22-07-2014 01:25 PM
بقلم : سليمان الطعاني سليمان الطعاني
استفزتني سيارة بنمرة حكومية آخر موديل، على طريق المطار، تريد ان تنطح جميع السيارات التي امامها لتطير ربما لادراك فطور رمضان .. يريد مني ان آخذ يميني فوراً وهناك قلابات على اليمين فلا مناص الا أن اتجاوز القلابات وأعطيه الطريق.. ولما أعطيته الطريق طار من شمالي وبصق وشتم (وكان معه اسرته واولاده) فاعطيته ضوء وحاول ان يقف حتى يكمل وقاحته وشتم بأقسى العبارات واشار الى ان اتبعه ليصفي حسابه معي الا انني تركته ليدرك المناسف..
هذا الشخص بنمرة سيارته الحمراء يمثل الحكومة واستهتارها بالمال العام وبالمواطن صاحب النمرة البيضاء، والقلب الأبيض، هذا الشخص بنمرته الحمراء يمثل حقيقة قاتمة تقول أن هناك في مجتمعنا فقط طبقتين الأولى الشعب والثانية الحكومة، بضنه وهو يستقل هذه السيارة ان ابواب السماء يجب ان تفتح له وليس فقط الطرقات على الأرض، يظن انه بهذه النمرة يستطيع ان يبصق على الناس في الطرقات ويتناولهم بالشتائم اذا لم يفتحوا له الطريق.....
ماذا بقي للمواطن صاحب النمرة البيضاء (الحراث) وهي تسري عليه كل اصناف الظلم والخداع، المواطن الاردني سمع أكثر من مرة من الحكومة وهي تعلن انها ستراقب هذا الموضوع حتى عبر الاقمار الصناعية وذلك للتقليل من فاتورة الطاقة، وانها ستضع حدا لهذا الفلتان الذي يصدر من البعض،
الحكومة تتعامل مع المواطنين وكأنهم مجموعة من المغفلين، وهي تصدر هذه القرارات، فالذي يتجول في مناطق عمان الغربية يجد سيارات النمرة الحمراء تبحث عن اشهر مطاعم الحمص والفلافل، ويجد السواقين فيها يفسحون اطفال واولاد الباشا أو معاليه أو.. فبيل الافطاروبعده في السهرات، يجد سواقي النمرة الحمراء تجوب الطرقات حتى الفجر مع المدام والاولاد للبحث عن مشترياتهم ...
وصاحب الضمير من هؤلاء المسؤولين يقوم بعد ساعات الدوام باستبدال النمرة الحمراء بنمرة بيضاء على سيارته تجنباً لانتقاد المواطنين وللمخالفات من الجهات الرقابية إن وجدت.!!!..
كفى استفزازاً واستهزاءً بالمواطن فانه لم يعد يقدر على الاحتمال، المواطن الاردني انقصم ظهره وهرم وهو ينتظر جدية الحكومة في ضبط النفقات العامة فانهارت الثقة التي لا تبنى بالخطابات بل بالاجراءات الداعمة على الأرض، المواطن الأردني يرى أن شد الأحزمة التي تدعيه الحكومة يجب أن يطال النمرة الحمراء قبل البيضاء، عندها تبنى الثقة. فالأوضاع غير مطمئنة ولا تهيئ لقرارات صعبة قادمة.