بقلم : هاشم الخالدي

لست هنا في وارد انتقاد الزعماء العرب وموقفهم المتخاذل والجبان من مذابح غزة و المجازر التي ترتكبها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني لانني اعلم كما تعلمون جميعا ان هؤلاء لهم ارتباطاتهم الامريكية المذلة التي تمنعهم من التدخل و تدفعهم دفعا- للاسف- لتأييد الحرب الاسرائيلية على غزة، و لذلك ادعو " ان نغسل ايدينا من الحكام العرب" ولا ننتظر من احدهم موقف بطولي لانهم مجرد موظفين برواتب شهريه لدى امريكاولا يملكون من امرهم شيئا.

سأعرج في هذا المقال على قضية بحجم الفضيحة ارتكبها السيد حسن نصر الله زعيم ما يسمى حزب الله ، فقبل ايام قرأنا جميعا الخبر المذل الجبان الذي يؤكد ان نصر الله .. لا بارك الله (في عمامته) قام بالاتصال مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ومع د. رمضان شلح الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي مبدياً في المكالمتين تعاطف حزب الله مع المقاومة الاسلامية قائلا ما حرفه "انتبهوا" ان المقاومة الاسلامية في لبنان تجدد تضامنها و تأييدها للمقاومة في غزة وتبدي استعدادها للتعاون الكامل بما يخدم تحقيق اهدافها و افشال اهداف العدو ... انتهى الخبر.

التعليق : واضح جدا ان هذا التصريح الذي ادلى به نصر الله هو نوع من المجاملة للمقاومة الاسلامية في غزة وهو تصريح بروتوكولي لا اكثر، لا بل ان المخجل في القضية ان تصريحات ما يسمي محمود عباس بالامس كانت اكثر قوة من تصريحات شخص اسمه حسن نصر الله يفترض انه زعيم لحزب اسلامي يتخذ من اسرائيل عدو له.

واتساءل : عن اي استعداد و تعاون تتحدث عنه يا سيد حسن نصر الله و انت لم تطلق قذيفة واحدة او رصاصة واحده على مستوطنات شمال فلسطين رغم ان الحرب مشتعلة في غزه منذ عشرون يوماً.

عن اي استعداد و تعاون تتحدث عنه يا سيد حسن نصرالله وانت لم تبدي في مكالمتك استعداد حزب الله لخوض المعارك ضد الصهاينة او على الاقل دك مستوطنات الصهاينة في الشمال وارسال جنودك لمواجهة العدو الصهيوني، ام انهم مشغولون الان في الدفاع عن بشار الاسد وقتل الابرياء في سوريا.

اعتقد جازماً ان صمت حسن نصر الله وخنوع حزب الله يعود لتفاهمات جرت في السر بين ايران وأمريكا تقوم على ان يلتزم حزب الله الحياد ولا يدخل في هذه المعركة مقابل عدم اثارك الملف النووي الايراني وتكفل امريكا بمصالحة ايران على الغرب والدليل على ذلك ان اسرائيل باتت مطمئة تماماً للجهة الشمالية لحدودها ولم تقم منذ بدء الحرب على غزه بتعزيز قواتها في الشمال بجندي اسرائيلي واحد، لان حزب الله على ما يبدو اعطى الضوء الاخضر لاسيادة في ايران على عدم اطلاق رصاصة واحدة على العدو الصهيوني في شمال فلسطين.

اتمنى ان اكون مخطئاً  واتمنى ان اسمع خلال الايام المقبلة ان حزب الله اشعل الجبهة الشمالية لفلسطين، لكنني واثق ان هذا لن يحدث لان حسن نصر الله يأتمر بأمر أسياده الايرانيين الذين نسمع منهم جعجهة ولم نرى منهم طحينا.

سحقاً لنا جميعا لاننا خدعنا بك با سيد حسن نصرالله في حرب تموز الماضي من عام 2006 عندما حملنا صورتك وأودعناها بقلوبنا لانك كنت تدك شمال اسرائيل آنذاك.. ولم نكن تعلم انك تفعل ذلك من أجل ان يضطر الامريكان للجلوس مع اسيادك في "قم" وطهران والتفاوض معهم.

أخيراً أقول للسيد حسن نصر الله .. الله لا يكثر خيرك .. فالمقاومة الاسلامية لا تحتاج مكالمات المجاملة ، بل تحتاج للرصاص والصواريخ التي تدك مستوطنات العدو.

الكاتب : مؤسس موقع سرايا
Hashem7002@yahoo.com