12-07-2014 03:01 PM
بقلم : الدكتور عواد النواصرة
يا غزة هاشم انهم لا يسمعون. انهم ميتون، رغم ما يحملون بين جنباتهم من أنفاس تشعرهم بأنهم أحياء، إنهم أحياء بعيونهم فقط، وبعيون من شاكلهم المنظر، فكان قرين لهم كشيطان أحمق. يتدافعون على حياة وهم ميتون، يتسابقون على الفرائس بأسنانهم العاجية ليغتالوك حملا ، أو ليحملوك قربانا لمكائدهم الدنيئة، فلا تجزعي إلى ما اشرأبت إليه أنظارهم، فكان قمعا ما يسجلون من وطنية وهم منها براء.
لملمي جراحك يا غزة هاشم إن النصر لات، فلا تصدقي أنهم بين ظهرانيك ماكثون، أتراهم استشرفوا العلياء بفعلتهم الدنيئة؟ ماذا بقي منك يا غزة يغتال، فلم يبقوا عنك شيئا يقال، سوى أنك وطن الكثيرين الذين هم منهم براء. يتلونون يا وطني كالحرباء، ويتربصون كالأفاعي، ليفترسوا الحقيقة، ليغتالوا منك البراءة يا عزة هاشم، كالاميبا أقدامهم كاذبة، ونظراتهم مريبة، وفي جيوبهم بطاقات جنسية متعددة، ويتشدقون بك في كل محفل، فهم أنا ومن بعدي الطوفان.
أشعر يا غزة بأنك الآن تبكي، فأنت بحاجة إلى أيام طويلة للبكاء، لعل دموعك تطهرهم من فعلتهم، وأنا أعتقد المحال، فهم ميتون لا يشعرون بك يا غزة، وإن شعروا فضحكتهم صفراء، فلملمي جراحك فليس الجميع كمثلهم، هناك من يدافع عنك يا غزة هاشم، لكنهم حيارى، يذهلون بما يرون ويسمعون. يعيشون بأمانيهم لكنهم بعون الله قادرون، وهنالك الكثير الكثير من المحبين لكنهم لا يستطيعون. فالتمسي لهم يا غزة عذرا فان لم تجدي فقولي ربما عذر لا اعرفه. هل أفلست يا وطني العربي من الأحياء، أم تراك تتوكأ على أناس ميتون؟ مسلوبين حتى الإرادة، مكبلين بقيود من ذل مصطنع، نصحوا على شجب، وننام على استنكار، أعرفت يا غزة أنهم ميتون.
awad_naws@yahoo.com