24-07-2014 10:41 AM
بقلم : راشد فريحات
لا زالت المقاومة الفلسطينية الباسلة مستمرة , ولا يزال العدوان الاسرائيلي مستمر ايضاً .. ما يجري على أرض فلسطين ليس بجديد .. القتل عمره عقود والتهجير لا يصغره سناً ، والتضحيات قديمة ، المؤسف والجديد هو تصريحات العرب أنفسهم .. بعض "الإعلاميين و المواطنين" تجاه العدوان الإسرائيلي على فلسطين "قطاع غزة" ..... وهنا لا أتحدث عن المستوى الرسمي ، لكوننا على معرفة جيدة بالتبعية السياسية للعديد من الزعامات الوهمية .
لقد لفتنا جميعاً الدور المهني المتقدم ، والأخلاقي الرفيع للعديد من الفضائيات العربية التي تغطي الأحداث بحرفية عالية وانحياز واضح لصمود وشجاعة أهل غزة .. مستنكرين العدوان بكافة أشكاله وألوانه .
إلا أن المؤسف حقاً ما قامت به بعض وسائل الإعلام العربي والتي تمارس دوراً لا يختلف كثيراً عن الإعلام الإسرائيلي تجاه عدة قضايا ومن بينها "غزة الحمساوية" لدرجة تبرئة إسرائيل من الجرائم البشعة بحق الأطفال والنساء والمدنيين وإلصاقها بفصائل المقاومة الفلسطينية ، ناهيك عن استضافة العديد من الناقدين القابعين في أوروبا .. المتباكين على تراب غزة ، دون البكاء على أطفالها .
لقد كشف العدوان الإسرائيلي الجاري على أهلنا في غزة ما كنا نقرأ عنه في بطون الكتب المترجمة ، ولم يكن لنا ان نعهد مثقفين عرب يتحدثون عن وحدة الهدف مع إسرائيل علانية "تصفية حماس" ... مع وجود مباركين لطرحهم .
حماس فد لا تكون ملاك وإسرائيل حتماً لن تكون كذلك .. وها نحن في مستنقعات وأنفاق مظلمة لبحث من المذنب والمسبب للعدوان على غزة ، دون الخوض في الأهداف الإستراتيجية لإسرائيل التي تبحث عن بقعة حية لتجربة ما تستحدثه من أسلحة ذكية ، و خطط عسكرية متقدمة لم تختبرها بعد ، و إرهاب مستمر للعرب من القوة العسكرية النوعية التي تنفرد بها في المنطقة ... إذا الحرب هي حرب استعراض قوى ، ومكاسب سياسية لمن يقتل أكثر .
قد نختلف مع حماس وقد نتفق .. ولكن لا يمكننا أن نختلف على أننا أصحاب قضية واحدة ، وعدو مشترك واحد "إسرائيل" والأهم .. مهما تناثرت غبارنا لا بد لها أن تركد في يوم ما .. التاريخ يقول كذلك ، فلا تبيعو ما تبقى من كرامة العرب ، في أسواق عربية وغربية ، وعلى يد صهاينة عرب ... !