي.
من جهته، أكد شاهد عيّان يدعى "محمد خ." أن هذا الحادث ليس مستغرباً إذ سبقه منذ أيام جدال بين صاحب المقهى والأهالي الذين طالبوه بإقفال مقهاه لكنه رفض.
وأوضح محمد أن هذا الأمر ليس بجديد على باب التبانة، ففي السنوات الماضية حصلت حوادث مماثلة وألقيت قنابل، أحدها كان على مقهى قرب مركز للجيش اللبناني.
وفيما اعتبر محمد أن هذا الحادث "مستنكر ومدان"، فإنه رأى أنه "يجب احترام مشاعر الصائمين في هذا الشهر المبارك".
تمنٍ بعدم المجاهرة بالإفطار.. وحملة تنديد
ويأتي هذا الحادث بعد بيان أصدرته بلدية طرابلس وأثار جدلاً واسعاً فتم سحبه، وهذا البيان كان يتمنى على المتواجدين في نطاق المدينة عدم المجاهرة العلنية بالإفطار خلال شهر رمضان احتراماً لمشاعر الصائمين.
وكان رئيس بلدية طرابلس، الدكتور نادر الغزال، توجه إلى أصحاب المطاعم والمقاهي بالآتي: "إن بلدية طرابلس تلفت انتباه جميع المقيمين ضمن نطاقها البلدي وخصوصاً المطاعم والمقاهي لاحترام حرمة الشهر الكريم وخصوصية المسلمين الصائمين في عدم المجاهرة بالإفطار وضرورة التحلي بما يليق من الخلق الكريم الذي دعت إليه كافة الرسالات السماوية".
لكن هذا البيان لاقى رفضاً كبيراً من شرائح عدة من المجتمع الطرابلسي والذين اعتبروا هذا الأمر مساساً بحريتهم الشخصية وخصوصياتهم وأدبياتهم. ونُظمت حملات على مواقع التواصل الاجتماعي ضد هذا القرار، فتم سحبُه على الفور.
ودافع الغزال عن هذا البيان بالقول "إنه يأتي مراعاة للصائمين وبناء على طلب من دار الفتوى في طرابلس، وليس له أية صفة إلزامية لعدم وجود أي مادة في القانون تسمح بذلك".
وتعتبر طرابلس، ثاني أكبر المدن اللبنانية، مدينة متنوعة الطوائف والمذاهب وفيها نسبة كبيرة من المسيحيين ومن المثقفين العلمانيين الذين يمارسون معتقداتهم وشعائرهم الدينية بحرية مطلقة على رغم المضايقات التي تحصل بين الحين والآخر، والتي تبقى في إطار الحوادث الفردية.