06-07-2014 10:47 AM
بقلم : محمد اكرم خصاونه
يطل علينا رمضان في كل عام شهرا محملا بالبشائر والخيرات ، ويحمل في ثنايا ايامه مواعظ وعبر، لمن القى السمع وهو بصير.
نستقبل رمضان بالترحاب ، ونصنع له مظاهر ونزين له النوافذ والجدران ،ونسمح لأطفالنا اللهو والإزعاج لوقت السحور ، يحملون المفرقعات يلقونها في الشوارع والطرقات ، وقد لا تخلو عتبات المساجد من ذلك ، بل قد تكون على ابوابه ، فهل هذا مظهر حضاري نستقبل به الشهر ونسمح بإستيراد هذه المفرقعات والفتيش ؟؟ أين الرقابة ؟ أين وزارة الداخلية ؟ قد يقول قائل إنما هو لهو أطفال ، وأقول لك يا سيدي لهو الأطفال لا يكون بإزعاج عباد الله في بيوت الله ولا حتى إزعاج الغير في بيوتهم ، وللأب الذي يعطي لطفله مثل هذا الحق لماذا لم تعلمه وتربيه على الخلق الإسلامي النبيل بعدم إزعاج الاخرين ، ولماذا تسمح لطفلك السهر خارج البيت لوقت متاخر؟ هل الفرحة برمضان تكمن في الفوضى التي نشاهدها ونلمسها سواء أكانت في النهار أم الليل ، في النهار زحمة وزوامير ومشاجرات وسباب والفاظ نابية برغم حرمة الشهر وغالبية كبيرة لا تلتزم بشرع الله .
هل رمضان جعلت فيه المسلسلات التافهة عنوانا للتباري في عرض الكلام البذئ وعرض الأجساد بشكل لا يليق وحرمة هذا الشهر؟وهل رمضان جعل للمسابقات و الإتصالات من أجل الفوز بجائزة لا تسمن ولا تغني من جوع؟
كم يحز في النفس ما نشاهده من معاناة لكثير من ابناء هذا الوطن الكادحين الذين يبحثون عن لقمة ليسدوا بها رمق معاناتهم ويبعدوا ألم محنتهم ويطردوا وسواس قلقهم مما هم فيه؟ والكثير ممن حباه الله النعم لا يعبأ لأنين هذا المحتاج المسكين ؟ فتراه يسافر لقضاء رمضان خارج الوطن وخارج الحدود لأن النهار هناك اقصر والجو اكثر برودة من حر الصيف اللأهب في وطني ، الذي ضيع فيه الخير من لا يخاف الله ولا يرتجي.
ولكاني بالمشاجرات تتكاثر بل تتوالد في رمضان ، فلأتفه الأسباب تقوم الدنيا ولا تقعد ، ولا تنتهي إلا بجريمة قتل أو إصابة بين طرفيها على اقل تقدير!! يا للعار ،، ويا للهول !! أين نحن ؟ هل نعيش في الغابة؟ ألا يوجد قانون ؟ اين الضمير؟ اين الخلق؟ اين الدين؟ اين الرحمة ؟ أين المودة؟ أين العطف؟
وأين السلطة عن جمع الأسلحة من أيدي هؤلاء العابثين؟
عشت في الإمارات العربية جل عمري فكم كنت أحس بالروحانية في رمضان ، وكم كنت أحس أنني بين أهلي وخلاني، وكم كنت تشاهد مظاهر الألفة والمودة والرحمة بين كل من يقيم على ارض الدولة هناك برغم إختلاف الجنسيات وتعددها ، فلا تناحر ولا تزاحم ولا مشاجرات ولا سباب ولا شتائم.
خيم رمضانية تقام لعابر السبيل يقدم فيها الطعام لمن لا يقدر ولمن يرغب بالجلوس فيها ، وبيوت ومجالس تفتح أيضا يقدم الطعام يوميا والبسمة مرتسمة على الوجوه ، والكلمات الطيبة تقال جزاك الله خير ، هداك الله ، مبارك عليكم الشهر.كم أحن لنهار كله ذكر وعباده وليل كله قيام وتهليل وتسبيح.
ارجو الله العلي القدير ان نرجع لرشدنا ونعود لما نحن أصلا جبلنا عليه الخلق والمودة والرحمة. ورمضان كريم على الجميع.