23-07-2014 02:46 PM
سرايا - سرايا - يشهد شهر رمضان تجدد ظهور العادات والتقاليد الموروثة فى كثير من المناطق داخل المملكة العربية السعودية، وخاصة فى منطقة القصيم التي تعتبر أكبر الأقاليم المنتجة للتمور على مستوى العالم؛ حيث تتزين ببساتين النخيل وتتصدر التمور موائد الإفطار الرمضانية باعتبارها مكملاً غذائياً واقتداءً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة".
وقبل دخول الشهر الكريم تتحول القصيم إلى ساحة لبيع التمر؛ حيث يتوافد عليها الكثيرون من البلدان المجاورة رغبة في شراء التمر الذي يتميز بطبيعته ورونقه ومذاقه الجميل.
ويحفل تاريخ هذه المنطقة بزراعات النخيل ويكشف عن اهتمام أهلها بتلك الزراعات وأهمية التمور عند أهالي المملكة وخاصة في شهر رمضان.
القصيم سلة تمور العالم
اشتهرت القصيم بزراعة أشجار النخيل التي تمد المملكة والخليج العربي بأفخر وأجود أنواع التمور؛ حيث تحتل السعودية المرتبة الثانية عالمياً في إنتاج التمور، والإمارات هي الأولى عالمياً في إنتاج التمور، والعراق الثالثة إلى جانب السعودية؛ مما يمثل 25 % من نسبة الإنتاج العالمي.
وتنتج السعودية سنوياً 1.07 مليون طن تجلب من مساحات مزروعة ومخصصة لأشجار النخيل تقدر بـ172 ألف هكتار بمعدل 6.2 طن للهكتار الواحد؛ مما أهّل المملكة لتحتل المركز الثاني عالمياً في إنتاج التمور ويستهلك السعوديون معظم إنتاجهم من التمور.
وفي شهر رمضان فقط يستهلك السعوديون 40% من الإنتاج المحلي تقريباً.
وتتضمن منطقة القصيم أسواقاً عديدة للتمور فى مناطق مختلفة، وخاصة منطقة بريدة التى تضم العديد من اشجارالنخيل؛ مما يجعلها تمثل قوة شرائية كبيرة مع قرب موعد الحصاد.
نخيل القصيم مختلف
وتضم منطقة القصيم العديد من أشجار النخيل وخاصة مدينة "بريدة" التى عرفت بأنها معقل التمور فى المملكة، كما أنها تستضيف احتفال الحصاد فى موسم التمور خلال منتصف أغسطس من كل عام والذي يستمر قرابة 75 يوماً.
وتحتضن القصيم سنوياً مهرجان التمر الذى يسبق شهر رمضان بعدة أسابيع ويعد الأضخم إنتاجاً والأكبر من حيث قوة الشراء؛ حيث تتوافد عليه جموع المواطنين من كافة أرجاء المملكة ويستقبل هذا المهرجان قرابة 200 ألف طن نتيجة حصاد أكثر من ثمانية ملايين نخلة ويرد فيه أكثر من 45 منتجاً من مختلف أنواع التمور.
وتعتمد القصيم سنوياً على دخلها من التمور والذي يصل إلى قرابة 600 مليون دولار.
وتختلف أنواع التمور في القصيم؛ حيث يعد تمر السكري من أشهر تلك الأنواع حيث يمثل 85% من الإنتاج، بالإضافة إلى أنواع أخرى كالبرحي ونبتة علي ونبتة سيف والإخلاص والرشودي.
رمضان القصيم " تمر وحكاوي"
ويدخل التمر فى كثير من المأكولات التى يتناولها أهالي القصيم على موائد الإفطار في رمضان ويعتبر التمر الطعام الرئيس الذي لا يمكن الاستغناء عنه فى المملكة بأكملها؛ لأنه غذاء متكامل ودواء كما يحنك به المولود في القصيم.
وتضمّ مائدة الإفطار عند الأسر القصيمية طبق التمر واللقيمات وأصابع الجبن والجبنية وغيرها من الحلويات بجانب المشروبات كالماء والعصير والقهوة.
ويرتبط رمضان بالمجالس والحكاوي بعد صلاة التراويح؛ مما يضيف مذاقاً خاصاً لهذا الشهر الكريم في القصيم.
أكلات تضاف إليها التمور
-"طبق السويق" هو أحد الأطباق التى تتواجد على مائدة الإفطار ويتم إعداده من حمس الحب الذي يطحن بعد حمسه ويضاف له التمر والعسل والدهن ويؤكل من دون طهي، وفي بعض الأحيان يضاف له السكر بديلاً عن العسل.
- طبق "الحنينــي" وهو من الأكلات المشهورة عند أهل الرس ويهتمون به كثيراً في فصل الشتاء، ويتم إعداد طبق الحنينى من المراهيف والتمر الخالي من النوى بحيث يتم عجنهما كثيراً حتى يختلطا ويغلظا ثم يصب عليه السمن مع الليمون ويتم الطهي على الجمر.
- طبق "القشد" الذي يتكون من التمر والدقيق والسمن ويتم إعداده من خلال وضع التمر في الإناء ويصب عليه السمن، ويضاف له دقيق القمح ويوضع على النار مع تحريكه وخلطه جيداً.
- طبق "اللحيسة" المشهور والمصنوع من التمر المخلوط بالسمن والبقل؛ حيث يتم وضعه على النار ويقلب جيداً حتى يختلط ويتماسك ثم يؤكل، وقد وصى النبي صلى الله عليه وسلم بها في حديثه الشريف؛ حيث روي عنه أنه: "أعتق صفية وجعل عتقها صداقها وأولم بحيس".
- طبق "المريسة" الذى يشبه اللحيسة في مكوناته وهو يتضمن التمر والبقل والسمن أيضاً ويتم طهيه على النار حتى تتفاعل مكوناته مع بعضها البعض.
- طبق "القبابيط" وهو مكون من اللحوم والكوسة والقرع ودقيق البر؛ حيث يتم أخذ دقيق البر وعجنه بالماء ثم يضاف إليه اللحم والبصل والطماطم والكوسة ويتم تشكيله على شكل دوائر صغيرة يوضع عليها الفلفل الأسود ثم يوضع الخليط على النار.
الحلويات التي تتضمن التمور
يدخل التمر فى تصنيع وإعداد العديد من الحلويات التي تقدم على الموائد؛ حيث تفضل النساء نوع السكري لمذاقه الطيب، ومن هذه الأطباق استبدال نواة التمرة بالمكسرات والطحينة كما يتم عجن التمور ورشها بالسمسم وقشور المكسرات.
ويمكن إعداد طبق "المعمول " وهو عبارة عن حشو العجينة بالتمر ووضعها في الأفران، وكذلك طبق "الكليجيا" الذي يقدم مع القهوة العربية.
وقد تفنن أهالي القصيم في تشكيل التمور ووضعها داخل العلب الفاخرة لتقدم فى شكل هدايا جميلة.
وتعتبر تمور القصيم المصدر الرئيس للدخل المادي لكل فرد في هذه البلدة؛ حيث توجد العديد من المشروعات الاستثمارية فى مجال التمور تصل قيمتها إلى 200 مليون ريال تقريباً وهي تحقق ربحاً تقدر قيمته بملايين الريالات.
وتصدر منطقة القصيم الكثير من أنواع التمور إلى دول الخليج العربي؛ حيث تحظى الكثير من الأنواع بإقبال العرب والضيوف.