15-07-2014 10:41 AM
بقلم : رجاء المكحل
حالنا يرثى له ، عندما تشهد تفسيراً فعلياً عصرياً غير مختصر عن معانــــي الحريــة ، الكـــرامـة ، الشــَّــرف ، و عن كيفية الدفاع عنها من اتقان معرفي باصابة العدو الحقيقي ، تتعلمه من أهلنا غزة "العزة"
أما العدو الصهيوني فتعلم من تاريخه كامل دروسه الخاطئة .
نحن ؟
ماذا تعلمنا ؟
الرثاء و الدعاء و العزاء في المسيرات والاعتصامات وها أنا معكم بالمقالات .
الا نرثي حالنا ؟!
ونرثي عجزنا بحقهم ؟!
نرثي حال كل شعب لا يقاتل أو يقتل الاَّ نفسه و من بني بلده ، كما هي جاءت نتائج الربيع العربي المخيبة لطموحات وآمال الجميع ،و التي أضاعت الوقت وهدرت الأرواح و أضافت قوائم جديدة لغلاء الأسعار ، وهبات المعونات بحجة اللاَّجئيين ، فأصبح اللسان الجَمعي لا يتكلم إلاَّ باستمرارية البؤس ،لكن هذه المرة من وجه خريفي عربي يصطنع كلمات الحياة .
فالعدو بنَظَر كل شعب اصطنع على أرضه الخريف العربي :ما هو إلا كرسي الحكم، ومن يعتليه .
فهل حقق لنا الربيع العربي الرَّفاهيـــة أو حتى العيش ضمن أولى مراتب الكرامة الانسانية !
فكيف يتشكل وجه الربيع العربي ، ليأكل فم أهله من خيرات أرضه بسلام؟
الحل هو : الاختصار .
وخير شاهد أهل غزة "العزة "، مع فارق أن العدو معلن لهم وهو المجرم الدؤوب بمباشرة الاعتداء بل و الارهاب .
فمن يريد تشكيل وجه الربيع العربي ماعليه الا طَرْق رأس الأفعى التي نراها عاقلة جداً و على شعرة الجنون .
هدف تلك الأفعى المفكرة لحد الجنون فينا : هو السيطرة ونهب الخيرات والكنوز العربية ، والمدهش أننا نشكي لهم الفقر ، و تأتي المعونة !
فكيف توصلت عيون الأفعى لتكشف عن الثراء في أراضينا ، ونحن السطر الطويل الأسود الذي كتب عليه بعمر السنين كلمة فـَقــْـــــــــــــــــر و باللون الأحمر ؟!
تلك الأفعى استطاعت و عبر الأزمان أن تقتلنا ؟
قتلتنا وجعلتنا كما الأفلام الخيالية نتحرك بواقعنا العربي بحركة الأحياء الأموات باسم الحياة .
أداتها و أسلوبها بالقتل كيف كان ؟
كان عبر التخدير بسمومها البطيئة المفعول للموت ، الـ ـمـ ـْوتْ رويداً رويداً،فسَجَّل التـاريـخ موتنا من موت تدريجي في تطبيقنا للمعاني ، فقُتِل المعنى تلو المعنى ، قَتَلت الوحدة بيننا، و تلاشت الفزعة بيننا، و غابت الشجاعة ، و نُفِيَ صوت الصدق بالتعبير عن الرأي ، و نتساءل عن تغير طعم الأكل ؟ الذي ربما بسببه فقدنا الغيرة للدفاع عن المقدسات .
هذا السم مركب وجداني عقلي مدمج بالعصب التكنولوجي ،سم أصلي .
حدَّدْنا العدو ؟
نعم ، و كلنا نعرفه .
اذاً ، لم يكن الحاكم العربي ببلده هو رأس عدونا المستهدف ؟
لا ...أبداً .
فلماذا نطقت لا ، بهذا الصوت الخافت المرتجف؟
أيعني التّردُّد بالقناعة بماهية العدو ، أم استسهال القاء اللوم على الحكام و الحل هو التدبير لنزعهم فقط من كراسيهم لنأتي بشبيههم ، وتستمر أصول قواعد كرسي الحكم ، إلا من عليه فمجرد اسم جديد ؟
السم موجود فينا كلنا من الصغير للكبير ، السم الآن لا تعطيه الأفعى فهو كما قلت سم أصلــــي ، ولهذا بات موَرَّث .
السم فكري و تربوي ، ذهني خفي الظن مدعم بالشكوك و التخوين و التدرب على ممارسة اللاَّمبالاة بشؤون الغير، و انشغال جبين كل عربي بمسح عرق الفقر والقهر والضغط الذاتي عنه .
فمن يعطينا ترياق السم ؟
ألا يقولون "فاقد الشيء لا يعطيه " ، فمن لا خير له بشعبه ، أيصل خيره لشعب غيره على المستوى المادي ، فكيف إن كان العطاء من ضمن الأخلاق و تطبيق القيم ؟
نحتاج الترياق...
لنخرج السم من وجداننا وعقولنا ونعيد توظيف الاعلام والتكنولوجيا ،و نبدأ بتأصيل مفاهيم التربية على كيفية الحفاظ او الدفاع عن معاني الحرية، و الكرامة ، الشرف في أعماقنا النفسية ، ونروي بها أراضينا ...نحن العرب ؟
أهلنا في غزة "العزة " خير قوة عربية اسلامية عصرية .
غزة عليها حصار ظاهر ،أما نحن فعلينا حصار أثري خفي ، و هو حصار أنفسنا لأنفسنا ، صنعه السم الموَرَّث .
"و على الحائط تبكي هيروشيما
خنجراً يلمح كالحق، و لا نأخذ عن عالمنا
غير لون الموت
في عز الظهيرهْ "
الحكام العرب كما بالزمن الماضي ،مجتمعون في وادي الصمت والسكوت، يقرأون تقريرا عن احصائيات أعمار الضحايا ، و النسبة المئوية المترتبة على كل قطاعات الحياة بغزة و التي سببها الحصار على غزة في:
قطاع الصحة و رصيد الأدوية لديهم ، سوء التغذية وفقر الدم و انقطاع الحليب عن الاطفال و السلع الأخرى ، تلوث مياه الشرب و الكوارث الانسانية والبيئية المترتبة من انعدام معالجة ماء الشرب وضخ مادة الكلور بالآبار ، و توقف معالجة الصرف الصحي و ضخها بالبحر والنتائج الكلية كوارث بيئية وطفح "المجاري" بالشوارع، و السبب من انقطاع الكهرباء و الوقود -الديزل للمولدات -، ،والقطاع الزراعي والحيواني والطيور ...
ترى ....بعد ذلك ،من سيصنع تركيبة الترياق العربي ؟
ترياق كفء يوازي سم الأفعى
بالمفعول والمدة بل و جهات الاستهداف
فان خرج سم الأفعى منا ، بعد الترياق ..
فماذا سنورث للأجيال القادمة ؟
سنورث ان شاء الله صفات التطبيــــق لشـــــــروط
قول الله عز جلاله : " كنتم خير أمة أخرجت للناس "