حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,31 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 14486

معرض عمان للكتاب يكرس الدكتور الكركي فارساً للثقافة العربية وعلماً من أعلامها

معرض عمان للكتاب يكرس الدكتور الكركي فارساً للثقافة العربية وعلماً من أعلامها

معرض عمان للكتاب يكرس الدكتور الكركي فارساً للثقافة العربية وعلماً من أعلامها

19-07-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا -

سرايا - أكد رئيس الجامعة الدكتور خالد الكركي، أن المشهد الثقافي الأردني العربي يفتقد إلى النقد الحقيقي الذي يهدي للمبدع عيوبه ويدله على عثراته ويستفزه أحيانا لتكون خطواته للأمام.

جاء ذلك في الحفل التكريمي الذي أقامه معرض عمان الدولي للكتاب وأمانة عمان لرئيس الجامعة الدكتور خالد الكركي باعتباره الشخصية الفكرية للمعرض لهذا العام.

وأضاف الدكتور الكركي، لقد مرت الأمة مجفلة خائفة مستبد بها، وممزق ثوبها، وضاع شبابنا بين النكسة وضياع بغداد، وما جرى بينهم ، حتى صار الفكر النضالي والوعي الديمقراطي والثورة مصطلحات غريبة في مقابل الفتنا مع مصطلحات اليأس والتشظي والضياع والخوف.

مؤكدا أن لا نهوض والاستبداد قائم، وان لا تحرر من الاستبداد دون وعي وإنتاج معرفي لا يقاس بعدد المؤلفات، وان لا نظام عربياً فكرياً سيحيا أن هو قاطع الماضي، أو رفض الآخر أو نصب لنفسه أصناما من الخرافات حسبها بديهيات، أو شابته شعرة واحدة من التعصب أو الاستلاب.

الدكتور الكركي: خذلنا الأمة..... وتركناها تغرق في الخرافة والنفط والإقليمية والشمولية

 

وأشار الدكتور الكركي مخاطباً الحضور لقد خذلنا الأمة ونحن تائهون في شعب بوّان، وتركناها تغرق في الخرافة والنفط والإقليمية والشمولية حتى كادت تبتلعها تماما جاهليات جديدة. وأنه من حقنا جميعا أن نؤمن أن التاريخ لم ينته، وأننا قادرون على صناعته بدل الوقوف باكين متفرجين على مآسي وانتصارات الطغاة فيه، وقد اخترت أن لا انأي عن المشهد الثقافي الأردني العربي مهما تجلى لي أنني تخرقت والملبوس لم يتخرق.

 

 

وكانت أمانة عمان والقائمون على معرض عمان الدولي للكتاب قد عقدوا ندوة فكرية قدمت فيها عدد من الشهادات حول شخصية الدكتور الكركي حيث جاءت على جلستين، بعد عرض فيلم وثائقي يتحدث عن سيرة مبدع من إخراج فيصل الزعبي.

المتحدثون في المناسبة: نعرفك منذ أن حلقت في معراج الشهداء والمقاومين تعرفهم وتعرف   بهم

 

وتحدث في الجلسة الأولى، التي أدارتها العين ليلى شرف، أستاذ السياسية في جامعة قطر د.محمد المسفر حيث أشار إلى أهم مفاصل حياة الكركي وتنقله بين مقاعد الدراسة والأدب والثقافة والسياسة والإدارة، وقال الدكتور المسفر جئتك من ارض النخيل الذي يتحدى العاديات في هذا الزمن إلى ارض القمح والزيتون والشيح لأقول لمن يسمعني أنني أعرفك منذ أن حلقت في معراج الشهداء والمقاومين تعرفهم وتعرف بهم. عرفتك تخاطب الأمة تقول لها يا أمنا العتيقة، عرفتك ترنو إلى بغداد الجريحة، تخاطبها يا أيها الناس أن جحافل ابن العلقمي ومعهم ابن لؤلؤة يحتلون العراق، يا بغداد لا غالب إلا الله، عرفته يرد أبناء ما بعد الستين إلى الريادة بعد أن أقصاهم ما قبلهم. ثم تحدث بعد ذلك رئيس قسم اللغة العربية في جامعة اليرموك الدكتور نبيل حداد مقدما مقاربة حول العلاقة التي تربطه بالدكتور الكركي مشيرا إلى إنها أشبه بتلك العلاقة التي تربطه بنجيب محفوظ، وصنع الله إبراهيم، وهي تلك الصداقة الإنسانية العالمية، مشيرا إلى أن عطاءه لا يزال يحتاج إلى الدراسة والبحث، مضيفا أن الدكتور الكركي صاحب جملة خلاقة، قلمه يشتبك مع الحياة وفي حالة ريادة وفعل، وإذا كان لكل إبداع عنوان فان عنوان إبداع خالد هو المقالة التي استخدمها أداة للتعبئة والتعبير عن الهاجس الإنساني وإضافة نصية للحصاد الفني الجميل.

 

وقال أستاذ الحضارات في الجامعة الهاشمية الدكتور سلطان المعاني أن الجيل الذي تعلم على يد الدكتور الكركي لا يزال يتبع خطاه، ويستشرف رؤاه، فكان لهم منارة، مشيرا إلى شمولية الطرح والنظرة في توظيف التراث لدى المكرم، ووقوفه بين خياري الثقافة العربية في هذه المرحلة الدقيقة حيث الإحباط والتراجع أو الحضور الباهر في المشهد العالمي وهو الطريق الذي اختطه الدكتور الكركي.

 

 

 

 

ويضيف، وبما أن الفكر حالة فعل، وتشكّل، وصعود إلى مرافئ الأمة، فان للدكتور الكركي قاموسه الفكري الذي لا يزاحمه فيه احد، يحتوى على الكثير من مفردات النضال والنصر والتحرير. وفي إشارته إلى العلاقة مع السلطة يرى المعاني أنها لابد أن تأخذ طريق التبرير أو التجسير أو التنوير فكان الدكتور الكركي صاحب رؤية، تتجلى في أن الوطني يغلب الشخصي.

وقد عرج المعاني على أهم مصادر تشكل الوعي لدى الدكتور الكركي، النظرية، والشخصية، والأكاديمية، وان الدكتور الكركي قد وعى السؤال السياسي مبكرا، موازنا بين سؤال النهضة والتراث، لا يختلف عن غيره من المفكرين العرب الكبار.

المتحدثون : ربما كان يخفي شاعراً كبيراً في معطف الناثر الذي عرفناه به

 

وفي الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور محمد المسفر عرض د.جمال الشلبي تساؤلات عدة تكشف من خلال الإجابة عليها عن علاقة الدكتور الكركي بالسلطة، أو علاقة المثقف بالسلطة، متسائلا هل يمكن أن يقع المثقف بمصيدة السلطة؟ وهل يمكن أن يتعايش المثقف والسلطة دونما أن يفقد احدهم خصائصه ودوره لصالح الآخر؟ أم أن المثقف هو الوجه الآخر للسياسي والمشروع البديل عنه؟ وكيف يمكن للمثقف وهو في السلطة أن يمارس دوره مثقفا عضويا كما يرى جر امشي؟ وهل ينبغي أن يقوم دور المثقف على التنظير والنقد والحث على التفكير الواعي فقط؟ وهل عليه أن يلتزم بفكرة أو قضية كمقياس للثقافة بغض النظر عن عدد الكتب التي نشرها؟ وهل يمكن أن يتناقض المثقف مع نصه وخطابه، وإذا حدث ذلك كيف يمكن أن يفسره؟. أن مثل هذه المتناقضات لا تجتمع إلا في شخصية الدكتور الكركي الذي مارس الدورين معا ونجح في ذلك، حيث وعى شروط المثقف العضوي وأجهد للحصول عليها. وأضاف انه صنف كتابات الدكتور الكركي في أربع مراحل مهمة هي كتابات ما قبل الوزارة أو السلطة، وكتابات السلطة، وكتابات ما بعد السلطة ، وكتابات ما بعد الحرب على العراق، حيث كانت كل مرحلة تحفل بمصطلحاتها وفكرها إلا إنها انتظمت في سياق فكري واحد بعيدا عن التناقض والتضاد نتيجة تغير المواقف واختلاف المواقع. ثم تحدث بعد ذلك الشاعر حكمت النوايسة، وقال كلّنا يعرف الدكتور الكركي الناقد والباحث، لكنْ قليلون من يعرفونه شاعرا، وربما كان يخفي شاعرا كبيرا في معطف الناثر الذي عرفناه به، فقد خرج علينا بديوانَي شعر، الأول يحمل عنوان مقام الياسمين ، والثاني يحمل عنوان رجع الصهيل ، وهو تجربة شعرية جديدة وجادة الدكتور الكركي، جاءت بدوافع عاطفية وطنية وإنسانية ملحاحة، وأضاف النوايسة انه في مطلع قصيدة الدكتور الكركي نلمح أصداء

 

 

للقصيدة العربية بأبهى تجلياتها، القصيدة الجاهلية، التي كانت، وفق ما أرى، تمتلك بنية تكثيفية، حيث يمكن تفسير المفتتح الذي تبدأ به القصيدة الأولى في رجع الصهيل: غابوا... فلمّا جئت عادوا كلّهم...

فما يحتاج إلى تفسير هنا هو قوّة التكثيف المستندة على شعريّة الحذف، والإضمار، الحذف المترتّب على تخليص النص من شروحات يمكن أن تشكل مدخلا لإضاءة الضمائر، وتفسير عَودها. وتستمر القصيدة باستثمار فعل الرؤية مع نقل الفعل من الجماعة إلى الذات وأرى صعودي في الخريف، إلى متاهات السُّرى، ومعي رفوف الحائمات على ينابيع الجنوب . وأشار إلى أن ثمّة شعرا يمكن أن تجده في أي مكان، في نص نثري: رواية أو قصّة أو مسرحية أو خطبة أو أغنية، وثمّة قصيدة، الشعر كثير والقليل القصائد، وهذه التي بين يدينا قصيدة.

المتحدثون : عاد الدكتور الكركي بالتاريخ إلى مرجعياته ونفض الغبار عن لوحة من لوحاته

بعد ذلك تحدث أمين عام وزارة الثقافة الشاعر جريس سماوي، قائلا: لقد كان المتنبي بالنسبة لي شخصا عاديا من ورقٍ وحبر وبعد أن أصبح الدكتور الكركي أستاذي صار المتنبي حاضرا يسير معنا بين سرو الجامعة، إلا أن المتنبي الذي عرفني عليه الدكتور الكركي كان غير المتنبي الذي قرأته كان رفيق سيف الدولة الحمداني وصاحب المشروع العربي في بناء الدولة كان ذلك المتنبي صورة بهيجة عن اتحاد الحاكم بالمثقف والسلطة، تلك العلاقة التي أنكرها كثير من المثقفين وارتأوا أنها غير ممكنة إلا أن الدكتور الكركي عاد بالتاريخ إلى مرجعياته ونفض الغبار عن لوحة من لوحاته هي لوحة العلاقة بين المثقف والحاكم ، فكان المتنبي هو ذاته الدكتور خالد الكركي بعد أن أصبح في السلطة مواظباً على حلمه ومشروعه وكانت العلاقة بين السلطة والناس أكثر حميمية وأكثر التصاقا. بعد ذلك كرم المعرض الدكتور خالد الكركي حيث قدم مندوب رئيس الحكومة وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي السيف العربي، معلنين أن الكركي فارس للثقافة العربية وعلم من أعلامها. وقد كرم المعرض عددا من دور النشر إضافة إلى مندوب رئيس الحكومة، ورئيس اتحاد الناشرين العرب ورئيس اتحاد الناشرين الأردنيين، ومندوب وزيرة الثقافة وذلك وسط حضور عدد من دور النشر العربية والعالمية المشاركة في حفل التكريم.

 








طباعة
  • المشاهدات: 14486
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
19-07-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم