حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 20161

غزة تعيد صياغة تاريخ الأمة وتُسقِط ُالقناع عن المتآمرين

غزة تعيد صياغة تاريخ الأمة وتُسقِط ُالقناع عن المتآمرين

غزة تعيد صياغة تاريخ الأمة وتُسقِط ُالقناع عن المتآمرين

24-07-2014 10:40 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : غالب احمد عبد القادر راشد
في مقال سابق كتبناه مع بدء العدوان الارهابي الصهيوني على غزة عنوانه " وتستمر المؤامرة على المقاومة " قلنا أن ما يجري في غزة هو حلقة من ضمن حلقات المؤامرة المستمرة على المنطقة والتي هدفها النهائي تصفية القضية الفلسطينية وإعادة رسم حدود المنطقة من جديد على أسس طائفية ومذهبية ، وهذا ما أكّده الرئيس السوري في خطاب القسم .
للمرة الأولى في تاريخ الأمة العربية ولن تكون ألأخيرة نجد قادة وحكام هذه الأمة يدفنون رؤوسهم في الرمال كالنعام ويشدون على يد آلة القتل الجهنمية الصهيونية لتمعن فتكاً وتدميراً في أبناء الشعب الفلسطيني في غزة على مرأى ومسمع من شعوبها التي انقسمت على نفسها بين شامتٍ ومتشفٍّ بأهل غزة وكأنهم ليسوا من أبناء جلدتهم ، وبين داعٍ لحكومةبلاده إلى الوقوف إلى جانب الكيان الصهيوني في القضاء على المقاومة وتدميرها ، والقلّة القليلة من أبناء هذه الأمة لا زال يرى في " إسرائيل " العدو الأوحد للعرب .
ما يجري في غزة هو إعادة صياغة جديدة لتاريخ هذه الأمة المعاصر المليء بالخزي والعار والاستسلام والعمالة والخيانة ، فمنذ 66 عاما وهي عمر الصراع العربي الصهيوني ونحن نردد ما دأب حكامنا على زرعه في عقولنا ووجداننا من أن الجيش الإسرائيلي جيش لا يُقهر ، ومحاربته ضرب من الجنون والانتحار وأن الحلول السلمية والطرق الديبلوماسية هي السبيل الوحيد لاسترداد الحقوق المسلوبة .... صدّق معظم أبناء الأمة الكذبة وحفظوها عن ظهر قلب . ولكن الحقيقة المخفيّة أن هذه الأنظمة ما وجدت إلا لتمكين الكيان الغاصب وتثبيت أركان دولته والكل منهم يتباهى بمدى صدق ولائه وقدرته على محو القضية الفلسطينية ومفرداتها من مقاومة وحق للعودة من ذاكرة شعبه واستبدالها بالعيش المشترك والسلم العالمي .
نسي حكام وقادة الأمة أنهم كالأنعام بل أضل سبيلا ، فهذه الأمة أمة حيّة باقية وستبقى فلسطين هي بوصلتها مهما حاولوا ان يغيّروا اتجاهها ، فها هي المقاومة الفلسطينية تحّول حياة الصهاينة إلى جحيم وها هي تحطّم أكاذيب العدو وأسطورة الجيش الذي لا يهزم وتلقّنه دروسا في فنون القتال والتضحية والشجاعة والفداء وتجعل منه أضحوكة أمام من لا زال يؤمن بقدرات هذا الجيش الدموي الذي لا يتقن سوى فن قتل الأطفال والنساء وتهديم البيوت على رؤوس قاطنيها وتدمير لدور العبادة .... حقاً هي بطولات الجيش الذي لا يقهر . لقد جعلت المقاومة كل شبرٍ في فلسطين المحتلة هدفا لصواريخها وفرضت على أكثر من خمسة ملايين صهيوني أن يبقوا مختبئين في جحورهم كالفئران ، وللمرة الأولى منذ حرب الخليج الثانية 1991 تفرض المقاومة كلمتها وتجعل سماء فلسطين المحتلة خالية من ضجيج الطيران المدني وتوقف الرحلات من والى مطار اللد " بن غورين " .
يا حكام وقادة هذه الأمة بكم ازدادت الغُمّة . إلى متى لا زلتم تصدّقون أن بقاءكم من بقاء دولة الاحتلال وأن قوتكم من قوتها ؟ لقد انتهى عصر الهزيمة منذ 2006 وولّى إلى غير رجعة ، إلى متى ستستمرون في دفن رؤوسكم في رمال العار والخيانة وتتأمرون على هذه الأمة ؟ وإلى متى ستبقون تصفقون وترقصون على صوت الطائرات والمدافع والقنابل وهي تحصد أرواح الأبرياء من أبناء هذه الأمة ؟ وإلى متى ستبقى قبلتكم " البيت الأسود " في واشنطن ، وكعبتكم التي تتبركون بها في وكر الأفاعي السامة " تل أبيب " ؟
لقد قالت غزة والمقاومة كلمتها " لا عودة إلى مهادنة أو وقف للنار لا يرفع الحصار عن غزة ولا يطلق صراح الأسرى ولا يحفظ تضحيات هذا الشعب الصامد المقاوم . والأهم لم تعد القضية الفلسطينية ورقة الكل يساوم عليها ويدّعي الأحقية في امتلاكها .
غزة اليوم تفرض شروطها وعليكم أن تستجيبوا لها وتنفذوا ؛ حتى يبقى لكم مصداقية عند شعوبكم .... غزة اليوم تصنع لكم تاريخا مشرفا فلا تضيّعوا هذه الفرصة ؟ غزة اليوم تريد أن تطهركم من تاريخكم المشين ، وتصرفاتكم المعيبة وتغسلكم من خطاياكم بحق أمتكم. غزة اليوم تدعوكم للوقوف معها وليس التآمر عليها ، فنصرها نصركم ، وعزّها عزكم ... فلا تكونوا خنجراً مسموما ينغرس في ضهرها .








طباعة
  • المشاهدات: 20161
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم