حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,21 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 34595

بالصور : "التهدئة الإنسانية" تكشف "فاجعة"حي الشجاعية في غزة

بالصور : "التهدئة الإنسانية" تكشف "فاجعة"حي الشجاعية في غزة

بالصور : "التهدئة الإنسانية" تكشف "فاجعة"حي الشجاعية في غزة

27-07-2014 03:36 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - كشفت الساعات الأولى من نهار السبت، الذي دخلت فيه الهدنة الإنسانية المؤقتة حيز التنفيذ في قطاع غزة، عن حجم الدمار الذي لحق بحي الشجاعية الواقع شرق القطاع، والذي تعرض لمجازر متكررة طيلة أيام من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

زلزال مر من هنا

 

وأظهرت المشاهد الأولى للحي كما لو أن زلزالاً مدمراً أصاب الحي وحوّله إلى أكوام من الركام، لاسيما في المناطق الشرقية منه والتي ظلت منذ بدء العدوان عرضة للقصف بشكل يومي، وبلا هوادة.

"إنّها جثة"..، يصرخ أحدهم بطواقم الإسعاف والدفاع المدني، التي دخلت إلى الحي، فور سريان التهدئة الإنسانية، لانتشال الجثث من تحت أنقاض بيوتٍ مر على قصفها أسبوع. يُسارع طبيب لانتشالها، وهو يصرخ من هول ما يرى "إنهّا متحللة"، يبكي ثلاثة شباب حوله، قالوا إن الجثة تعود لعمهم.

على غير بعيد منهم، يقول أحد رجال الدفاع المدني، للصحفيين بغضب ومرارة، وقد اختنق من الغبار المتناثر:"لو أنّ مخرجا عالميّا، أراد أن يصنع فيلما يُبكي ملايين العيون، فإنّه لن يجد لقطات ومشاهد حيّة تنطق بكل الألم، كما هو الحال هنا في حي الشجاعية".

 

تهدئة إنسانية

 

وبالفعل فقد بدا حي الشجاعية صباح السبت، مع بدء سريان التعليق المؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة، بين الفصائل الفلسطينية، والجيش الإسرائيلي لمدة 12 ساعة، بناءً على طلب أممي، وكأنّه عبارة عن شريط سينمائي يكشف تفاصيل ما خلّفه القصف الإسرائيلي العشوائي الحي، والذي تسبب باستشهاد أكثر من 77 مواطنا، وإصابة 300 آخرين، وفق مصادر طبية.

وبدأت طواقم الدفاع المدني والإسعاف في قطاع غزة في انتشال جثث الشهداء في المناطق الحدودية التي تحاصرها القوات الإسرائيلية، فور أن دخلت "التهدئة الإنسانية" بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والجيش الإسرائيلي حيز التنفيذ، الساعة الثامنة (5:00 تغ) من صباح السبت، بعد موافقة الطرفين عليها لمدة 12 ساعة.

وفي المكان سقطت أعمدة الكهرباء أرضا، وأسلاك الهواتف تقطعت، فيما تفجرت خطوط المياه، وفي كل شارع كانت الحفر الواسعة تتصدر مشاهد الدمار.

وكان متحدث عسكري إسرائيلي أعلن أن الجيش الإسرائيلي ألقى على حي الشجاعية، الأحد الماضي، 120 قنبلة بوزن طن لكل منها على بيوت وشوارع الحي.

 

المشهد أكثر دمويّة

 

"المشهد أكثر دمويّة" مما نتخيل، يصرخ أحد الصحفيين، ويرد آخر:" لن تكفي أيام لكي نوثق هّول الدمار والركام، في الحي، المأساة أكبر من يتم اختصارها بكاميرا، أو قلم".

ولا يمكن لأي طواقم أن تفلح بشق ولو أمتار قليلة في الحي، كما يقول "رامي أبو شنب" "48 عاما"، والذي جاء برفقة الدفاع المدني باحثا عن حياة تركها بأكملها عندما هرب من القذائف المميتة.

 

شواهد حية

 

ويقول أبو شنب وهو يقف بالقرب من بيوتٍ بدا وكأن إعصارا أو زلزالا ضربّها بقوة وعنف، إنّ بيته المكون من أربعة طوابق تحول إلى ما هو أشبه بقطعة البسكويت وهي تذوب في كأس الشاي
 

وتابع وهو يُمسك بحذاء أحمر اللون لطفله:" هذا ما استطعت أن أعثر عليه، لا شيء هنا سوى رائحة الموت، هذه البيوت التي كان من المفترض أن تخرج اليوم من نوافذها رائحة كعك العيد، تفوح منها روائح الدم، والموت".

وكشفت التهدئة الإنسانية، عن بشاعة القصف العشوائي الإسرائيلي، على حي الشجاعية، الذي تحول إلى منطقة منكوبة لا يمكن الكشف عن تفاصيل دمارها في ساعات.

وتسقط في الحي، عشرات الأشجار التي احترقت بفعل القذائف، وفي كل خطوة لطواقم الإسعاف ورجال الدفاع المدني، كان الخراب في طريقهم.

وتبدو صور المارين بين طرقات الحي، وكأنها عبارة عن أقزام تمشي وسط أكوام عملاقة، بين الدمار، وجبال تراصت تروي حكاية مسحٍ كامل للبيوت والشوارع.

وتسبب قصف عشرات الآليات والدبابات العسكرية الإسرائيلية التي توغلت شرقي مدينة غزة، الأحد، الماضي، بتغيير ملامح الحي، وتشويه خارطته.ويصرخ مسن، وهو يتفقد ما كان بيتا له،:" إنه تسونامي، إعصار، هول الفاجعة كبير، لا ندري من أين نبدأ في معاينة الدمار، الحي كله دمار".

وخرجت إلى العالم الأسبوع الماضي، صورا صادمة، وقاسية لأجساد نساء وأطفال، ماتوا في الشوارع هربا من القذائف، ومنهم من سكتت أنفاسه وهو يحرك يده في آخر حوار له مع عائلته.

 

مجزرة

 

ووصف أهالي الحي ما يجري بـ"المجزرة" و"المحرقة"، لا بل إنّ كل المفردات لا تكفي لوصف هول ما عاشته، ولا تزال الشجاعية كما يقول أحد المسعفين لوكالة الأناضول، وهي يبحث عن جثث لقتلى أو مفقودين بين الأنقاض.

ويتابع:" إنها منطقة منكوبة، الموت ينتشر في كل ركن وزاوية، ما نحن أمامه عبارة عن حرب إبادة".

ويشن الجيش الإسرائيلي، منذ السابع من الشهر الجاري، حربًا ضد القطاع، أطلق عليها اسم "الجرف الصامد"، وتسببت الحرب منذ بدئها وحتى الساعة 9 تغ السبت في استشهاد أكثر من 1000 فلسطينياً، وإصابة نحو 6000 آخرين بجراح، بحسب مصادر طبية فلسطينية.

وتسببت الغارات الإسرائيلية المكثفة والعنيفة على مختلف أنحاء قطاع غزة، إلى جانب الشهداء والجرحى، بتدمير 1825 وحدة سكنية، وتضرر 22145 وحدة سكنية أخرى بشكل جزئي، منها 1560 وحدة سكنية "غير صالحة للسكن"، وفق معلومات أولية صادرة عن وزارة الأشغال العامة الفلسطينية.

في المقابل، قتل 42 جندياً وضابطًا، و3 مدنيين، وأصيب أكثر من 463 أغلبهم من المدنيين، معظمهم أصيبوا بحالات "هلع"، حسب الرواية الإسرائيلية، فيما تقول كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، إنها قتلت أكثر من 80 جندياً إسرائيلياً وأسرت آخر.

 

مشاهد دامية

 

وروى الشاب العشريني مشاهد دامية له ولعائلته قبل الخروج من الحي، وذكر أن قذائف المدفعية الإسرائيلية انهالت على رؤوسهم ولم تتوقف لساعات، حتى خلال هروب المئات من الأهالي ركضاً وسيراً على الأقدام.

وأضاف خالد فيما ينهمك رجال الدفاع المدني في البحث بين أنقاض منزله عن الجثث: "كنا نركض والقذائف تسقط خلفنا وأمامنا وفوقنا، رأيت العديد يسقطون شهداء وجرحى، ومن حاول التوقف لحملهم كان نصيبه الموت، شاهدت نساء وكباراً في السن وأطفالاً أنهكهم التعب فسقطوا أرضاً ولم يتمكنوا من إكمال المسير، وكان مصيرهم إما الموت قصفاً أو جوعاً".

أما نزار بكرون، فقال إنه ذهل من حجم الدمار الذي أصاب الحي، الذي كان يعج بالحياة ويقطنه عشرات الآلاف من السكان، مشيراً إلى أن أحياء صغيرة بأكملها دُمّرت تماماً فوق رؤوس ساكنيها، مثل "النزار" و"الشعف" والبلتاجي" و"المنصورة" و"المنطار"، وغيرها.

ووصف نزار ما جرى في الشجاعية بأنه حرب مدمرة بكل ما تعنيه الكلمة، مشيراً إلى أن جيش الإجتلال يريد مسح الحي بشكل كامل وتحويل الشجاعية إلى منطقة خالية تماماً من السكان والمنازل.

وبلهجة تحدٍ واضح تابع الشباب: "لكننا سنعود، سنعمّر الحي من جديد، لن نقبل بالأمر الواقع، وبمجرد انتهاء الحرب سيعود كل منا لبناء منزله مرة أخرى.. ليست هذه المرة الأولى التي تُهدم فيها منازلنا وتُدمّر أحيائنا، وفي كل مرة كنا نعود أكثر قوة".
































طباعة
  • المشاهدات: 34595

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم