بقلم :
تواجهنا في حياتنا الكثير من خيبات الأمل ، من أشخاص ومواقف وظروف وأحلام كنا نظن فيهم خيراً ، ونتأمل من جانبهم المودة والوفاق ، أو مواقف كنا نظن أنها ستجلب لنا خيراً أو تقربنا من أشخاص نهتم لأمرهم ، أو أحلام نرى أنفسنا فيها ، ولكن .. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن !!
لا يزال الزمن يفاجئنا بصدماته ، ويحمّل قلوبنا ما لا تحتمل ، فنشعر أن من أوليناهم مودتنا غير آبهين بكلماتهم وتجريحهم ، ويعللون لأنفسهم أخطاءهم تجاهنا بأوهن الأسباب ويربطونها بظنون لم تزد عن كونها ظنوناً ليبرروا لأنفسهم أذية من أضمر لهم خالص المودة !!
إلى كل من خاب ظنه بأحد أو بموقف ما أو طرف معين .. أقول لنصبّر النفس ونعودها ألا تعلّق أملاً كبيراً على أحد أو شيء ، فالقلوب تتقلب ونفوسنا سهلة الكسر ، كما هي قلوبنا .. إذا اقتربت من إنسان ، لا تفترض أنك تتعامل مع ملاك ، وإن كنت لا تتعامل مع شيطان أيضاً .. تذكـر أن في كل منا ملاكاً وشيطاناً ، يغلب أحدهما على سلوكنا وتصرفاتنا في لحظة من اللحظات ، فحاول ألا تميل كل الميل حتى لا يكون عذابك وألمك أكبر إذا أخطأت حكمك على هذا الإنسان ، فيكون بعدك عنه بلا جراح ولا أحزان ، وبقليل من الذكريات التي يتكفل الزمن بمحوها !!
وكنصيحة عامة ، درب نفسك على الصبر والصمت ، فكلما أكثرت الكلام زادت الجراح ، واعتبر صدرك أوسع لسرك ، ولا تظهر مشاعرك لأحد بسرعة لأنك لا تعرف شخصية من تظهرها له ، فبعضهم يسخرون من المشاعر الإنسانية ويتسلون بالآخرين ، وكثير من الناس يسهل عليهم الكلام المنمق والمعسول ، ثم يسهل عليهم أيضا أن يذبحوك أو يجرحوك بنفس اللسان الذي مدحوك وقربوك به سابقاً .. ولستُ أقول لمن تعرض لمثل هذه الخيبات - وأعرف أنهم كُثُر - إلا أن عليكم أن تتعلموا معنى النسيان ، فالله تعالى خلق الإنسان والنسيان رديفان ، وسهّل لنا مداواة جراحنا بالنسيان ، والأهم هو أنه في لحظة خيبة أملك ، لا تحاول أن تبحث عن مصدر الخطأ ، ولا تعتبر نفسك سبباً فيه ، فواضح أنه لو كنتَ مهماً للطرف الآخر لما سبب لك هذه الخيبة !! أتمنى ألا يخيب أمل أحد ، فهو جرح قد يكون غائراً في الصدر ، وأرجو الله تعالى أن ينعم على كل من خاب أمله بنعمة النسيان ويعوضه خيراً مما كان !!
nasamat_n@yahoo.com