حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 23645

غزة .. ومتنفسها الوحيد (الأردن ) علاقة أزلية شرعية و تاريخية

غزة .. ومتنفسها الوحيد (الأردن ) علاقة أزلية شرعية و تاريخية

غزة  ..  ومتنفسها الوحيد (الأردن ) علاقة أزلية شرعية و تاريخية

02-08-2014 10:10 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : حسن فهد ابوزيد

قد لا يعلم البعض مدى العلاقة التي تربط فلسطين بالأردن ...هناك توأمة بين طرفي النهر أوجدها القدر على ضفاف النهر الخالد فالعلاقة قديمة قدم التاريخ ... وتدفقت الدماء في ضفتي النهر من شريان واحد يصب في جسم نشأ وترعرع في ارض مباركة وطاهرة ومقدسة وعلى ارض أطلق عليها ارض الحشد والرباط وباركها الله كما جاء في محكم التنزيل ...... (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) من هنا الأردن هو من أقرب البقاع للأقصى وللمقدسات في فلسطين كما جاء في الحديث الشريف وبعد حادثة الإسراء والمعراج بعد عودة الرسول عليه السلام كان يحدث نفسه ويقول لأصحابه : (طوبى لهم ... طوبى لهم ...طوبى لهم .. فقال له أصحابه من هم يا رسول لله فقال : المرابطون بأكناف بيت المقدس ) وها هم جند الجيش العربي الأردني ممن يرابطون بأكناف بيت المقدس وفي الثغور الأمامية وعلى تماس مع العدو يحرسون الحدود يدهم على الزناد عيونهم صوب الأقصى إلي أن تحين ساعة اللقاء وفي الحديث الشريف (عينان لاتمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله )
ولا ننسى أن الأردن وفلسطين كانتا ساحة قتال رئيسية ضد العدوان البربري والهمجي التتري والصليبي والمغولي ضد الإسلام والمسلمين منذ قدم التاريخ إلي أن قامت ما يسمى بدولة إسرائيل على ارض العرب في فلسطين وبدعم قوى الشر والطغيان والأمريكان فكان الأردن من أوائل السباقين للدفاع عن هذا الحق ضد المغتصبين فشارك بمعارك 48 وفي القدس واللطرون وباب الواد ..والشيخ جراح في كل الحروب العربية اليهودية وقدم الشهداء تلو الشهداء وكان المضحي الأكبر ...كيف لا وهو يرابط على أطول حدود مواجهة مع هذا العدو الخطير خاض معارك الشرف والبطولة في حربي عام 67 و حرب الجولان رمضان عام 73 وبعد أن حقق أول نصر في تاريخ الصراع العربي اليهودي في معركة شكلت بارقة أمل بوجود قوة عربية في المنطقة تستطيع أن تتصدى لقوى الشر والغطرسة بإرادة منتسبيها من رجال الجيش العربي الباسل وهذا ما صنعه الرجال في معركة الكرامة الخالدة عام 68 ليتحقق النصر الأول للعرب لتستمر المواقف وعبر تاريخ الأردن العريق وفي عهد الهاشميين وبعض الأحرار العرب وكل الأردنيين يذودون عن فلسطين بالمهج والأرواح وما استشهاد الملك الشهيد المؤسس عبدالله ابن الحسين على عتبات الأقصى إلا خير دليل ً على مكانة القدس والمقدسات في نظر الهاشميين بدعم من الأحرار وفرسان الجيش العربي الباسل الذي خاض معارك الشرف والبطولة التي أسلفت بالحديث عنها .....

ويستمر الموقف الأردني لتعزيز هذه العلاقة المتينة عندما قرر بفك القرار الإداري والقانوني بين الضفتين بهدف إقامة الدولة الفلسطينية التي حلم الجميع في تحقيقها على المستوى العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص ... ليستمر الأردن بقيادته الهاشمية الفذة والشجاعة بدعم استقلال الدولة الفلسطينية بما يضمن تحقيق الحقوق الشرعية للفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ... وهذا تأتى من خلال عرض مشكلة الفلسطينيين في كل المنابر الدولية و بمطالبة ومساعدة الدول الكبرى في المنطقة والهيئات والمنظمات الدولية بتحقيق ذلك ... هذا غيض من فيض الموقف الأردني على المستوى السياسي والقومي .... أما الموقف الأخوي الإنساني فحدث ولا حرج .الأردن رغم إمكانياته لم يتواني ولو لحضه واحدة عن الوقوف إلي جانب الأشقاء في فلسطين غزة رام الله أريحا كل المناطق الفلسطينية من هنا جاء وبتوجيهات ملكية وبرغبة أردنية با إقامة المستشفيات الأردنية التي يديرها ويشرف عليها الجيش العربي الأردني فكان ومنذ سنوات مستشفى في غزة الصمود ومستشفى في رام الله وتزويد هذه المستشفيات بأكفأ أطباء القوات المسلحة ... ناهيك عن ذلك وخاصة بالأحداث الحالية يتم وبشكل يومي ومنتظم بتسيير قوافل الخير الطبية والغذائية لغزة للتخفيف من معاناة أهلنا وأشقاءنا حيث تم إرسال ما مجموعه ولغاية كتابة هذا المقال 165 قافلة والقافلة ليست شاحنة بل هي عدة شاحنات لا تقل الواحدة منها عن عشرة شاحنات ...إضافة إلي الدعم المادي والمعنوي والمتمثل بجمع التبرعات النقدية والعينية من كافة المواطنين الأردنيين والقيام بالمسيرات والمظاهرات التي عمت المملكة تعبيرا عن سخطهم عما يجري في غزة ناهيك عن استقبال الدعم والمساعدات العربية من خلال إقامة جسر جوي بالتنسيق مع الأردن لإيصال دعمهم للأشقاء في غزة ... الموقف الأردني كبير وكبير جداً وهذا غيض من فيض ....


ويطل علينا بين الفينة والأخرى جماعات له أجندات خاصة تشكك بالموقف الأردني الذي لم يألوا جهدا في تقديم ما من شأنه يخدم إخواننا في غزة وتهدف هذه الجماعات بانجراف الأردن إلي الهاوية لا قدر الله دون معرفة ما هي نتائج هذه المطالب والتي لن تصب بمصلحة لا الأردنيين ولا الفلسطينيين وقد تؤثر على موضوع الدعم الإنساني والطبي الذي هم بأحوج شيء له في هذه الظروف والتي قد تتأثر سلباً في حال طرد السفير الإسرائيلي على سبيل المثال لأنه من المتوقع أن تكون هناك عقبات كثيرة أن تحقق ذلك ... لكن هذا لا يعني أن لا يستدعى السفير الإسرائيلي وإعلامه باحتجاج وشجب واستنكار ما تقوم به إسرائيل اتجاه الشعب الأعزل في غزة ........ لا بل وتسليمه رسالة احتجاج قوية ومؤثرة وهذا ما نتوقعه أن تقوم به الحكومة في القريب العاجل ..... مما سبق نستنتج أن الأردن وحسب إمكانياته وطبيعة ظروفه لم يقّصر ولن يقصّر في الوقوف إلي جانب الشعب الفلسطيني بشكل عام وأهلنا في غزة بشكل خاص ... وسيبقى الأردن خط الدفاع الأول عن الأمة العربية والمتنفس الوحيد لغزة من خلال تأمين كل الدعم الطبي والمادي والمعيشي وهذا ما لم يقم به غيرهم من العرب الآخرين حفظ الله الأردن قوياً منيعا ورحم الله شهداء غزة ولم شمل الأمة انه سميع مجيب الدعاء.

* الكاتب عميد متقاعد








طباعة
  • المشاهدات: 23645
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم