حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,20 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 41174

بالصور .. الشهيد "عبد الرحمن " : خطب في الدنيا وتزوج في الآخرة .. والدته وخطيبته يتحدثون

بالصور .. الشهيد "عبد الرحمن " : خطب في الدنيا وتزوج في الآخرة .. والدته وخطيبته يتحدثون

بالصور  ..  الشهيد "عبد الرحمن " : خطب في الدنيا وتزوج في الآخرة  ..  والدته وخطيبته يتحدثون

09-07-2014 10:23 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - ليس هناك كلمة يمكن لها أن تصفه ، ولكن قد تتجرّأ بعض الكلمات لتحاول وصفه، هو شمعة تحترق ليحيا الآخرون، وهو إنسان يجعل من عظامه جسراً ليعبر الآخرون إلى الحرية وهو الشمس التي تشرق إن حلّ ظلام الحرمان والاضطهاد وهو نجمة الليل التي ترشد من تاه عن الطريق، وتبقى الكلمات تحاول أن تصفه ولكن هيهات، وهو الذي يضحي بروحه رخيصة لكي يدافع عن وطنه وعرضه، فهذا هو الشهيد عبدالرحمن الزاملي.

صفاته وأخلاقه

تقول الأم التي جلست حاسبة دموعها في عيناه: "الحمد الله الذي شرفني باستشهاد عبد الرحمن فقد كانت أمنيته أن يلقى الله شهيدا مقاوما مقبلا ليس مدبرا مدافعا عن وطنه ودينه، فكان دائما يسعى لنيلها وهو ما تحقق."

وتضيف بعد أن اتفقت معه علي وقت الفرح، وجدت نفسها تقبله وتلمس جبينه وهو مكفن، واستشهد عبد الرحمن الزاملي مع ثلاثة مقاومين من كتائب القسام فجر يوم الاثنين داخل نفق تعرض لقصف إسرائيلي في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وتشير الأم إلى أنه قضى حياته في طاعة الله وحب الجهاد ونصرة للحق، وأن الله أكرمه بالاستشهاد في نفس يوم ميلاده، حيث ولد في السادس من رمضان من العام 1992واستشهد في نفس اليوم للعام 2014 ميلادي.

وتابعت كان الشهيد متفوق في دراسته ومعروف بالذكاء الخارق، ويتقن فن الإلقاء وبارع جدا في إلقاء الشعر وكتابته.

وتقول الأم التي جلست ومن حولها عشرات النسوة يبكينّ وبعضهنّ يزغردنّ :" كان من الفوج الأول من مخيمات تاج الوقار ويحفظ القرآن كاملاً وأيضا مثبته، ومتقن لعدة قراءات ويتمتع بصوت عذب في قراءة القران، كان خلقه القرآن."

واستطردت أنه كان زاهداً ومتواضع يحسن معاملة الجميع، كان قويا في الحق يغار علي الدين غيرة شديدة، وكان عسكري مجاهد باع الدنيا ومن فيها في سبيل نصرة دين الإسلام.

كان بارا بوالديه، لم يغضبهم طيلة حياته، عندما يأتي إلي البيت يسرع لتقبيل يديها ويردد كلمته أين الرضا يا أمي،كان سابقا لسنه بكثير وهو المربي لإخوته.

وتضيف انتمى إلي صفوف (كتائب القسام) الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس ليدافع عن وطنه وشعبه، وكان عمله في حفر أنفاق المقاومة، حتى يستطيع التصدي للاحتلال الغاشم المتغطرس، حتى نال الشهادة في مهمته الأخيرة.

تؤكد والدة الشهيد أنها على علم بطبيعة عمل نجلها في كتائب القسام بل وفي مهمة حفر الأنفاق، ورغم خطورة ذلك عليه فإنها كانت تحفزه وتشجعه وتقوي من عزائمه صبرت حتى تتحق أمنيته وهي الشهادة في سبيل الله.

وتابعت وفي عيناها دموع الفرح:" لله ما أعطى ولله ما أخذ، مبارك عليك الشهادة يا فلذة كبدي، هنيئاُ لك الحور العين."

وتشير والدة الشهيد إلى أن أمنياته في حياته كانت المساهمة في عملية خطف جنود الاحتلال الإسرائيلي من أجل مبادلتهما بالأسرى.

أخر اللحظات

تقول الأم :" لم يفطر معنا إلا يومين منذ بداية رمضان، كنت أشعر بأن وقت الفراق قد حان، عندما جاء إلي ليبارك مولودتنا الجديدة بعد ميلادها بيومين نظرا لانشغاله في تأدية واجبه الوطني والرباط في سبيل الله."

وفي هذا اللقاء ارتمي بحضني وكان مبتسما يظهر على وجهه علامات الرحيل فكان ينظر إلي نظرة الوداع، وقال أطلقوا لقب (عبيدة) علي المولودة بدلا من عبد الرحمن لأنه كان يشعر أنه سيفارقنا."

وأضافت قبل استشهاده بيومين تحدث لي أنه سيأتي ببعض من الشباب وهؤلاء استشهاديين، وقال أكرمي ضيافتهم وهم من ارتقوا شهداء برفقته إلي العلا.

وتضيف وصوتها يعلو رغم نبرته الحزينة "سنبقى مقاومين وسند للمقاومة، ومستعدين للتضحية بأنفسنا وببقية أبنائنا، حتى زوال الكيان الإسرائيلي ورحيله عن أرضنا رغمًا عن أنفه، وستبقى العزة للمقاومة".

وأردفت أن آخر كلماته هي:" كان يرددها بكل قوة وثقة سأقتل من اليهود عدد ما قتلوا من الفلسطينيين، ومن ثم سأعود لأتزوج أنجب أطفالا يكملون طريق المقاومة والنضال من بعدي."

حلم بات خيال

تقول آية خطيبة الشهيد وهي تذرف دموعا وتعض علي شفتيها من ألم فراقه" كان دائم الحديث عن الجهاد والمقاومة والشهادة في سبيل الله، ورغم الأجواء الرومانسية التي كانت تدور بيننا إلا أنه في الأغلب يفضل الحديث عن الدين ويحثني علي مواصلة طريق المقاومة."

وتابعت كان حلمنا أن نجتمع سويا في بيت وأسرة واحدة تملئها الحب والسعادة، وكان يقول دائما أنه سيجعلني أسعد إنسانة علي وجه الكون لكنه ارتقى شهيدا وأسال الله أن يجمعني به فالجنة."

وقالت آية :" أن عبد الرحمن أراد أن يكون معها في يوم ميلادها ولكن الله أهداه إياه مكرما بالشهادة."


 

 








طباعة
  • المشاهدات: 41174

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم