حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 24439

سكوتنا الطويل .. إلى متى ؟ ماذا ننتظر ؟

سكوتنا الطويل .. إلى متى ؟ ماذا ننتظر ؟

سكوتنا الطويل  ..  إلى متى ؟ ماذا ننتظر ؟

30-07-2014 10:25 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فيصل تايه

مهما استمرت مكائد ومراوغات المتربصين بهذه الأمة , من خلال بث سموم أفكارهم ومعتقداتهم المذهبية الضحلة بدعواتهم الخبيثة لإحكام الطوق على فكرنا التحرري المتحضر , إلا أنهم في النهاية سيصطدمون بالطريق المسدود , الذي يشكل درعا منيعاً مقاوم يكسر حاجز الصمت ويعلن عن هويته الحقيقية ..

إن امتنا العربية وما طالها من فرقة وأثقال وتغولات من القريب والبعيد , أفضت إلى عدم توجه صحيح للتحرر والحياة والتطور بدلاً من الاستطراد في الحالة الآسنة من التخلف والرجعية ، تلك الحالة التي ترعرع في بيئتها الفكر العدائي المضاد ، إلا أن الوعي العروبي الأصيل والفكر التقدمي المتحرر , سيظل هو القيمة الوطنية الأعلى التي تستطيع على الرغم من كل المحن أن تستقر كيقين خالد في وجدان وضمير الشرفاء من أبناء امتنا , رغم اقتران اللوبي الصهيوني الامبريالي العدائي لامتنا الماجدة بالأدوات القهرية البغيضة , من خلال ارتباطها بالعقليات المذهبية الطائفية , المتصلة بصراعات عقائدية رثة , واستدعائها عبر دسائسها المعروفة وذلك بحشد التأزيم وخلق التوترات بين أبناء الوطن الواحد , باستحواذ الفكر الانهزامي التخبطي , وبسط النفوذ السلطوي العميل , وتغلغل الفكر الديني المذهبي الطائفي , الذي يستحقر كل من ليس في فلكه النفسي والروحي .. واستغلال حالة التشرذم والفرقة والهزل المستفحل والمرض المستعصي في الجسم العربي , وزرع العمالات الرخيصة من الذين نصبوا أنفسهم قادة للمجتمعات.. وانخدعوا طمعاً بمجد واهن , وما زالوا يتربصون باي حراك وطني تحرري يسعى إلى إنقاذ الأمة من براثن الأعداء وأتباعهم من الخونة والعملاء ..

والمصيبة أن الكثيرين من أبناء جلدتنا هائمون في عصبياتهم وحقدهم .. ومواجهاتهم التكفيرية وعنصريتهم البغيضة باسم الدين .. في حين ينقسم المشايخ ورجال الدين وعلمائه على بعضهم .. ليزيد التحريض على العنف لتصبح الحياة فوضى وتخريب وتدمير للقضاء على كل مقومات الحياة العصرية .. وها هم اليوم ينقسمون على أنفسهم بمنطق عدائي يزيد التوتر وانقسام الأمة .. فما بين استلاب لقيمنا الروحية وما يملكون من أفكار مذهبية .. وبين تخمة بائسة ترتدّ على أعقابهم .. وهم بين هذا وذاك ضيعوا امة بأكملها .. فأصبحنا سلعًا متاحة بأسواق البلادة والخزي والفواجع .. فماذا ننتظر.. فقد تعودنا على خذلان المبصرين والعميان .. وان نادت ضمائرهم , فلن تجد لها سبيلا إلا بقايا من رجولة معدومة ومفقودة .. وللأسف منهم العربي نسباً والعربي ولاء .. فمن يملك قطرة من الدم العربي يفاخر بها وتظهر جلية في حضرة غزة الصامدة .. ألا يستدعي من قطرات دمهم العربي وقفة .. ولكنكم ويا للعار اشباه من الرجال ممن يحملون صفات العرب الماجدة..

لكن وللأسف أن مصيبتنا كعرب نُجيد الشكوى ولا نعمل على تجاوز دوائر إحباطنا.. أو نخرج على الأقل بدروسٍ حصيفة من إخفاقاتنا ونستفيد من عِبَر الماضي وقسوته ونوره على السواء.. فكلما بحثنا عن أصل البلاء وجدناه منا وبسببنا برغم كل التبريرات والأقاويل التي ترمي بكوارثنا على غيرنا من البشر خارج أية منظومة .. لكن بكاءنا على ما اقترفت أيادينا لا يُجدي.. والتوقف على الأطلال باعتبارها محطة خنوع وشجن هو تثبيط للهمم وزرع أساسيّ للانهيار المستمرّ.. وسنبقى في بأسٍ شديد وكوارث لا تُحصى.. وشتات أليم.. وأحقاد قميئة لا علاقة لها بالدين ولا بمستقبله ولا بالحفاظ على الهوية الإنسانية التي يجب أن تكون هي المحك الأول ثم تتبعها الخلافات الدنيئة بحجم الدسائس.

يقتلنا هذا التخاذل المشين .. وهذه الخيبة المنكسرة .. ونحن منقسمون بين مؤيد ومعارض لهذه النسبة من الرجولة في حضرة الموت الجماعي .. هذا ما أسبتته أنصاف الرجال .. بل هم أشباه من الرجال أمام صور التخاذل المشين في حضرة الغدر والطغيان .. فاغلبهم وكأنهم غرباء لا تهزهم مظاهر الاستشهاد .. وهناك من يدفع ثمن عروشهم وبذخهم وهي الخندق الأخير لهذه الأمة المغلوبة على أمرها, وهم منهمكون في الشجب والاستنكار الذي لا ينجب خيلاً ..

شرفاء الأمة اليوم يتمسكون بعروبتهم وإيمانهم .. وليسوا ممن يتظاهرون باللباس والعمائم الزائفة , وبإقامة الفرائض الدينية , والمزيد من الهدر للكرامة العربية ومزيداً من القهر الذي يجلب مزيداً من الهزائم والتخاذل والهوان . هم وحدهم اليوم يتحملون فوق ما نتحمله جميعاُ من المواقف والصمت العربي المريب .. وأخيرا فقد طال سكوتنا.. فماذا ننتظر ؟ والعاقبة على المتقين الصامدين والمكافحين والشهداء ؟
والله ولي الصابرين








طباعة
  • المشاهدات: 24439
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم