02-08-2014 10:36 AM
بقلم : محمد بخيت المعرعر
مضى اكثر من اربعة اسابيع والعدو الاسرائيلي يقتل شعب غزة ويدك مدنه وقراه ويدمر احياءه, لا يفرق بين مدرسة او مسجد او مستشفى او مؤسسة ,ولا بين مريض او امرأة او طفل ,يدير عمليات الارض المحروقة كاللتي فعلها بمخيم جنين ولبنان وغزة سابقاً.
هذا العدو يتعلل بالدفاع عن النفس ,ونحن لم نرَ مدناً مهدومة او دماراً او قتلا في مناطقه كما هو العدد الهائل من الشهداء والجرحى ومن الدمار لدى الطرف الفلسطيني.
العدو يتعلل بعدوانه بوجود الانفاق التي تؤدي من داخل اراضي غزة الى داخل اسرائيل ,ونحن نرى اكواماً من المنازل والاحياء المهدمة في غزة , ولا نرى اثراً لأنفاقِ تخرج من هذه الاحياء .
العدو لديه الملاجئ في كل مدنه لحماية المدنيين بينما شعبُ غزة مكشوفٌ لنيران العدو الصهيوني .
اسرائيل تقوم بجرائمها ومذابحها ,حباً في القتل والتدمير وخاصةً الشباب وصغار السن وتبث الرعب, كلما توفرت لها فرص الانقضاض على هذا الشعب, متجاهلةً اتفاقيات الامم المتحدة التي تحمي النساء والاطفال وتحمي السكان من القصف العشوائي والتدمير الممنهج .
والجميع يدين ما يقوم به العدو الحاقد العنصري ويكن مشاعر التأييد والاسى لما يحصل لهذا الشعب الاعزل, من اعتدائات غاشمة مدمرة تتجاوز كل المعايير الاخلاقية والانسانية .َ والمثل الشعبي يقول (اذا لم تستحِ او تخاف اعمل ما شئت).
لقد كان الناس ينتظرون وياملون ان تكون غزة مقبرة للقوات البرية .التي دخلت الاحياء السكنية والجميع يعرف ,ان غزة ليس لديها دبابات ومدفعية وطيران ولكن تأملنا وجود اسلحة نوعية لمقاومة الدروع والمدفعية والطيران ,والتي تخفف كثيراً من تأثير هذه الاسلحة المعادية, مع توافر العمليات الفدائية النوعية لدى المقاتلين, ضد وحدات العدو ومرابض المدفعية, وعلى قواته الخلفية, مع توافر الكمائن والمصائد التي تلحق بقوات العدو البرية خسائر فادحة .
كما تأملنا الاستفادة من الحروب السابقة في تهيئة الملاجئ لكل بيت, وفي كل حي ,بما يتناسب, مع الظروف ,وان تكون ابنية قطاع غزة بعيدة عن بناء الطبقات التي تكون معرضة للقصف والتدمير والخسائر البشرية الكبيرة .َ
لقد وصل الشهداء في غزة الى اكثر من 1500 شهيد,والجرحى فوق 7000 والهدم والتدمير والمذابح مستمرة وفي تصعيد لا سابق له .َ
ومع كل هذه الجرائم والابادة والدمار نرى الصمت الدولي والعربي الذي لا تحركه كل هذه الدماء والاهوال التي تصيب شعباً محاصراً اعزل, وفي مثل هذه الحالة لا مجال للتشفي من الانظمة والشعوب على اشلاء شعب شقيق ينتظر الوقفة الشجاعة والتصدي للعدوان الهمجي.
وقد قال الشاعر : لقد اسمعت لو ناديت حياً * * * ولكن لا حياة لمن تنادي .
*الكاتب نائب السابق