20-07-2008 04:00 PM
كنت كعادتي امضي عطلة نهاية الاسبوع في مزرعتي الخاصة ولكنني في هذه المرة كنت اعيش اصعب حالاتي يأسا وكدرا وحزنا حينما تلقيت عبر هاتفي من احد الاصدقاء رحيل »اورنس« نجل احد اصدقائي بعد تعرضه لحادث سير مروع وسط مدينة معان..!! لم يكن من الهين حينها استيعاب الخبر ولكن بالنهاية قدر الله وما شاء فعل.
منذ وعينا على الدنيا ونحن نردد المثل الشعبي القائل »الحق على حمدان« فما من مشكلة وكارثة على وجه الارض الا »وحمدان« وراءها الى ان بتنا متيقنين بان الحق كل الحق على حمدان ولكن ثمة تساؤل يدور في البال يا ترى كم »حمدان« يعيش بيننا ولا يهمه امرنا!!?!!
لقد سئم الناس في بلدنا مشاهدة هذا المسلسل الذي طال عرضه وطوله في شوارعنا - ان مناظر الحوادث التي بتنا نشاهدها صباح مساء تدل على وجود حرب حقيقية في شوارعنا »ولا حياة لمن تنادي«!!
نعم ما اراد الله كان فهذه مشيئة الخالق, وما حدث حدث ولكن نعلم بان العبرة والاعتبار نهج كل عاقل. ولكن الاكثر عقلانية من يعتبر من احداث الغير. حادث سير مهما كانت اسبابه ومسبباته فكانت النتيجة اغتيال طفولة في الثانية عشرة من العمر جهارا نهارا لرما كان يحلم ويحلم ليأتي القدر وينهي كل الاحلام لتصبح الضحكة مبتورة.
احد الحاضرين لحظة وقوع الحادث اقسم لي بان البعض اغشي عليه من هول المنظر - وقبح من بيده وضع حد لمهزلة ولعنة باتت تطاردنا واطفالنا الى ان بتنا نخشى على اطفالنا من كابوس اصبح يقض مضاجعنا ويجعلنا في حالة من الخوف والترقب لحين عودتهم. طرقاتنا باتت فوضوية جراء غياب قرار رادع لمهزلة تسيطر على شوارعنا دون ان نحرك ساكنا
ان القاء اللوم دون الاقرار بالاخطاء بحد ذاته كارثة والملقى عليه اللوم هنا السلطة التنفيذية في محافظة معان »وعلنا« لوقوفهم عاجزين امام فوضى مرورية تعم شوارع المدينة واهمها عدم التقيد بالاشارة الضوئية الوحيدة والتي يرتكب العديد من السائقين حماقات جهارا ودون ادنى اكتراث رغم تواجد كشك امني ودوريات السير والذي ارى بانه لم يعد لوقوفهم اي داع في ظل عجزهم عن وضع حلول جذرية بهذا الشأن ارى بات لزام تركيب كمرا لمراقبة وضبط كل معتد ومخالف وكذلك من الاسباب الفوضوية دخول سيارات الشحن وسط الاحياء السكنية والتي باتت هي الاخرى تشكل مسلسلا مرعبا اما الامر الذي ارى بات لزام قدح الاجراس الف مرة ومرة هو الاعتداء الصارخ على الارصفة من قبل باعة متجولين ومحال تجارية لا هم لهم سوى جني الارباح.
اننا نقف اليوم والمسامع اصابها الصمم امام قضايا لا يكفي الندم وحده لحظة وقوعها.
بالنهاية رحل »اورنس« وترك مسؤولين لا يكترثون بحالنا ومصيرنا رحل ولربما سيرحل اورنس اخر لا ذنب له سوى انه لم يجد رصيفا للسير عليه لحمايته من تهور سائق واخر غير مبال واخر لا يحمل رخصة سوق.
اورنس قل للعالم بان لدينا طفولة مسكونة بعزم القابضين على الدهشة لبلوغ الامال وتحقيق الاحلام ولو بعد طول تعب...!! الشارع يفتقدك حتى الرصيف الذي حرمت من السير عليه هو الاخر سيفتقدك ولكن بججل ونحن لا نبالي.
... فعليك الف رحمة وعلينا الف والف لعنة ان نحن وقفنا مكتوفي الايدي هذه المرة وسنكون اكثر الحاحا ان رأينا لا مجيب لنا ولاصواتنا ... انا لله وانا اليه راجعون..!!!
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
20-07-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |