بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
من زمان سمعنا قصة اجا.. رمضان ,وملخصها أن رجلا تزوج حديثا وكانت طبيعة عمله هي من الأعمال الشاقة ,لهذا فقد كان يعمد أن يدخر قسما من المونة التي يحضرها كل يوم ويطلب من زوجته أن تودعها مع المونة المخصصة لرمضان القادم , حتى إذا ما جاء يجد ما يكفيه وزوجته, ويغنيه عن العمل الشاق في رمضان, استمر هذا الحال عدة أشهر, إلى أن صدف وجاء الدواج (بياع متجول) إلى مضارب عشيرة الرجل,وهو يحمل الكثير من البضاعة المزركشة والبراقة على ظهر حماره ,لترتفع أصوات من شاهدوه ,الدواج اجا رمضان اجا ,لتخرج الزوجة مسرعة إلى الدواج الذي صدف أن كان اسمه رمضان, وتطلب منه أن يأخذ كل الإغراض الموجودة في احد زوايا البيت, عند المساء يأتي الزوح من عمله وقد حرص على توفير قسم مما أتى به لرمضان ,وطلب من الزوجة كالمعتاد ان تودعه في المكان المخصص,ولكن يعلوا صوت الفرحة والبشارة من الزوجة إلى زوجها ( اسكت ياحبيبي وافرح لأنه اجا ..رمضان وأعطيته كل ما ادخرناه له, إلى هنا انتهى الجزء المهم من القصة...
هذه القصة تعتبرمن ابسط القصص التي تحدث في حاضرنا ,قصص في مجملها تعبر عن مدى استهزائنا في الدين ,كونها ترتكب رغم وجود علم الدين ويسر انتشار,على العكس من امثال قصتنا ,والتي تعتبر من عمل السوء بجهالة, والتي لا يواخذ الله تعالى عليها الانسان ما دام يجهل المعلومة لعدم توفر علم الدين, كما هو الحال مع نهاية الحكم العثماني ,وامتداده لمنتصف القرن التاسع عشر ....

ان قصصنا مع رمضان وشهر القران في واقعنا وزماننا هذا لهي قصص كثيرة جميعها محزنة ومخيفة النتائج ,وجميعها تعبرعن فقدان الانسان للشعورحتى في ظل شهر رمضان الذي يعمل على تحفيزالشعور اتجاه من يشاركه في هذه العبادة ,وذلك عندما اختزل مفهومه بالجوع الذي يسده بالطعام ويسد عطشه بالشراب شعور مادي اناني لم يرتقي لمستوى الروح وشعورها مع الاخرين والتي تعني العبادة الحقيقية للصيام ,وفقدان الشعور بما جاء فيه القران الكريم الذي انزل في شهر رمضان المبارك عندما اراد الانسان ان يتجاهل معاني وعدم تدبر كلمات وايات القران الكريم التي تحث على الاخوة والنصرة والتكافل والشعورمع الاخرين والاخلاق وحسن المعاملة .....
ان قصصنا مع شهر القران الكريم نشاهدها في واقعنا في الاسواق والمقاهي والشوارع نشاهدها في مستوى افكارنا التي ظهرت في لباسنا وتصرفاتنا وظهرت في تفاعلها مع كاس العالم والاحتفال به ,الذي يستغله اليهود دائما في قتل اهلنا في الفلسطين الحبيبة .....
شهر رمضان شهر يتفرد الانسان بعقله ليتفكر ويتدبر ليتوصل, كون الشياطين قد صفدت ,والنفس اضعفت شهواتها من خلال الصوم ,لهذا تتنزل الرحمة والمغفرة والعتق نسال الله الكريم ان يفقهنا فضائل هذا الشهر الكريم الامحدودة الرحمة التي تشمل المذنبين واصحاب الكبائر دون الشرك بالله الذين كتب عليهم دخول جهنم العياذ بالله وبوجهه الكريم منها ,وان يفقهنا الحكمة منه في الشفاء وما لم ندركه ,لنزداد حبا به وتعظيما له امين يا رب العالمين والصلاة والسلام على حبيبنا وسيدنا محمد وعلى اله وازواجه وصحبه اجمعين...