11-07-2014 11:43 PM
سرايا - سرايا - بعد انتهائه من تناول وجبة الإفطار مع عائلته، قبل الطفل نور الدين حمد (6 سنوات) رأس أمه وأبيه لأنهم سمحوا له بالذهاب إلى بيت عمه المجاور لبيتهم واللعب مع ابن عمه كنان، دون أن يعلم أنها ستكون قبلات الوداع الأخيرة.
وتقول جدته الحاجة الخمسينية أم وسام حمد إن العائلة أرادت الجلوس في ساحة صغيرة بجانب بيتهم في بيت حانون شمال القطاع، نظرا لانقطاع الكهرباء وقتها، وكانوا يتسامرون ويرتشفون القهوة بعد الإفطار، وأما الأطفال الصغار فلقد كانوا يلعبون بعيدا قليلا عنهم، ليمضون الساعات الأخيرة من حياتهم دون أن علمهم.
وتضيف بنبرات متقطعة من الحزن "فجأة ودون أي إنذار سابق اهتزت الدنيا، وسقط صاروخين من طائرة استطلاع إسرائيلية على العائلة التي كانت تجلس بأمان، وعندما ذهبنا لإسعافهم وجدنا العائلة جميعها استشهدت ما عدا الطفلين نور الدين وكنان الذين أصيبوا بجراح متفاوتة".
وأوضحت الحاجة حمد أن الطفل نور الدين فقد والده ووالدته وجدته، ولم يبق له سوى اخوته الثلاثة الصغار الذين لا تتعدى أعمارهم الـ 9 سنوات والـ3 شهور فقط.
ودعت أم سامر المجتمع العالمي وكل أحرار العالم بالتدخل السريع لوقف المجازر الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل بغزة.
والناظر إلى حالة الطفل نور الدين وهو مسجى على إحدى أسِرّة مجمع الشفاء الطبي، يرى آثار الصدمة الكبيرة عليه جراء فقده عائلته، ولا زال يصر على أن أمه وأبيه ينتظرونه في البيت ولم يستطيعوا زيارته بسبب القصف.
ويقول باكيا : "سأخرج من المشفى وأذهب لأمي وأبي الذين ينتظروني في البيت، هم لم يموتوا لأن أبي وعدني بشراء هدية كبيرة خلال العيد المقبل".
وتشير الحاجة أم وسام أنه وللمرة الأولى يتكلم بها، بعدما صدم كثيرا من جراء الحادثة التي حدثت أمام عينيه، مناشدة جميع مؤسسات حقوق الإنسان وجمعيات الطفولة لمساعدة هؤلاء الأطفال لخروجهم من الحالة النفسية الصعبة التي هم فيها حاليا.
وتابعت بحسرة "لا أدري من سيأخذ باله من الطفل نور الدين بعد فقده والديه، خصوصا أن أخوته صغار السن".
وقصفت طائرات الاستطلاع الاسرائيلية يوم الثلاثاء الماضي منزل عائلة حمد في مدينة بيت حانون شمال غزة، أسفر عنه استشهاد 6 من العائلة وإصابة 7 آخرين.