25-07-2014 11:20 PM
سرايا - سرايا - منحت وسائل التواصل الاجتماعي الاردنيين مساحة واسعة للتعبير عن مشاعر الغضب على العدوان الوحشي الاسرائيلي على غزة.
تقول الخمسينية فاطمة ما باليد الحيلة، سوى الدعاء والبكاء"، على أهل القطاع الذين حوصروا بشتى الوسائل والقيود وأغلقت عليهم المعابر والحدود، من أخت قريبة عربية شقيقة، "مصر" ما يزيد الألم ألما وما يزيد الوجع توجعا من حرقة المصاب الجلل والكارثة الإنسانية التي يعاني منها حتى كتابة هذا التقرير اهل القطاع. لكن العشرات من الذين قالوا لـ"العرب اليوم" إنهم ينتظرون لحظة فتح الحدود، كانوا يتكلمون شعراء بعفويتهم الخالصة من أي "تنميق" وترتيب. هؤلاء انتصروا لأهل غزة وحيوا المقاومة رمزا وصمودا أمام آلة الحرب العسكرية الإرهابية على حد تعبيرهم.
أرواح الشعراء.. حين تكون غزة صامدة.. يكون للحياة عشق أكبر.
معظم شعراء العربية في الأردن، كتب عن البطولة التي تجسدت في غزة وأهلها الابطال وفرسانها الذين يختبئون تحت الأرض وفوق الأرض، وصارت غزة نموذجا للحرية والكرامة والنصر الكبير.الصفحات الشخصية لعدد من الشعراء الأردنيين على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، اثبتت لكل فرد عربي، أن فلسطين هي قضية الشاعر القومي الأردني الوطنية هي القضية الأساس.
صفحات شعراء اردنيين كتبوا حرقة لغزة ودفاعا عن الوطن المسلوب:
لم تقتُلني مُؤامراتكم
ولن تُخيفني…
أنا ابن الثورة والثوار
أنا ابن غزة الحرّة والأحرار
أنتم في المضاجع
ونحن دون ملاجئ
سَقَطَت أسِرّتكم
وفِراشكم تَعفَّن
وَشهيدنا تَكَفَّن
هديّتي لكم..
صاروخ أقْسَمْ
يا عدوّ الله..
لَنْ تَسْلَم
مَعَنا الله..
وَمَعَكم إنْسٌ تَشَيْطَنْ
يا مَنْ نَقَضْتُم العهد
أهذا هو الوعْد ؟؟!!
أمْ صمتكم أبْكَمْ
زَغْرِدي يا غزَّة
فهَجْرُكُم أسْلَمْ
الدكتور محمود العسل، نشر على صفحته نصا أدبيا عبر فيه عن غله تجاه أمة وصفها بالصامتة المنافقة تجاه ما يجري من قتل وحمام موت في غزة:
يا أمي لا تخافي الناس فقد فقدنا الأمل والإحساس
فأنا فلسطيني من غزة ولا أنتمي لفتح أو حماس
دمرونا بطائراتهم وأبادونا بدباباتهم أولاد الأنجاس
قتلوا النطفة والوليد وشردوا الخيمة ورملوا النفاس
وأمتي خانعة ذليلة من أخمص قدميها حتى الراس
فمن يدافع عن الحق؟؟ وهو غارق بشرب الكأس
عربٌ وان تبّسموا أو بكّوا من أجلك فهو اقتباس
يا امي لا تخافي فمن يخشى الله لا يخشى الناس
إلى ناجي العلي… شعر: يوسف حمدان
قد مِتَّ قبل جفافِ الدّمعِ في المُقَلِ
وبعدما انقرضتْ فينا رُؤَى الأَمَلِ
في حيرةٍ نحنُ يا ناجي وحيرتُنَا
أَنَّا اقترفنا سكوتا دائمَ الأَجَلِ
وحين نرثيكَ نرثي فيكَ أنفُسَنَا
وصرخةَ الحقِّ التي قُتِلتْ على عَجَلِ
كأنّها الشّمس رغم سطوعها انطفأتْ
من طعنةِ الغدرِ للإنسانِ والمُثُلِ
يا أيّها الرّجلُ الذي فّجرتَ في دمنا
نَبْضَ الكرامةِ رغم تكاثُرِ العِلَل
يا أيّها الرّجل الذي حَمَّلتنا غَضَباً
وَسِرتَ فينا بلا خوفٍ ولا وَجَلِ
بالرغمِ منكَ صغيرا في مخاصمةٍ
لأنتَ أكبرُ فيما كنتَ من جَبَلِ
لأنتَ أنتَ الذي أدميتَ أنْفَهُمُ
ووقفتَ تصغي وترقبُ طلعة الأَمَلِ
يا شاهِدَ العصرِ من ذُبِحُوا ومن قُتِلُوا
سيبعثونَ بأحفادٍ وفي نُصُلِ
على يقينٍ أنا من جرحِ أُمَّتنا
إن ينزف الدَّمَ لا يعيى من الحِيلِ
وزير الثقافة الأسبق الدكتور صلاح جرار كتب قصيدة إلى أبطال غزة، قال فيها:
قناديلُ في جُنْحِ الليالي أضاءها رجالٌ أحبّوا أرضَها وفضاءها/ أقاموا على حرْبِ العدوّ وحِزْبِه بأسيافِ صبْرٍ ما أشدَّ مضاءها/ وكم حُلُمٍ باعوا الحياة لأجلِهِ وكم حاجةٍ في النفسِ ودّوا قضاءها/ لئنْ خيّبتْ أرضُ العروبةِ ظنَّهم فقد عشِقُوها شِيحَها وغَضاءها/ أقاموا صلاةَ النصْرِ فوقَ تُرابِها ويا ما تباروْا يبتغُون رِضاءها.
الشاعر غازي الذيبة مقطعا لدم شهداء غزة يقول فيه:
فوق مجازرهم / فوق مجازرهم في «الفاعورة»/ فوق «المعبر» في قلب رفح/ فوق النار على الأسوار/ فوق رصيف الازهار/ ننقش عند القمر الناشف يا غزة هاشم/ اسم الحرية بالدم/ ونلونه بالاقلام المكسورة في الكلمات.
الشاعر الأردني وبكل ما لديه من روح تحن إلى عائقتها فلسطين فهي الأرض الواحدة والشعب الواحد، يظهر القلم فرحا بالانتصار للمقاومين ونصرة لأهل غزة، فنحن في أشد الأوقات التي يحتاجها الطفل والشيخ الشباب والنساء إلى كلمة حماسية تحرك ما لديهم من شجاعة وصمود وصبر في مهاجمة العدو والتحمل على ظلمه وظلامه.
صفحات الفيسبوك معبأة وبشكل مستمر منذ بدء العدوان الإرهابي على غزة، بصنوف الأدب الذي ذهب بالناس إلى عمق فلسطين قبيل أيام العيد المبارك الذي يأتي على عشاق القلم، بمأساة سوداوية الملامح قد تعطي مساحات واسعة لإطلاق ما لديهم من آهات على شكل قصائد وأمسيات غاضبة بالشعر والأدب.