21-07-2014 02:15 AM
سرايا - سرايا - صدر للكاتبة رولا فايق نصراوين كتاب بعنوان "لأنها الدنيا"، عن دار "الآن ناشرون وموزعون" عمان، وجاء الكتاب في "111"، صفحة ويشتمل على الإهداء إلى "والديها ورفقاء الدرب والماضي والحاضر"، وعلى عدد من النصوص والخواطر الشعرية التي تنوعت بين الرومانسية والتأملية والوجدانية.
ويشتمل الكتاب وهو الثاني للمؤلفة على الموضوعات التالية :"الحكمة واللاحكمة، بيان رقم واحد، الموتى لا يحبون الضجيج، غيرة أنثى، إلى روح رندة، العشق الممنوع والعشق المستحيل".
تكتب نصراوين بروح تغمض البصر لتذهب إلى البصيرة وهي تقرأ الأشياء بقلب الأنثى ومزاجها، وتعبر عنها بلغة حالمة أحياناً وأخرى غاضبة، وفي أحايين تتلونها بالحكمة.
تكتب من دواخل الأنثى، ومن دواخل الإنسان الذي تصيبها دهشة الحياة، ورغبة المعرفة، وتأتي كلماتها متدفقة بالرؤى الإنسانية التي تنفتح على نوافذ النور، وتعلن رغبة الانعتاق والتحرر من كل قيد يمكن أن يحبس الإنسان وتوقه للنور.
ونصراوين حاصلة على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة الزيتونة، بالإضافة إلى الدبلوم العالي في التجارة من معهد مانشتر، عملت في قسم العلاقات الدولية والعامة بمركز الحسين للسرطان واكسبرس للاتصالات وتعمل الآن مديرة مكتب الرئيس التنفيذي لشركة أمنية.
وكان قد وصف الناقد والشاعر د.راشد عيسى الكتاب بأنه: "فيوض وجدانية وبوح رومانسي رقيق مُبهر بالصدق والعفوية، ومصوغ بجماليات تعبيرية رشيقة، لا أثر فيها للتعقيد والتكلف، إنها تقدِّم مشاعرها ومواقف قلبها وفكرها بشجاعةٍ خجولة وساطةٍ أنيسة ممتعة، وهي بذلك تذكرني ببدايات جبران خليل جبران".
ويضيف عيسى: "دُهشتُ حين حلّقت الكاتبة في فضاءات الحزن الصوفي الكوني بوجدانية صادقة، ولذلك تتكرر لفظة الروح في الكتابة عشرات المرات، ذلك لأنها الثيمة الرئيسية التي تنبع منها رؤى الكاتبة وتجلياتها الإيمانية الحرّة، وفي هذه التجليات نسمع أنين الإنسان أمام جبروت الدنيا ونعيش تأملاته الحزينة أمام أسرار الحياة، ونستعيد مع رولا رقصة النيرفانا المسيحية الأولى، رقصة الروح في قارورة الجسد. وفي مخاطرات الحب تقدّم رولا نموذجاً ناجحاً لكبرياء الأنوثة، وللعشق الصافي، والقوة الروحانية الواسعة. غير أنها تحقق إنجازاً تعبيرياً مبدعاً في الموضوعات الأخيرة من الكتاب".
وقال عن المؤلفة الناقد الشاعر محمد سلام جميعان إنها: "تقودنا رولا برشاقة العبارة وأدبيتها إلى استنشاق قوانين الصراع بين الأهواء والمبادئ، والكشف عن حُجب المستقبل البعيد، وإزاحة الظلام عن كفن الخيال المريض، وتجاوز الألم اللاذع والحزن المتمادي، لننتقل من حالة النقص إلى حالة الكمال، ومن الألم إلى الأمل، ومن العجز والتفريط إلى القدرة والاستطاعة، ليبقى الإنسان خزانة لا تنفذ من الحلم والحزم، وكنزاً طافحاً بالتجدد والامتلاء بالرغبات السامية".
ويضيف: "رولا تشعلُ في النفس حريقاً لننتبه إلى الحياة التي يعبُدها الناسك في الصومعة والعربيدُ في الحانة.. الحياة التي يسير فيها أهلُ الدنيا معصوبي العينين، فيدخلون في أنفاق الموت وهم يظنون أنهم يرقون في معارج الأفكار والمشاعر، فلا ينتبهون إلا بعد أن تغشاهم قشعريرة باردة".