-->

حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 13273

الخطاب السعودي .. ورسالة عمان

الخطاب السعودي .. ورسالة عمان

الخطاب السعودي  ..  ورسالة عمان

21-07-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

ما يثلج الصدر ان ما تحدث به خادم الحرمين في مدريد حول حوار الاديان وتفهم الاخر وقبوله انه ينسجم تماماً مع نص وروح رسالة عمان.. نعم رسالة عمان تحتاج منا وعلى كافة الاصعدة الاهتمام الذي يليق بها وعلينا ان نتفهمها جيداً وندرسها ونغرسها في عقلية الابناء والبنات والاجيال من بعدنا ثم علينا ان نحملها ونوصلها للعالم باسره فهي الصورة الطيبة الناصعة عن الاسلام وعن الاردن و التي ارادها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين اطال الله في عمره وادام عليه الصحة والعافية ووفقه لخدمة قضايا الامتين العربية والاسلامية وخدمة الوطن الحبيبب وهيء له البطانة الصالحة حكومة ومستشارين ولابد هنا ان اكرر قراءة تعريفيه بهذه الرسالة سبق وان حاضرت فيها اكثر مرة وكتبت من خلال منبر الراي الغراء وصحيفة المحور عدة مرات فاسمحوا لي في البداية ودون مصلحة شخصية او رياء وتملق لا سمح الله نعم الا المصلحة الوطنية والغيرة على الاردن الحبيب وقيادته الهاشمية الحكمية وحبي لها وواجبي نحو ديني الاسلام الحنيف ، وهي كلمة حق يجب ان يذكرها كل من يعرفها ان جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم حفظه الله يستحق ان نرفع به رؤوسنا عاليا ونعتز به ونفخر .. جلالته هو القائد العربي المسلم الذي في كل المحافل والمؤتمرات والزيارات يدافع عن الدين الاسلامي ويوضح للاخرين صورته الناصعة وكذلك هو الذي لاتفوته مناسبه الا وينوه ويذكر بهموم الشعب الفلسطيني وجور الاحتلال ويدعو الى السلام العادل الشامل في المنطقة فالقضية الفلسطينية هي محور الصراع في المنطقة وهي هم عربي اسلامي اردني ... فهو الذي امر ووجه بان تصاغ رسالة عمان وان تكتب وتوزع لتصل العالم باسره تحمل في طياتها اهم المفاصل والنقاط والمبادىء التي يستضاء بها وتنير قلوب من يبحث عن الهداية والحقيقة وتوضح لمن لايعرف عن الاسلام غير صورته البشعة التي رسمها بعض من يحاول الاساءة اليه ويلبس ثوبه وحتى ان العالم كله اخذ ينعته بالارهاب والتزمت .. عبدالله من سلالة رسول الله احق الناس في الدفاع عن جده العظيم لم يتوانى بل وضح ويحاول في كل لقاء ان يعطي الصورة الناصعة عن هذا القائد العظيم والرسول الكريم وان يبين للاخرين ان الاسلام دين صالح لكل مكان وزمان وهو منهاج حياة لايمكن ان يوصف بما حاول اعداءه او الجهلة من بني البشر تصويره حتى تم الصاق التهم اليه وتطاولوا حتى لحق رسولنا وحبيبنا ان يسب ويرسم ويهان وبهذا اهانة لنا جميعنا واساءة لكل من ينتسب لهذا الدين السمح ... اما الرساله في نصها معاني سامية ونبيلة للاسلام وتعطي انطباعا جميلا عن الاردن بقيادته وشعبه ولكن علينا ان نركز عليها اكثر اعلاميا و ان نساهم في حمل هذه الرساله وساحاول الحديث باختصار عن اهم ما جاء فيها. .فالرسالة مستوحاة من نهج القران الكريم والحديث الشريف وقد صدرت من عمان العاصمة الاردنية في شهر رمضان المبارك لعام 1425هجري الموافق لشهر تشرين الثاني 2004ميلادي وهو شهر الخير والبركة , وهو الشهر الذي انزل فيه القران الكريم هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ويقصد بهذه الرسالة ان تصارح فيها عمان الامة في الوقت الذي نحن فيه كأمة اسلامية والعالم كله يتطلع الينا بنظرات الخوف والصاق التهم الينا بالتعنت والارهاب.. وتدرك عمان ان الامة تتعرض لتحديات تهدد الهوية وتفرق الكلمة وتشوه صورة الدين وتنال من المقدسات , فالاسلام ليس هكذا وهو رسالة سمحة لكنها تتعرض لهجمة شرسة ممن يحاولون تصويرها عدوا لهم بالتشويه والافتراء وكذلك من بعض الذين يدعون الانتساب للاسلام ويقومون بالافعال الغير مسؤولة باسم الاسلام فهذه الرسالة الاسلامية الناصعة اوحى بها البارىء لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومن بعده الخلفاء وايضا ال البيت الغر الميامين , وهي عنوان الاخوة الانسانية والدين الذي يستوعب النشاط الانساني باكمله والاسلام الذي يامر بعمل المعروف وينهى عن اعمال المنكر لايمكن ان يكون دين تعنت وتزمت وارهاب فهو دين يكرم الانسان ويقبل الاخر ويدعوه بالموعظة الحسنة ويجير المظلوم وهو دين الوسطية والاعتدال .. فالمملكة الاردنية الهاشمية تبنت نهجا يحرص على ابراز الصورة المشرقة للاسلام ولوقف التجني عليه ومحاولة رد الهجوم على منتسبيه وذلك بحكم المسؤولية التاريخية والروحية الموروثة التي تحملها القيادة الهاشمية بشرعية موصولة بصاحب الرسالة سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام , وهذا النهج تمثل بجهود حثيثة منذ انطلاق الثورة العربية الكبرى بقيادة شريف مكة الحسين بن علي طيب الله ثراه وحملها ابناءه من بعده و التي جاءت من اجل الحرية والمساواة والديمقراطية والوحدة ورثها المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله باني نهضة الاردن الحديث ويواصلها وبجهود حثيثة وبعزم وتصميم جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه لخدمة الاسلام والبشرية جمعاء ولتاكيد دور الهاشمييبن في بناء الحضارة الانسانية والمساهمة في تقدمها .. ... فاقول ان رسالة عمان توضح وتؤكد ان الاسلام يقوم على مبادىء اساسها توحيد الله والايمان برسالة نبيه, والارتباط بالخالق ياتي من خلال الصلاة ويتم تربية النفس وتهذيبها بصوم رمضان اما التكافل فياتي عن طريق الزكاة وان توحيد الامة يعبر عنه مؤتمر الحج لبيت الله الحرام , والاسلام بقواعده المنظمة للسلوك الانساني بكل الابعاد صنع امة قوية متماسكة وحضارة عظيمة , فالاسلام بشر بمباديء وقيم انسانية تحقق الخير للانسانية وقوام ذلك وحدة الجنس البشري وان الناس متساوون في الحقوق والواجبات وكذلك بالسلام والعدل وتحقيق الامن الشامل والتكافل الاجتماعي وحسن الجيرة والمحافظة على الاموال والممتلكات والوفاء بالعهود وغيرها , وهذه المباديء قواسم مشتركة بين اتباع الديانات وفئات البشر فالاصل للديانات الالهية واحد والمسلم يؤمن بكل الديانات السماوية وبجميع الرسل ولايفرق بين احد منهم , وهذا يؤسس قاعدة واسعة للالتقاء بالديانات الاخرى على اصعدة مشتركة لخدمة البشرية دون المساس بالتميز العقائدي والاستقلال الفكري . والاسلام كرم الانسان دون النظر للون او الجنس واكد ان منهج الدعوة الى الله يقوم على الرفق واللين وبرفض العنف وحث الاسلام على التسامح والعفو وهما يعبران عن سمو النفس , والاسلام قرر مبدا العدالة في معاملة الاخرين وصيانة حقوقهم وعدم بخس اشياء الناس , ويوجب الاسلام احترام المواثيق والعهود والالتزام بها وحرم الغدر والخيانة, واعطى الدين الاسلامي الحياة منزلتها فلا قتال لغير المقاتلين ولا اعتداء على المدنيين المسالمين ولا على ممتلكاتهم ولا على الاطفال والشيوخ والنساء فحياة الانسان اساس عمران الارض وخلافتها فالاعتداء على حق الحياة والايذاء والتهديد اثم كبير.... فرسالة عمان تبين ان الاسلام الدين الحنيف الذي قام على التوازن والاعتدال والوسطية والتيسير, والاسلام قد اسس للعلم والتدبر والتفكيرمما مكن من ايجاد الحضارة الاسلامية الراسخة وحلقة وصل مهمة الى الغرب من خلال ابواب العلم الحديث فهي حضارة انسانية شاملة وهذا الدين ما كان يوما الا ضد النزاعات والغلو والتطرف والتزمت والتشدد.. وليس من طباع المسلم الاندفاع خارج ضوابط البشريه دينا وفكرا وخلقا والمسلم معروف بالتسامح وانشراح الصدر وتؤكد الرسالة على ان الاسلام دين اخلاقي الغايات والوسائل ويسعى لخير الناس وسعادتهم في الدنيا والاخرة فالغاية لاتبرر الوسيلة في ديننا, فالعلاقة بين المسلمين وغيرهم هي السلم فلا قتال حيث لا عدوان وانما المودة والعدل والاحسان, ورسالة عمان كما هو الاسلام تستـنكر الارهاب الذي يراد به الممارسات الخاطئة ايا كان مصدرها وشكلها والتي تتمثل في الاعتداء على المدنيين المسالمين والجرحى والاسرى واستخدام الوسائل غير الاخلاقية من تهديم للبنيان واستباحة للمتلكات , وتشجب الرسالة كما هوحال الاسلام الحقيقي هذه الممارسات وترى ان وسائل مقاومة الظلم واقرار العدل تكون بوسائل مشروعة , وتدعو رسالة عمان الامة للاخذ باسباب المنعة والقوة لبناء الذات والمحافظة على الحقوق , وتنبه الرسالة الى ان التطرف وعبر التاريخ تسبب في تدمير البناء الشامخ وان شجرة الحضارة تذوي عندما يتمكن الحقد وتنغلق الصدور فالتطرف اذا وبكل اشكاله غريب عن الاسلام دين الاعتدال والتسامح وانه لايمكن ان يكون المؤمن الذي انار قلبه الله وهداه متطرفا ومغاليا , وتستهجن رسالة عمان حملة التشويه العاتيه التي تصور الاسلام على انه دين يشجع العنف ويؤسس للارهاب ,وتدعو الرسالة المجتمع الدولي الى العمل بجديه على تطبيق القانون الدولي واحترام المواثيق والقرارات الدولية الصادرة عن الامم المتحدة والزام كافة الاطراف القبول بها ووضعها موضع التنفيذ طبعا دون ازدواجية في المعايير وذلك لضمان عودة الحقوق لاصحابها وانهاء الظلم لان ذلك من شانه ان يكون له سهم وافر في القضاء على اسباب العنف والغلو والتطرف .. نعم ان هدي الاسلام العظيم والذي نتشرف بالانتساب اليه يدعو الى الانخراط والمشاركة في المجتمع الانساني المعاصر والاسهام في رقيه وتقدمه وعلينا التعاون مع كل قوى الخير والتعقل ومحبي العدل عن الشعوب كافة لكي وبامانة نبرز حقيقتنا وديننا ونعبر بصدق عن سلامة ايماننا وعقيدتنا المبنية على دعوة الحق عز وجل للتالف والتقوى ..وتقع الامال على علماء الامة ان ينيروا بحقيقة الاسلام وقيمه العظيمة عقول الاجيال امل المستقبل ولتجنيبهم مخاطر الانزلاق في دروب الجهالة والفساد بل ان تنار عقولهم بالسماحة والوسطية والاعتدال والابتعاد عن التزمت والتطرف والتشنج .وهنا اود ان اشير الى ان صحيفة الراي الغراء هي اول من بادرت بطباعة نص الرسالة وعلى نفقتها كما هي صادرة عن الديوان الملكي العامر ووزعتها مجانا على مختلف المؤسسات والمشتركين بالصحيفة وتبعتها فورا جامعة الزيتونة الاردنية الخاصة التي قامت بطباعتها باللغتين العربية والانجليزية ولاكثر من مرة واعتمدتها من المنشورات والكتيبات التعريفية التي تسلم لزوار الجامعة من خارج الاردن الحبيب وداخله فهذه مؤسسات فعلا ساهمت في تحمل مسؤولياتها تجاه الوطن فهي تستحق كل التقدير والشكر وهي دعوة الى باقي المؤسسات الاخرى ليكون لها دورها في هذا الموضوع ، متمنيا لجميع مقدرات الوطن مزيدا من العطاء والتقدم والازدهار لاعلاءالبنيان والمحافظة على ما توصلنا اليه من سمعة طيبة واصبحنا محط احترام واهتمام العالم كله وذلك بعون الله ومن ثم بفضل قيادتنا الهاشمية التي حبانا بها الله التي تتميز بدبلوماسيتها وسياستها المبنية على التوازن والحكمة والمرونة والموضوعية .. والله ولي التوفيق. dr.faleh@alzaytoonah.edu.jo  








طباعة
  • المشاهدات: 13273
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
21-07-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم