حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 28051

رسالة من الملجأ رقم (1)!!

رسالة من الملجأ رقم (1)!!

رسالة من الملجأ رقم (1)!!

22-07-2014 10:11 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أ.د رشيد عبّاس
تحية إلى كل من هم خارج الملجأ, تحية إلى كل من ينتظر دخول الملجأ, راجيا منكم أن تقرؤوا رسالتي هذه قبل دفع رسوم دخول الملجأ, رسالتي لكم يا أبناءَ جلدتي يا أبناءَ يهودْ, رسالة عزاء, رسالة أقول لكم فيها أن مثل هذه الدولة لن تبقى, ...أقسم لكم وأنا أمام شهادة ميلادي, وأمام شهادات ميلاد أولادي, وأمام شهادة ميلاد زوجتي, أقسم لكم أنني لم أجد أية إشارة في أي منها, أن مكان إقامتنا سينتهي وللأسف الشديد بـ(الملجأ)! كيف لا ونحن هنا من أيام, وعلى عمق خمسة أمتار وربما أكثر تحت الأرض, في هذا الملجأ الضيق في أعيننا, والواسع خلف رصاص جنرالات الحرب المهزومين, في هذا الملجأ اختلطت صرخات الأطفال المجروحة بعضها ببعض لتشكل أفقا في سقف الملجأ, في هذا الملجأ الضيق سقطت دموع النساء الحارة كالجمر على أرضية الملجأ, في هذا الملجأ التعيس نظرات الرجال منكسرة أو أصعب من ذلك, في هذا الملجأ عرفنا أكذوبة الدولة, في هذا الملجأ عرفنا لعبة الدولة, في هذا الملجأ وغيره اكتشفنا أن الدولة محاصرة وان الدولة مزعومة, اكتشفنا أن الحروف العبرية فيها مؤنثة, وان الرتب العسكرية لجنودها مزيفة .
أقسم لكم وأنا أمام أكذوبة الدولة, لم نجد في الملجأ إلا التعليمات والتحذيرات حول كيفية اخذ الأرض(الانبطاح) على أوساخ الملجأ, وحول كيفية كتابة الوصية للقادم من بعدنا, لم نجد في الملجأ إلا تعليمات إغلاق الأعين, وقليل من الهواء والماء المهزوم, لم نجد في الملجأ إلا أكياس قديمة مكتوب عليها حليب للأطفال كان كامل الدسم! وفتات من الخبز الأسود, وخارطة ليس لها حدود مكتوب عليها سياحة وسفر الصواريخ على جميع مدن الدولة, وخارطة أخرى ليس لها مفتاح وليس لها مقياس رسم, مكتوب عليها بالعبري إلى متى هذا الملجأ البائس, وان اخذ الرقم(1)؟
أقسم لكم وأنا أمام فضيحة الدولة, أن فوق الملجأ حمائم السلام تلهث حاملة أغصان الزيتون الخضراء, فوق الملجأ حمائم السلام خائفة ومذعورة من صوت القنابل والمدافع وصوت الانفجار وصوت إقلاع وهبوط طائرات(ف16) المسعورة , أقسم لكم أن صوت الدولة غير مسموع في الملجأ, وان الدولة ربما بعد حين تتعهد أن تبني لنا في الملجأ ملجأ آخر, وان تَحشُر حمائم السلام في الملجأ, وان الدولة مصرّة أن لا تسمع, وليس غريب عليها أن تنسى كل من في الملجأ, بكاميرات التصوير السرية, الدولة تعرف أنها اغتصبت كل شيء حتى نساء الملجأ, الدولة تعرف أنها مؤقتة على هذه الأرض, لذا تلجأ دوما للحرب وللملجأ, نعم دول كهذه الدولة ضعيفة كبيت العنكبوت, أو اضعف .
رسالتي أعزائي الكرام لكم من تحت الأرض ...من الملجأ رقم(1), نحن هنا خوفا من صاحب حق قادم عبر صاروخ يبحث عن ملجأ, قسما وهذا الوضع المزري, سأدلُ الصاروخ القادم عن أسماء ومواقع من قدموا واحتلوا أرضا ليس لهم حقا فيها, لان الدولة مصرّة أن لا تسمع, وقتلت بالخوف من في الملجأ, رسالتي أعزائي الكرام ابعثها لألوية الحرب المسعورة وقادتها, أقول لكم بصراحة: أن الملجأ يحتاج إلى شرفة(نافذة) نطل بها على موت الأطفال الأبرياء هناك كي نأخذ درسا منهم كيف نطقوا الشهادة صادقين, وكيف التقطوا أنفاسهم الأخيرة قائلين لن ننسى أبدا ارض الآباء والأجداد, ... هم ماتوا قصفا فوق الأرض بنيران الدولة, ولهم شرف الشهادة, ونحن نموت خوفا في الملجأ دون شهادة, نموت أمام أكذوبة الدولة, وأخيرا ومن داخل الملجأ, ستكون رسالتي لكم يا أبناء جلدتي يا أبناء يهود, أن الجيل القادم سيكون جيل الملجأ, وأية دولة هذه؟ وشهادة ميلاد أبناءها محررة في الملجأ, مثل هذه الدولة لن تبقى, اقسم لكم أنها لن تبقى, ودعوني اعترف كيهودي من مَلجأ رقمْ(1), أن أطفال البيوت المهدمة عندهم, اشرف وأشجع وأقوى وأجمل للأسف الشديد من أطفال الملجأ, ...في الختام, أرجو من أبناء جلدتي المعذرة, فلغة الملجأ تختلف عن كل اللغات, وأحلام الملجأ تختلف عن كل الأحلام, لكن الرقم(1) للملجأ, ينوب عن كل الأرقام .








طباعة
  • المشاهدات: 28051
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم