بقلم : المحامي معتصم احمد بن طريف
دول الربيع العربي والحرب على غزة عندما بدأت الحرب على غزة بدأت أتتبع أخبار دول الربيع العربي وموقفها من هذه الحرب وردود أفعالها على هذه الحرب وكان في معتقدي أن هذه الدول سيكون رد فعلها قوي وفي جميع الاتجاهات وربما قد تصل - كما كان في معتقدي - إلى إعلان الحرب على إسرائيل انتظرت اليوم الأول ولم يحدث شيء وان أقول في نفسي انتظر وسترى رد فعل هذه الدول ربما يقومون بالتجهيز خططهم للحرب على إسرائيل خاصة وان هذه الثورات الحديثة كانت تنادي بالخلاص من دولة العدوان الإسرائيلي والحق العربي في فلسطين وشعوبها تهللا لهذا الشعار ومرت الأيام ولم أرى لغاية هذه ألحظة أي شيء من هذه الدول سوى ما كنت أره منها من قبل من تنديد واستنكار واقتتال على المناصب وليس لديها أي هم عربي وأيقنت فعلا أن ربيع هذه الدول وشعاراتها وهم وان ربيعهم أزهر خريف ، وأيقنت آن إسرائيل ستتمادى بعدوانها وبكل وقاحة ودول الربيع العربي تندد وتستنكر . لقد كان أمام مصر الدولة العربية الكبرى بثورتها الجديدة والرئيس السيسي فرصة كبيرة بأن تثبت للعالم العربي والإسلامي أن ثورتها الثانية هي الثورة التي تدافع عن الأمة العربية والإسلامية وأنها حقا فعلا تدافع عن حقوقهم وتثبت أمام الشعب الفلسطيني اؤلاً وأمام الشعب المصري ثانياً الذي اختار هذه الثورة وقيادتها وأنهم مع الحق العربي الواضح في فلسطين وفي حق الفلسطينيون بالدفاع عن أنفسهم ، لكن للأسف تبين أن هذه الثورة هي صياغة للعهود السابقة صاحبة التنديد والاستنكار وسخرت إعلامها للانتقام من حماس وقيادتها وأصبح إعلامها يطالب بضرب غزة وتدميرها وعلى مبدأ التشفي وكأن الشعب الفلسطيني في غزة جميعهم إرهابيون و ليسوا بشر وأصبحت المحطات المصرية تتبارى في التشفي وفي التبرير لإسرائيل لضرب المقاومة والبعض تمادى وطالب بضرب الشعب الفلسطيني ويعاودون الرواية الإسرائيلية بان حماس هي من دمرت وهي من تقتل الفلسطينيون وليست الطائرات الإسرائيلية . فبغض النظر عن الموافقة الرسمية للحكومة المصرية أو عدمها عن هذا التشفي أو عدمه ففي النهاية كان يجب أن لايكون هذا الموقف من الدولة العربية الكبرى التي نحترمها مع علمي أن موقف أكثرية الشعب المصري ضد هذا التشفي الإعلامي والصمت الحكومي على هذا التشفي فالحرب لم تكن على الحمساوين وحدهم وإنما كانت على كل غزاوي حمساوي أو فتحاوي اوجهادي أو أين من الفصائل فاليهودي همه أن يقتل عربي بغض النظر عن حزبه أو دينه أو معتقده ولا ادل على ذلك من ما تشهدونه لقتل للاطفال والنساء والشيوخ ، هل تعتقدوا أيها المتشفين بالغزاوين أن الصهيوني سيعتقكم إذا وقعتوا بين يده ؟ طبعا لا لأنكم عدوه لو مهما عملتم له وطبلتوا له فهذا العدو ليس له صاحب ولا أدل على ذلك ما حصل عندكم في دولكم عندما تخلى هذا العدو عن رجاله عندكم وسلمكم راقباهم لتقتلوهم وتصبحوا أبطالا أمام شعوبكم وتقوموا بثورات ضدهم واللبيب من الإشارة يفهموا . الإخوة الأعزاء أن تصرفات الارهابين مهما كانت انتماءاتهم ومهما كانت توجهاتهم فان جميع المسلمين والمسيحيون العرب ضدها قلبا وقالب وما هم ( الإرهابيون )ألا صناعة صهيونية لجعلنا بهذا الوضع نتشفى يبعضنا ونؤيد قتل بعضنا بعض سوءا على أيدي الصهاينة وأعوانهم أو على أيدي بعضنا بعض . أيها الشعب العربي المصري العزيز أن الشعب الفلسطيني لايؤيدون قتل أي جندي مصري أو موطن مصري أو عربي وهذا ديدن كل مسلم اومسيحي في الوطن العربي وتأكدوا أن كل عربي حزين على قتل أي جندي مصري ويطلبون بمحاسبة الإرهابيون مهما كانت انتماءاتهم وأحزابهم وان لايؤخذ شعب كامل بتصرف مجموعة إرهابية مدسوسة من الصهاينة ويحاسب شعب بأكمله على تصرفهم الأرعن، ما هكذا تورد الإبل ولا هكذا نخوتنا العربية والإسلامية ، فالشعب المصري أهل نخوة ولا يقبلون الضيم والظلم ولنلبي استغاثة فلسطين وأطفالها ونسائها وشيوخها وعجائزها الذين يستغيثون بنا ولنكن أصحاب نخوة ونقف مع الفلسطينيين ولو بالكلمة واقلها إسكات محطات الردح الصهيونية وأعوانها لان ليس هذا أسلوب المصرين الرجال في اخذ الحق ، الذين قدموا الشهداء ولا يزلون من اجل فلسطين أنا أخاطب فيكم نخوتكم العربية المصرية أوقفوا أبواق الصهاينة في وطنكم وهذا اقل أنواع الدعم لشعب الفلسطيني . وأخيرا سوأل اسأله للعالم ولدول الربيع العربي ماذا تتوقعون من شعب مفروض عليه ( الموت) البطيء أمام الحصار المفروض عليه من كل المنافذ البرية والبحرية والجوية أو (الموت) السريع الذي فرضه عليهم العدوان الإسرائيلي ماذا يختار المقاومة بكل مايملك إما السكوت وضبط النفس واختيار الموت البطيء ؟ الإجابة عندكم أيها العرب بدول الربيع آو غيرها من الدول العربية والعالمية .