23-07-2014 01:58 PM
بقلم : الدكتور كايد الركيبات
يقال أن الصحراء الأردنية كانت مليئة بالنعام، ويذكر لورنس العرب في أعمدة الحكمة السبعة، انه في أثناء رفقته لعودة أبو تاية في صحراء الأردن، تناولوا من ضمن طعامهم بيض النعام المشوي، في دليل يمكن الاعتماد عليه في أن الصحراء الأردنية كانت موطن للنعام.
ورغم اجتهادات الدكتورة عليا أبو تاية في مطلع الألفية الجديدة، لإعادة النعام للصحراء الأردنية من خلال جمعية البشرى، إلا أن الحظ لم يحالفها، فانقرض النعام من الصحراء الأردنية بشكل تام.
وعلى الرغم من أن النعام طيب المذاق، إلا أن أكثر ما يؤخذ عنه ويعرف به انه طائر جبان وغبي، يدس رأسه بالتراب إذا أحس الخطر، رغم انه يفوق فصيلة الطيور بكبر الجسم، وعجزه عن الطيران، حاله حال الدجاج.
وان انقرضت طيور النعام، ولم يعد لها وجود في البلاد، إلا أن النعام كثير، وبأجسام كبيرة، ومنازل كبيرة، وقدر كبير، وان كانت خالفت النعام في شكل أجسادها، لكنها احتفظت بصفاتها، فبقيت عاجزة وقاصرة عن الارتقاء والمواجهة، وتتخذ من المشاغل والسفر، بديل عن التراب تدس به رؤوسها، فطيور الباشق تحوم في السماء، فكيف لطيور النعام أن يسمع لها زمار، في زمن تمطر به السماء على أهل غزة موت وسموم، ولا يسمع تحت أنقاضها إلا الزئير.