12-07-2014 02:50 PM
بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
الراسمالية وليدة الحركة السياسية الصهيونية العنصرية (التي تشكلت من مزج الحقد القبلي اليهودي في اوروبا مع الديانة اليهودية المحرفة), فالحقد القبلي نتج عنه اضعاف مهمة رعاية او سياسة الدولة للمجتمع في جميع المجالات من خلال تسخير مؤسسات الدولة بالمال السياسي ,والديانة المحرفة نتج عنها محاربة العقائد والقيم الانسانية مفهوم الدولة العلمانية ,لهذا فان غياب رعاية الدولة والقيم يعني غياب الحضارة الانسانية .... .
ان معرفة النظام الراسمالي وانتمائه يكون من خلال بداية نشاته وتدرجه الطردي مع المراحل التي مرت بها اورووبا واوضاع اليهود في كل مرحلة من مراحلها ,ففي مرحلة سيطرة الكنيسة (العصور الوسطى),بقي اليهود ضمن تجمعات محصورة عرفت ب(الجيتو)لاسباب اختلاف الديانة وتعامل اليهود بنظام الربى الذي تحرمه الكنيسة ,بعد مرحلة الكنيسةجائت مرحلة الاقطاعيين وجشعهم الذي توافق مع فكر المرابين اليهود ,ومن هذه المرحلة تكونت البرجوازية وهي بداية تدرج الراسمالية ,وكانت في مجملها التحرر من القيم من خلال محاربة البابا وتشويه تاريخ الكنيسة الغربية قديما وصهينتها حديثا ,ثم جائت الثورة الليبرالية(ثورة الحرية والمساواة)’ التي مكنت اليهود من الاندماج في المجتمعات الغربية ’ومقولتها المعروفة (القانون لا يحمي المغفلين ) التي مكنتهم من ممارسة الغش والخداع والتعامل بالربى بكل حرية في المجتمع الغربي, من خلال البنوك الربوية التي تاسست منذ بدايتها على يد اليهود حتى وهم في الطور القبلي المحاصر ,حيث تم استعباد الانسان ليصبح انسان مادي , وجردت الدول من مهمة الرعاية اتجاه افرادها ,ليهيمن راس المال ويتاجر ويحتكر ابسط الحقوق للمواطن مثل التعليم والصحة .....
الكثير من الكتاب الغربيين حذروا من سيطرة الحركة على مهام الدول ومؤسساتها, وعلى الفكر الانساني,الا ان حجة العداء للسامية (مرحلة القبلية المحاصرة واضطهادها في اورووبا) استغلها اليهود كلما رفع قلم من اقلام المفكرين او الاعلاميين ,نذكر على سبيل المثال كتاب(سقوط الحضارة الغربية)للفيلسوف الالماني (شبنجلر) حيث توقع سقوط الحضارة الغربية ونهايتها على يد النظام الراسمالي وهذا التوقع قد حصل ......
مع تطور الثورة الصناعية واكتمال هيمنة النظام الراسمالي على اوروبا وامريكا لاحقا ظهرت الامبريالية (الاستعمار) للهيمنة على ثروات العالم الثالث من خلال الشركات الاحتكارية, في ظل القوة العسكرية بدايتا,ومن ثم بذر انظمة تنوب عنها في زراعة ورعاية مراحل النظام الراسمالي, حيث كان الصراع في اوجهه مع النظام الشيوعي الاشتراكي الذي يقوده الاتحاد السوفيتي (مرحلة الحرب الباردة)والذي كان له الدور في مواجهت النظام الراسمالي حتى في اوروبا حيث اضطرالنظام الراسمالي من منح الدول الاوروبية بعض الصلاحيات مثل التعليم ’الضمان ,الصحة , والخدمات وذلك لتضليل المواطن بالنظام الراسمالي , اما في الدول الاخرى فقد دعم الاتحاد السوفيتي العديد من الدول في مواجهة النظام الراسمالي ولكن ولاسباب عديدة ومنها عدم الاهتمام بالجانب المدني الاقتصادي وتقييد الحريات والملكية الفردية ’وعدم تمييز الكفاات ونتيجة للحروب الباردة انهار الاتحاد السوفيتي وحلفائه في شرق اوروبا ,وبذلك يتخطى النظام الراسمالي احد المعوقات التي يقوم عليها وهي تحريرحرية الملكية الفردية المطلقة من النظام الاشتراكي.....
انفرد النظام الراسمالي واصبح القوة الاوحد في العالم ,ليجد ان محاربة الفكر المبني على العقيدة التي حفظها الله تعالى ( القران الكريم) هي من اصعب المعيقات على امتداد النظام الراسمالي ,وان تم ومنذ بعيد تهيئة الانظمة ونظام الدول فيما يتناسب مع النظام الراسمالي من خلال المال السياسي , هذا الفكر العقائدي سيبقى معيقا لاكتمال شروط الراسمالية , وهذا الفكر جعل معظم الحكام ومؤسسات الدول في واد والشعوب في واد اخر,مثال على ذلك رفض التطبيع الشعبي مع الكيان الصهيوني والعديد من الاتفاقيات والمعاهدات كون هذه القرارات والمعاهدات تم اقرارها وتشريعها من قبل من افرزهم المال السياسي ضمن دولة تستقوي وتستظل بالنظام الراسمالي الوجه الاخر للصهيونية,رفض التطبيع هذا سيكون المؤشر لمدى تمسك الانسان بعقيدته ثم بقوميته بوطنه وقريته واسرته وانسانيته فهي اخر واهم معاقل المقاومة لنظام الاستبداد الذي تختفي خلفه الحركة الصهيونية ....
سيبقى هذا الفكر من قبس الكتاب يحارب طغيان المال على القيم الانسانية وطغيان الحكام وانظمتها على شعوبها عندما استحوذوا على السلطة , ومن قبس الكتاب البشرى والامل والتحدي { يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون (32) هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (33) }فالاسلام ينتشر في عقر دار الراسمالية وما دخول الافواج العديدة من العالم الغربي في الاسلام ,الا هروبا من الحياة المادية والالحاد,التي تجانست بها كل دساتير العالم كونها مبنية على اسس من الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية حقوق الإنسان اتفاقية التجارة الحرة اتفاقية حقوق المرأة والطفل, اتفاقيات مقاومة الإرهاب بتعريف مبهم. اتفاقية حماية حرية الشواذ,هذه الاتفقيات وضعت لتحرر الانسان من مباديء الانسانية تحارب القيم بكل معانيه وتدعم الاحتكاروالربا ,وبالتالي تستعبد الانسان وتسخره لنظام الراسمالي الذي تسيطر عليه الصهيونية العالمية وكل ذلك ترفضه الفطرة الانسانية ... ..
إن ما يعانيه الإنسان المسلم هو نتيجة تمسكه بعقيدته التي حماها الله تعالى من التحريف لهذا نجد أن التركيز على الإنسان لإبعاده عن عقيدته,أي فكره وعقله وذلك من خلال سياسة او رعاية الارهاب واستخدامه كسلاح ذو حدين في ابعاد المسلم عن دينه’ وتنفير الاخرين من الاسلام ومعاداته , هذه السياسة رعاها قادة الغرب المتصهينيين والمقصود منها الحرب على الاسلام وبدايتة العملية كانت في 11 سبتمبر’مع مؤامرة تدمير ابرا ج التجارة العالمية,والفتنة بين طوائف الاسلام وبين الحركات السياسة والجماعات الاسلامية لندخل في عصر الظلام رغم نور القران والحكمة النبوية , وللاسف انقاد الجميع خلف المؤامرة ....