12-07-2014 03:16 PM
بقلم : أيمن موسى الشبول
في برامج المسابقات الرمضانية نسمع عبارة : رمضان معنا أحلى ؛ ورمضان معنا غير ... وما شابه من هذه العبارات ، والتي تهدف لمضاعفة الإتصالات ، لجني الملايين من المشاهدين ؛ ودفعهم للمشاركة طمعا” بالجوائز الثمينة ، ولتكتمل الفرحة وليكون رمضان ـ وكما يدعون ـ أحلى !
ولكن الحقيقة الإيمانية والثابتة تقول : إن حلاوة رمضان لن تكتمل إلا بمضاعفة الحسنات وبمحو السيئات وبالعتق النهائي من النار ، كما أن واقعنا الإسلامي والإنساني يقول : بأن حلاوة رمضان لن تكتمل وبيننا مظلوم ومقهور وجائع ومحروم .
إن التكديس المتواصل للأموال وتخصيل الجوائز الثمينة لن يبدل في واقع المسلمين شيئا” ؛ وهو الواقع السيء والذي تعانيه الشعوب المسلمة ظلما” وإستعبادا” وقهرا” وقتلا” في كل بقعة„ من هذا العالم ؛ فقتل وترويع المسلمين أصبح اللعبة المفظلة لكل طواغيت الكون في هذه الأبام : وهي : (لعبة الطواغيت والمستصعفين ، ولعبة المجرمين والضحايا الإرهابيين ) والتي تبدأ بظلم وتعذيب المسلمين وسلب حقوقهم ، وتنتهي بإستباحة مالهم وعرضهم ودمائهم بتهمة الإرهاب .
وإعلام الطغاة يجاهد منذ زمن„ لقلب الحقائق ولتبرير الظلم ولتسويق الإجرام المتواصل بحق المسلمين الحقيقيين في هذا العالم ؛ ولإظهار المسلم الحقيقي بأنه المجرم والمتخلف والإرهابي ! فالمسلمون اليوم يعذبون ويقتلون في كل مكان„ في العالم ، ولكنهم الإرهابيون في نهاية الأمر !!! وطواغيت الكون يتفننون اليوم في حرق المسلمين وهم أحياء ، ويتسابقون في تمزيق أجساد المسلمين إلى قطع وأشلاء ؛ ولا داعي للسؤال والمسائلة ؛ فالضخية مسلم وإرهابي !
إنه الواقع السيء الذي خطه الغرب واليهود للعرب وللمسلمين ، ثم سوقوا له في إعلامهم اللعين ؛ حتى حصر المستضعفين بين اليهود وأتباعهم ووقع كثير من المسلمين بين أسنان الطغاة وأنياب العصاة ؛ وتسابقوا كل هؤلاء لتعذيب وقتل وتشريد المسلمين ؛ وليستقر المسلمون بعد ذلك لاجئون وصاغرون وجائعون تحت رحمة معونات اللجوء وفتات الأمم المتحدة .
لن يكون شهر رمضان أحلى ، وملايين المسلمين يعذبون ويقتلون ويشردون ويفترشون العراء دون مأوى ؟ إن حلاوة رمضان لن تكتمل إلا بعودة فلسطين وبقطع دابر اليهود وأذنابهم المنافقين ؛ وبتأمين الحياة الكريمة لكل الفقراء والمساكين ، إن حلاوة رمضان لن تكتمل وأمرأة مسلمة تصرخ : وآمعتصماه ولا مجيب ، وإن حلاوة رمصان لن تكتمل ومسلم مقهور يصرخ : وآسلاماه ! وآعرباه ! ولا مجيب !
عندما يتحرر الأقصى من براثن الإحتلال اليهودي الهمجي ؛ فسيكون رمصان أحلى ؛ وعندما تقام صلاة التراويح عند منبر صلاح الدين بلا خوف„ وجزع„ ؛ فسيكون رمضان أحلى .
ولكن ضمن هذه الاستباحة اليهودية المتواصلة لمسرى الرسول ولأولى القبلتين ولثالث الحرمين الشريفين ، وضمن مسلسل القتل اليومي للمسلمين والذي يجري كل يوم„ في غزة وفلسطين وفي كل مكان ، وضمن الظلم الحاصل وضمن الفقر والقهر الملازمين لحياة المسلمين ؛ فسيبقى الحزن مخيما” على القلوب المؤمنة في هذا العالم ، ولن تكتمل الفرحة ، ولن يكون رمضان أحلى !
عدو الإسلام كثيرة جرائمه فكل قوى الإستكبار تسانده
وعلى المسلم ظلم يكابده وقوى الشرور دوما” تلاحقه
لقد طال الليل واسود جانبه فهل من فجر„ جدبد„ نعانقه