12-07-2014 02:43 PM
بقلم : رقية القضاة
سلام عليكي أيتها الواحة المسكيّة الشذيّة،سلام على أهلك الطيبين،سلام عليكي مدى الدهر ياخالدة المجد،ويابيرق الصمود،وأنت تصوغين اخضرار الحياة ،وأنت تعيدين مجد الأباة وأنت تلوحين عبر زمان الهزيمة ،مثل شعاع يبدد حلكة ليل المذلّة والإنكسار، سلام ايا غزة الإنتصار،وياغزةالإنعتاق البهيّ وأنت تميطين عن أمّة العرب منذ سنين أذى الإنخذال،وفكر الهزيمة ،والقيد يخجل منك ،ولايجرؤ حتى على أن يلامس معصمك المنطلق بألف قذيفة رعب ،وألف كنانة سهم سديد،تحط باعمق عمق اليهود، وياسيف أمتنا المشرع للنصر ،يا جبلا صامدا تلتقي في سفحه باسقات النّخيل ،وآلاف النسور ،وتزأر في فضاءاته الأسد تقسم أنّ غزّة هاشم لن تكون ممرّا لرجس اليهود ،ولن تسترقّ بقيد اليهود،ولن تستكين لخبث اليهود.
لك الله يا من وقفت لوحدك تلوحين بسيف الجهاد وقد عطلت كل آي الجهاد،وتلتفتين بكل السموّ وكل ّالحنوّ إلى أمتك وهي ترسم لوحة الربيع الاسلامي،فتبتسمين للغد الآتي بالبشارات المحمدية،وتطمحين لان تكوني أهل ذلك القول النبوي الشريف{ما تزال طائفة من امتي ظاهرين على عدوّهم لايضرهم من عاداهم إلى يوم القيامة قيل:فاين يار سول الله قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس} فظننت بنفسك وأمتك الخير ورابط أهلك وبنيك ونساؤك واطفالك ،حقّ الرّباط ،وهم يبتسمون للجراح الرّاعفة العندميّة ،ويهزاون بالشيطان والخذلان ،ولا يقيمون وزنا لإرجاف المرجفين ،ولا لتخاذل المتخاذلين،وقد التمست لضعفنا بضعة وسبعين عذرا،فما أكرمك يا غزة، وأنت تقدمين الأرواح والممتلكات رخيصة لإعلاءكلمة الله ،وما أحناك ياغزة على الامة وأنت تردين عنها غضب الله ،فتقيمين فريضة الجهاد ،وترابطين على بوابة الاقصى ،وتصدين بيدك العزلاء رماح الغدر والقتل والتشكيك ،وما أطهرك ياغزة ،وأنت تسبحين ببركة من دماء شهداءك الطاهرين،كواكب تشرق كل ليلة ،فتغمر روابيك الطيبات بنور الشهادة ،وأقمار فداء، تنير حلكة ليل الثكل واليتم والفقد،وخبزا وماء ومسكاوشمسا ،تدفيء اكواخك القانعات برزق الكريم ،وفيض الكريم ،وعفو الكريم،وتحمل شواطئك كل حين مع الريح أخبارك المفجعة ،وترسل كل المراكب نحو بلاد الإسلام ،إشارات الإستغاثة المترفعة عن الإنكسار والاستعطاف، وصوت حنين النسيم،وهدير أمواج الشواطيء،وصوت القذائف حين تلقي بأحمالها الحاقدات،ونيرانها الحارقات ،على البيوت الآهلة بسكانها ،والطرقات الزاخرة بروّادها، والحقول المورقات الزاهيات بخضرة اغصانها، وقناديل ثمارها ،فتحرق كل عروق الحياة ،وتيبس كل غصون الحياة ،وتسلب أطفالك نسمات الحياة
وغزّة تلقي بنظرة عتب عابرة ،على أمة شرذمتها المطامع ،ومزقتها الحدود،وفرقت شملها قوانين الإستعمار،امة ضيّعت طريقها قرونا ،وتاهت بتيه التشرذم والإنقسام سنينا،ولمّا أفاقت وصارت تتلمّس طريق الإنبعاث ،وجدت سدودا ،وصحارى تسد طريق المجد المنشود، ولكنها ركبت صهوة الإنطلاق ،وحوّلت اتجاه الرّياح لصالحها ،واصرّت على أن تعود إلى حدود الطريق الصحيح ،وغزّة ترقب كل هذا وتحمل على عاتقها وحدها حماية الأقصى ،وصون تراب فلسطين،حتى غدت مسك الأرض ،بطهر جراحها ودم شهداءها، وتدعو لأمتها بالهداية والإنتصار،وترجو لها وحدة الصفّ والإلتفاف حول كتاب ربها وسنة رسولها صلى الله عليه وسلّم،
وغزّة ترسم اليوم لوحة جديدة للنّصر والصبر والإستعلاء على الجراح،وتقدّم كوكبة من اسود النزال ،وأقمار الجنان،وقناديل الشهادة،وتستنهض بجراحها الطاهرة ،وليل الظلم الذي طال عليها ،وأنين أطفالها الموجعين،ودموع حرائرها الصابرات،تستنهض الهمم،وتخاطب الإيمان الذي يعمر القلوب،وتهتف بإسم فريضة الجهاد المغيبة،أن أغيثوا غزة،وانصروا الأقصى ،ولبّوا نداء الله،وأحفظوا مساجد الله، وحرمات الله، وانصروا الله فما هي والله إلّا حرب يهود على دين الله،اللهم نصرك الذي وعدت المجاهدين في كل زمان ومكان.
[إن تنصروا الله ينصركم ]