-->

حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 12346

وزيرة السياحة والبحث عن "المفقود"

وزيرة السياحة والبحث عن "المفقود"

وزيرة السياحة والبحث عن "المفقود"

20-07-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

الى (مها الخطيب) وزيرة السياحة والآثار.

 
قبيل أيام؛ كانت هناك حملة (اعلامية – سياسية) ممجوجة، ضد سياسة وزارة   ووزيرة السياحة،أعني تلك المتعلقة بمهرجان ( الأردن – جرش) ولا فرق؛وعلى الرغم من تحفظاتي الشخصية على أغلب ما قيل في هذا الاطار،إلا أنني أود التحدث قليلا عن (سياحة مفقودة) في مناطق أعتبرها من أجمل المناطق الأردنية،لكنها ما زالت .. غير موجودة في أجنداتنا السياحية!!.

جمال الطبيعة الساحر،عمق التاريخ وعراقته،تميز الثقافة وفرادة الحس الانساني.. هي بعض المفردات السياحية التي يبحث عنها مسافر، شد الرحال الى حدود المدى، وأغلبها إن لم تكن جميعها موجودة في الوطن الأردني .. لكن هل من مروّج مسؤول مختص؟!!.

وقبيل سنوات؛عاد أحد الأصدقاء من رحلة دراسة وعمل الى أمريكا،حيث كان يعمل في أحد الفنادق العالمية أثناء دراسته في (نورث كارولاينا)،فاجأني الصديق برغبة قوية تلح عليه لزيارة ينابيع الماء المعدني الدافيء،علما أن الوقت كان صيفا!! ولأنني اعتدت المرور بمنطقة (وادي بن حماد) في الكرك، سرعان ما وجدت الضالة التي تلبي رغبة الصديق (المشتاق) لأن يتنسم بعضا من نسائم الوطن الطبيعية، ركبنا (بكب) يتناسب والسير في مناطق (وعره)،ويممنا السير الى حمامات وبرك (وادي بن حماد) لكن نزولا من (بتير)، تركت الصديق يغوص في المياه الدافئة وقررت أن أسير متوغلا أكثر في سيق يشقه جدول من الماء الرقراق الصافي،وعلى الرغم من أنني اعتدت رؤية وتذوق جمال الطبيعة في تلك المناطق،إلا أنني وقعت في براثن عمل سحري أخّاذ،حاكته الطبيعة بأجمل من صورة يلزمني الكثير من الوقت والمساحة لوصفها، حيث كان (في بالي) أن الماء يشق الصخر ويكمل رحلته الى البحر الميت ، وقد تنمو هنا أوهناك بعض الأعشاب والشجيرات،لكنني لم أتوقع أبدا أن أرى لوحة من الجنة،أليست الجنة هي المعنية بالقول (لم تخطر على بال بشر؟!!)، شلالات تتدفق من شقوق في الصخر نمت فيها أشجار غاية في الجمال والغرابة،وممر طويل جدا يشبه (سيق البتراء) لكنه أكثر ارتفاعا وتجري على أرضه مياه تتكاثر كلما توغلت باتجاه البحر الميت،وشعاب صخرية لو رآها جيولوجي لكتب (قصيدة)، لوحة رائعة لا يمكن الاحاطة بجمالها بعيدا عن الصورة، وإن توفرت الصورة فلن تكفي، لأنها جزء من (سيمفونية) روحها نسيم عليل وأصوات طبيعية ، يطلقها (كومبارس) المياه والطيور وهواء يداعب أوراق الشجر وشقوق الصخور، وعطر نادر يكمل روعة المنظر في عيون وخيال زائر قاده ذوقه أن يتوغل في البحث عن الجمال الأردني المكتوب بأبلغ من لغة على ترابه الطيب.. شيء يفوق الوصف بكثير.

كنت ومنذ أيام الطفولة،وعند وقت الغروب أفترش التراب وأتوسده،وأهيم في رحلة تأمل؛ تنطلق من أعلى مناطق ذلك الوادي السحيق (غرب الربة)،الذي ينتهي دوما بصفحة (ذهبية) هي انعكاس ضوء الشمس على جزء من صفحة ماء البحر الميت،ثم تنثال غيوم من ضباب أزرق ، تبدأ بزرقة مسروقة من لون السماء وتبدأ بالتخفيف من شدتها الى تنتهي بسفوح جبال خضراء،وتستقر نقطة السحر الأخاذ تلك، في عمق ذاكرة وقلب الراصد الباحث عن متعة الطبيعة وقت الغروب،هو مرصد للجمال رآه الصديق فأخذ يقفز اندهاشا، بل كان غارقا في نوبة هذيان بفعل من ذلك السحر الأردني الطبيعي، ولعله ذات الانطباع الذي راود صديقا آخر، ضبطني يوما هائما في ذلك المكان ، حيث انبهر وهو المثقف والرسام وتساءل عن سر اكتشافي هذا وكم من الوقت مضى عليه !! فقلت له أنني اعتدت ومنذ طفولتي أن أرى هذه اللوحة التي تظهر لمدة لا تزيد عن 20 دقيقة، وقت الغروب، فقرأ شاعرية أزعجني أن يصفني بها..كما أقوم بإزعاج (الوزيرة) بالتحدث عنها ، فهل يحق لي أن أبوح بهذا السر وأطلب من (مها الخطيب ..) طلبا لا يخلو من شاعرية وهي بلا شك (الشاعرية في احساسها ووجهة نظرها)،هل من الممكن أن ترصد (وزيرة السياحة)هذا المنظر وتقرر شيئا سياحيا بشأنه؟!!.. إنني أدعوك لمشاهدته ..

دعوتي لوزيرة السياحة المحترمة لزيارة تلك المنطقة تقع في صميم توجهات وزارة السياحة والآثار الأكثر حداثة، وهي التي أقرؤها من خلال التوجه العملي والعلمي الذي تنتهجه الوزارة ووزيرتها (المثقفة)،والذي يستند الى التأسيس لثقافة سياحية أردنية تليق بالوطن وتهدف لترويجه ضمن أسس مثالية، حيث تعودنا أن نرى سياسات (سياحية) تهتم بشكل (خجول) في ترويج أردن جميل وثري بالمواقع السياحية المختلفة، ولعل هذا الفهم عن توجهات وزارة السياحة يدفعني للتساؤل عن حدود الأجندة السياحية التي تتبناها وزارة السياحة في تحقيق هذا الهدف.

الى معالي الوزيرة: هل تنظمي إلينا في البحث عن معالم سياحية وطنية مفقودة؟!! طبعا؛ لن نبحث عن القارة المفقودة (أتلانتا)، بل عن مناطق موجودة في الأردن ،وبالمناسبة؛ هي كثيرة وتنتشر في ربوع الوطن (المبارك) وليس ينقصها سوى (شرف البحث والترويج)، ولست أضيف جديدا عند القول بأنك من أجدر الباحثين عنها وأكثرهم لياقة.. وطننا جميل وجهودكم كذلك.








طباعة
  • المشاهدات: 12346
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
20-07-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم