29-07-2014 11:01 AM
سرايا - سرايا - قال نقاد إن رواية عمار علي حسن "السلفي" التي صدرت مؤخرا عن "مكتبة الدار العربية للكتاب" اختارت بناء خاصا في شكلها فيما انطوى مضمونها على معان تضاهي بين الاعتدال والتطرف، وقد صيغت بلغة شاعرية وعبر شحنات عاطفية متدفقة وحوار ثري وحكاية جذابة تطير فوق جناحين أحدهما عليه الكره والتزمت والجهل، والآخر عليه الحب والتصوف والمعرفة، وبالتالي فهي تمثل عتبات سردية في مواجهة الإرهاب بالفن.
وفي دراسة بعنوان "تسعة ملامح في رواية السلفي" يرى د. كريم عهدي، وهو كاتب وناقد مصري يقيم في الخليج، وفق ما أوردت صحيفة "اليوم السابع"، أن الرواية تمضي عبر إحدى وعشرين عتبة، تشمل إحدى وعشرين شخصية تتنفس في فضاء الذاكرة والذكرى، تولد وتنمو وتحب وتكره وتتسامى وتتهاوى وتضل وترشد وتسلك طرقاً شتى وتلاقي موتها في أركان المعمورة.. لتكتمل الحكاية، ولتكتمل اللعبة.. لعبة بدأها الراوي نفسه حين تلقي نبوءة مبكرة حول عتبات غامضة.. فصنع جدوله الأبدي من خانتين فقط.. عتبة مغلفة بالرموز والأسرار.. وقبالتها اسم لإنسان وسيرة تضيء جزءاً من عتمة المشهد".
ومضى كريم "إحدى وعشرون عتبة، يمكن لنا أن نراها عبر العمل الروائى عتبات أفقية تلتف حول ذاتها، لتعود من حيث بدأت، متوسلة بغواية الدائرة، ففى المكان الذى تبدأ منه الحكاية إبحارها ترسو، ربما لتُبحر من جديد، في تواصل لا نهائي، وهي في حقيقتها كل متحد، يسعى بعضها إلى بعض في وجد، إلى أن تلتئم أوصالها، في لحظة للتجلي والاكتمال".
من جانبه قال د. عايدي علي جمعة الأستاذ المساعد للأدب العربي في دراسة بعنوان "النص والسياق الاجتماعي في رواية السلفي" إن الرواية تنطوي على منازلة بين التنوير والظلام، وبين الكلام الذي يعبر عن فعل إيجابي والصمت الذي يبين العجز وقلة الحيلة، وهذا يتم وسط حكاية أثيرة وبلغة رائقة عذبة، محملة بثمار ناضجة".
ويكمل "لايخفى ما تستدعيه كلمة العتبة من قداسة، حيث تستدعي هذه الكلمة عتبات البيت والمقام، مما يلمح بطرف خفى إلى قداسة الإنسان، وأنه لايستحق أبدا القتل من أخيه الإنسان بسبب اختلاف وجهات النظر، وهذه النقطة بالذات هي الجوهر الصلب في هذه الرواية، والحجة الدامغة لأفكار المتشددين الذين يمارسون القتل بلارحمة".
ويصف الناشر الرواية بأنها "غير تقليدية" ويقول:"بطلها غائب حاضر، وراويها حاضر غائب، نسير فيها من عتبة إلى أخرى عبر أزمنة لا تكتسب أهميتها من ذاتها إنما من الأماكن التى يطوف بها الراوي، حاملا على كتفيه، نبوءة قديمة، ومتحدثا إلى ابنه السلفي، الذى اختطف روحه الجهاديون، ليحارب معهم فى بلاد غريبة، ويحاول الأب المكلوم استعادته من صحارى الدم والهلاك".
يشار إلى أن "السلفي" هي الرواية السادسة لعمار على حسن بعد "شجرة العابد" و"سقوط الصمت" و"حكاية شمردل" و"جدران المدى" و"زهر الخريف"، علاوة على ثلاث مجموعات قصصية هي "عرب العطيات" و"التي هي أحزن" و"أحلام منسية".