حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21017

اصطفافنا الواحد .. مصيرنا الحتمي .. فهل نستوعب ؟

اصطفافنا الواحد .. مصيرنا الحتمي .. فهل نستوعب ؟

اصطفافنا الواحد  ..  مصيرنا الحتمي  ..  فهل نستوعب ؟

23-07-2014 12:03 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فيصل تايه

قيم ومفاهيم اجتماعية وثقافية وسياسية عمل البعض على الاقتران بها فكان ذلك جوهر مشكلتهم التي استمرت تفضي إلى صدامهم مع الأخر ..


لذلك من المؤسف اليوم أن يحلق هؤلاء في مدارات تلك المفاهيم التي تشبعوا بها وتعنصروا لها .. فكان تفضيل عيشهم المزاجي المأزوم ضمن صراعات عقائدية رثة واستدعائها عبر منطق ألا منطق بحشد التأزيم بالعنجهية وفرض العلاقات الاستحواذية الموتورة , وبسط الفكر الديني التخبطي كحقوق مشروعة غايتها النفوذ السلطوي واستحقار كل ما ليس في فلكهم النفسي والروحي .. والحاصل إننا لا نطالب بإقصائهم على الإطلاق ، بل ونطالب باستفحال نغمتهم.. والبعض يجري وراءهم وكأنهم المنقذ الوحيد من جحيم مصير الأمة المحتوم .

ندعي التحضر ..والحرص والحذر الذي يمنعنا من التشبث بمنطقهم الاستحواذي ما يجعلنا نرفض العصبية القبلية ، ونرفض وبالتأكيد العصبية المذهبية .. ولقد كان ومازال من الطبيعي أن تكون هويتنا ضمن الهوية الوطنية المتنوعة والجامعة ، في إطار المواطنة والمساواة ، باعتبارها هوية وحدتنا الوطنية والدينية والعقائدية والحضارية .

لكننا نرى ما بين الفينة والأخرى بعض من يشم الهواء المولج بدخان العصابية التي تخنق الأمة حتما ً، عصابية التشبث بالوهم الاصطفائي الضيق .. رغم أننا ضد التطرف المذهبي والتكفير الديني أو التحريض والتعنيف على الرغم من انه المفهوم الانغلاقي الراكد الذي لا يقود أبداً إلى مجتمعات منفتحة وحيوية ومتجاوزة ومعاصرة .. والثابت أن الصراعات المذهبية من أبغض التناحرات على الإطلاق، بل أنها أسوأ ابتلاءات المجتمعات كونها تعيقها عن التطور والتقدم ، كذلك فإن الشعوب التي عانت من هذه الآفة لم تتوحد كما ينبغي وراء قيم المواطنة والقانون والتسامح كأساس للعيش المشترك .

إننا كشعوب متحضرة نعي مدى الاحترام التلقائي الذي يجب أن يكون لرجال الدين من مختلف المذاهب والطوائف ، إلا أننا منزعجين كفئات مثقفة من عدم احترام ثلة مهووسين يدعون الدين والخلافة والمذهب الواحد للتعايش الديني الحتمي ما يخدم أعداء الأمة لتبقى متناحرة متمزقة. وذلك معناه بكل بساطة ان هؤلاء تفضيلهم الانتماء لمصائب الدولة الدينية المفعمة بالاستغلال السياسي للدين مع أن الأمة بغالبية مجتمعاتها مع حلم الدولة المدنية التي تحد من الصراع البدائي ، الدولة التي بإمكانها العمل برشد ومسؤولية من أجل تنمية قيم الديمقراطية والدستور والحياة الحرة الكريمة .

وأخيراً .. فاننا يجب ان ننظر للمستقبل بعين سسيولوجية متفائلة بعيداً عن كل من يحاول استجلاب تاريخ الخزي والرجعية والتخلف والفواجع والهلوسات الطائفية والمذهبية والتطلعات الضيقة غير الوطنية .. بل ويجب تعرية كل المصرين على تأجيج حالة التوتر والاستفراد الاحتكارية تلك ، لانهم هم أنفسهم الذين يعلون من شأن الضغائن والكراهيات داخل المجتمع ..وليس هناك اسلم من الاندماج الوطني الواحد شعارا مشرفاً للجميع ، وبتماسك كل الأطياف أياً كانت فروعهم ومشاربهم وانتماءاتهم .. فهل نستوعب ؟

والله من وراء القصد








طباعة
  • المشاهدات: 21017
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم