بقلم :

اتصلت به باكرا لإبلاغه محنة مواطن أردني يزور الكويت تلف جواز سفره قبل ساعات من سفره الى عمان بسبب اهمال عامل آسيوي قام بإرسال ملابسه من دون تفقدها الى الغسيل. انتفض بصدق ونحوة وطلب مني أن يحضر الى مكتبه في السفارة فورا لعمل أقصى مايمكن عمله. فإلغاء الحجز بالنسبة للمواطن يعني أنه قد ينتظر عدة أسابيع للسفر من الكويت بسبب عدم توفر مقاعد طائرات لإنتهاء الموسم الدراسي في الكويت وبدء موسم الإجازة والعطلات. خلال ثلاث ساعات كان السفير الإنسان جمعة العبادي قد حل مشكلة المواطن الأردني عبر اتصالاته السريعة وعاد المواطن الأردني الملهوف الى الوطن الأردني الحبيب.

اتصلت بقائد جاليتنا الأردنية السفير الإنسان لإسداء الشكر له فقال لي بالحرف الواحد "شوف ياعامر انا هنا لخدمة أبناء الوطن ولست بحاجة للشكر من أحد فجلالة الملك لا هم له إلا صون كرامة الأردنيين والسهر على رعايتهم وانا جندي من جنوده أنفذ تعليماته ووصاياه لبذل أقصى جهد ممكن لخدمة أبناء الوطن حيثما كانوا".

السفير الأردني الإنسان والد الأردنيين في الكويت سرعان ما يأسرك بإبتسامته حين يفاجئ المراجعين في القنصلية يسألهم عن شكل الخدمة والمساعدة إن كانوا يحتاجونها في أي وقت.. نادرا أن تجد السفير على مكتبه بل تلحظه دائم التجوال بين مرافق السفارة وأقسامها.. يخيل لي بأن الرجل لاتكفيه ساعات اليوم الواحد.. يعمل فوق طاقته شأنه شأن سائر الموظفين في وطننا الصغير هنا في الغربة.. لا يتردد في تقديم الخدمة أبدا لأي أردني.. في الأماكن العامة لا يتذمر اذا اقترب منه أي مواطن لطلب خدمة أو مساعدة سرعان ما يقطع حديثه أو طعامه ليهاتف أركان السفارة موجها بتذليل العقبات أمام المواطن.. في المناسبات العامة لا يتردد في السلام على الأردنيين بحبور وسعادة والتقاط الصور معهم.. يبهرك جمعة العبادي بتواضعه وأخلاقه العالية وعبارته الساحرة التي تشعل حنيننا الى الوطن "سلامات".

جرى التقليد ان ننتقد المسؤول لتقصيره أو اهماله أو تقاعسه اليوم نكتب وفاء لإخلاص رجال جلالة سيدنا العاملين بصمت – وهم كثر- ومنهم جمعة العبادي الذي يستحق ان نقول له بصوت عال "شكرا كبيرة ياسيدي".. بالمناسبة كما سائر سجلات الدولة الأردنية تخلو سجلات سفارتنا في الكويت من أي خدمة شخصية قدمت لي أو طلبتها في يوم من الأيام.. ويشهد السفير المهذب بأنني مقلا حد القطيعة لنشاطات السفارة ومنزل السفير الذي يؤمه كل الأردنيين.. وكما شكرته أعتذر منه على تقصيري في التواصل بسبب انشغالي الدائم على وعد بتعويضه في مقبلات الأيام.

a_hantoli77@hotmail.com