16-07-2014 01:37 PM
سرايا - سرايا - أدى الرئيس بشار الأسد القسم الدستوري رئيساً للجمهورية العربية السورية أمام أعضاء مجلس الشعب.
وقال الأسد في كلمة له بعد أداء القسم الدستوري: أيها السوريون الشرفاء أيها الشعب الحر الثائر.. ثلاث سنوات وأربعة أشهر عندما قال البعض نيابة عنكم “الشعب يريد” نعم الشعب أراد.. الشعب قرر.. الشعب نفذ.
وأضاف الأسد: أيها السوريون سنوات مضت منذ صرخ البعض للحرية فكنتم الأحرار في زمن التبعية وكنتم الأسياد في زمن الأجراء.. زايدوا عليكم بالديمقراطية فمارستموها بأرقى صورها.. ورفضتم أن يشارككم غريب إدارة الوطن فاخترتم دستوركم وبرلمانكم ورئيسكم فكان الخيار خياركم والديمقراطية من صنعكم.
وقال الأسد: صرخوا بأنهم لن يركعوا إلا لله فما ركعتم لسادتهم ولا استسلمتم ولا سلمتم بل صمدتم وتمسكتم بوطنكم وآمنتم باله واحد أحد لا تشاركه دول عظمى ولا يغنى عنه لا نفط ولا دولار.. وعندما قالوا الله أكبر كان الله أكبر منهم وممن وقف معهم لأن الله مع الحق والحق مع الشعب.
مضيفا: سنوات مرت كان لهم القول وكان لكم الفعل.. غرقوا في الوهم فصنعتم الواقع.. أرادوها ثورة فكنتم أنتم الثوار الحقيقيين.. فهنيئا لكم ثورتكم وانتصاركم وهنيئا لسورية انتماءكم إليها.
وقال الأسد: عادت البوصلة واضحة عند كثير ممن غابت عنهم الرؤية جهلا أو تضليلا وانكشفت الوجوه القبيحة على حقيقتها بعد أن سقط عنها قناع الحرية والثورة لتعمل أنيابها في الجسد السوري قتلا وتدميرا وأكلا للقلوب والأكباد ونحرا للرقاب وقطعا للرؤوس.. لم يتركوا وسيلة قذرة إلا واستخدموها. لم يتركوا طريقا شاذة أو منحرفة إلا وسلكوها وفشلوا، مؤكدا أن الانتخابات لم تكن مجرد عملية سياسية إجرائية كما هو الحال في أي مكان في العالم بل كانت معركة كاملة الأبعاد وسخرت كل المعارك الأخرى من أجل ربحها.
وقال الرئيس الأسد: بالنسبة لنا كمواطنين كانت الانتخابات إعلان انتماء حقيقي للوطن يتجاوز انتماء تمنحه هوية أو جواز سفر.. كانت الانتخابات معركتنا للدفاع عن السيادة والشرعية والقرار الوطني وكرامة الشعب وكانت المشاركة الكبيرة استفتاء لصالح السيادة ضد الإرهاب بكل أشكاله.
مضيفا.. لقد أسقطتم بأصواتكم الإرهابيين وأسقطتم معهم العملاء من السوريين الذين شكلوا لهم غطاء سياسيا وأسقطتم بذلك أسيادهم أصحاب المشروع بكل ما فيه من دول كبرى وأخرى تابعة منقادة.. من مسؤولين وأصحاب قرار يملون ويأمرون وامعات يملى عليها وتنصاع وتنفذ.
و أضاف الأسد: لقد هالهم أن يحمل مواطن سوري جواز سفره ويختار مرشحه ويضع ورقته في الصندوق ولقد ذعرتهم هذه الخطوات البسيطة لانهم فهموا أنها أكثر من مجرد انتخابات.. هي دفاع عن وحدة الوطن وسيادته وكرامته وهذا ما جعلهم يمنعون التصويت في دولهم ودول عربية تابعة لهم وهذا هو نفاق الغرب.
وقال الأسد: لقد أعلن السوريون خارج حدود الوطن عبر الانتخابات أنهم سوريون قلبا وروحا وأثبتوا ما كنا نقوله في البدايات أن السبب الأساسي لخروج المواطنين خارج البلاد هو إرهاب المسلحين ووحشيتهم فكيف يمكن لعاقل أن يصدق أن مواطنا اعتدت عليه دولته وخرج هربا من قمعها أن يقف معها بنفس الحماسة التحدي التي أظهرها المغتربون واللاجئون في الانتخابات.
مضيفا: لقد أثبتم أيها المواطنون أنكم عبر تاريخكم شعب لا يخاف التحدي بل يهواه كائنا من كان المتحدي أفشلتم الخصوم وأثبتم سطحيتهم وجهلهم وستغرق لسنوات مراكز التحليل والدراسات لديهم بالبحث عن أجوبة شافية لكل ما حصل ولتحديد أخطائهم وسوء تقديراتهم وقراراتهم فى الفترة السابقة ولن يصلوا إلى جواب لأنهم اعتادوا على الامعات واعتمدوا على العملاء.
وأكد الأسد أن الانتخابات الرئاسية كانت لكثير من السوريين كالرصاصة التي يوجهونها إلى صدور الإرهابيين ومن وراءهم.. ملايين الرصاصات أطلقت وأصابت واستقرت في صناديق الاقتراع وأثبتت أن كل امبراطوريات السياسة والإعلام والنفط لا تساوي شيئا أمام موقف وطني نقي صادق وأن كلامهم وتصريحاتهم لسنوات لا تصمد ساعات أمام شعب موحد حر كريم.
وأوضح الأسد أن هذا الانتصار الذي لم يكن ليتحقق لولا دماء الشهداء والجرحى وعائلاتهم الصابرة الصامدة العاضة على الجرح.. لولاهم جميعا لما حمينا البلاد والدستور والقانون والمؤسسات وبالتالي سيادة سورية ولما كنا هنا نتحدث هذا اليوم.. منهم تعلمنا وما زلنا معاني البطولة والتضحية والثبات ومنهم نستمد القوة والقدرة وبعظمتهم ووطنيتهم صمد الوطن.
وأكد الأسد أن الحرب التي تخاض ضد الشعب السوري حرب قذرة وبالرغم من كل الظلم والآلام التي أصابت كل بيت في سورية وبالرغم من كل الدماء والدمار لم يقرر هذا الشعب الاستسلام أو الخنوع.. فنحن شعب تمنحنا قسوة الظروف المزيد من الصلابة وتدفعنا الضغوطات إلى المزيد من التحدي ونواجه محاولات الإذلال بالمزيد من الأنفة والكرامة والعزة والثقة بالنفس.
وأشار الرئيس الأسد إلى ما يجري من عدوان لا يستهدف أشخاصا أو حكومات كما بدا للبعض في البداية بل يستهدف بنية الوطن ودوره وتفكير أبنائه لتحويلهم في نهاية المطاف إلى قطعان تقاد عن بعد والهائهم بصراعات لا تنتهي تمتد لأجيال بدلا من الانشغال بطموحاتهم الوطنية وتحقيق الازدهار وما يعنيه ذلك من قوة المجتمع والدولة.
وأكد الأسد أن الغرب الاستعماري لا يزال استعماريا فالجوهر واحد وأن اختلفت الأساليب وإن كان الغرب وامعاته من الحكومات العربية قد فشلوا فيما خططوا له فهذا لا يعني على الإطلاق توقفهم عن استنزاف سورية كهدف بديل يحقق نفس الأهداف الأساسية التي خططوا لها على المدى الأبعد ومع كل أسف بأياد سورية باعت وطنها ولم تبع شرفها لأنها لا تمتلك شرفا من الأساس.
وقال الرئيس الأسد: حذرنا منذ بداية الأحداث من أن ما يحصل هو مخطط لن يقف عند حدود سورية بل سيتجاوزها منتشرا عبر انتشار الإرهاب الذي لا يعرف حدودا حينها قال البعض “الرئيس السوري يهدد العالم”.. أليس ما نراه في العراق اليوم وفي لبنان وفي كل الدول التي أصابها داء الربيع المزيف من دون استثناء هو الدليل الحسي الملموس على مصداقية ما حذرنا منه مرارا وتكرارا.. وقريبا سنرى أن الدول العربية والإقليمية والغربية التي دعمت الإرهاب ستدفع هي الأخرى ثمنا غاليا.
مضيفاً:سيتفهم الكثيرون منهم متأخرين وربما بعد فوات الأوان أن المعركة التي يخوضها الشعب السوري دفاعا عن وطنه تتجاوز ساحاتها حدود الوطن إلى الدفاع عن كثير من الشعوب الأخرى التي ستتعرض عاجلا أم آجلا لنفس الإرهاب نتيجة قصور الرؤية لدى سياسييهم وجهلهم المطبق بمصالح بلدانهم وسطحية تفكيرهم.
وقال الأسد: قررنا منذ الأيام الأولى للعدوان السير في مسارين متوازيين ضرب الإرهاب من دون هوادة والقيام بمصالحات محلية لمن يريد العودة عن الطريق الخاطئ وكنا منذ البداية على قناعة تامة بأن الحلول الناجعة هي حلول سورية بحتة لا دور لغريب فيها إلا إذا كان داعما وصادقا. مضيفاً.. أكرر دعوتي لمن غرر بهم أن يلقوا السلاح لأننا لن نتوقف عن محاربة الإرهاب وضربه أينما كان حتى نعيد الأمان إلى كل بقعة في سورية.
وأكد الأسد: لا يهمنا من خرج خائنا أو عميلا أو فاسدا فقد نظفت البلاد نفسها من هؤلاء ولم يعد لهم مكان ولا مكانة لدى السوريين.. وأما من ينتظر انتهاء الحرب من الخارج فهو واهم فالحل السياسي كما يسمى اصطلاحا يبنى على المصالحات الداخلية التي أثبتت فاعليتها في أكثر من مكان. مشيراً إلى الحوار لا يشمل القوى التي أثبتت لاوطنيتها فتهربت من الحوار في البدايات وراهنت على تغير الموازين وعندما خسرت الرهان قررت تغيير دفة الاتجاه كي لا يفوتها القطار أو تلك التي ادعت الوطنية والخوف على البلاد في الوقت الذي حاولت بمواقفها إعطاء الغطاء للإرهابيين مقابل وعود أو أموال أتتهم من الخارج أما القوى العميلة علنا فلا نحاورهم كسوريين بل كممثلين للدول التي يدينون بالولاء لها وينطقون بلسانها.
وقال الأسد: استخدامهم اليوم لمصطلح الحرب الأهلية لوصف ما يحصل في سورية ما هو إلا محاولة لإعطاء الإرهابيين غطاء شرعيا كطرف في خلاف بين السوريين أنفسهم وليس كأداة خسيسة بيد الخارج.