حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,22 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 63166

طفح الكيل وبلغ السيل الزبى

طفح الكيل وبلغ السيل الزبى

طفح الكيل وبلغ السيل الزبى

03-08-2014 10:16 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أ .د غالب محمد الشاويش

رسالة إلى اللجنتين : الوزارية والنيابية المحترمين .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة .

فبعد ما طفح الكيل في معان ، جاءت المبادرة المتأخرة من قبل اللجنة الوزارية، تتلوها اللجنة النيابية لبحث ملف معان ، والوقوف على حقيقة المشكلة ، والعمل على حلها . ولا يسعني في هذا الوقت العصيب، إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لهاتين اللجنتين على جهودهما ، وصدق مشاعرهما تجاه أهالي معان .

أقول : إن مشكلة معان الرئيسة، ليست في إلقاء القبض على المطلوبين الذين لا يتجاوز عددهم عشرين مطلوبا ـــ قياسا للمطلوبين في بعض المحافظات الذين يبلغ عددهم الآلاف- وكذلك ليس الموضوع يتعلق بالعاطلين عن العمل –فالعاطلون عن العمل موجودون في كل محافظات الأردن- ولكن مشكلة معان الرئيسة تنحصر في قضية واحدة فقط ، فلو حلَت ، لأغلق ملف معان إلى الأبد.

إن مشكلة معان الرئيسة ، هي أنها وضعت على الخريطة الدولية بأنها مدينة إرهابية بعد أحداث عام 1989 المعروفة "بهبة نيسان " ، فمعان في نظر الغرب وأمريكا ، أنها مدينة إرهابية ، والذي يؤكد لي ذلك، أني حضرت مؤتمرا أعدته الهيئة الألمانية للتبادل العلمي ( DAD) بإشراف الجامعة الألمانية الأردنية بتاريخ 13-5-2013م في قاعة المحاضرات التابعة للمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا ، حيث التقيت مع أحد أعضاء المؤتمر من الألمان الذي يجيد التحدث باللغة العربية الفصحى، ومن خلال الحوار والمناقشة ، عرف أنني من معان ، فعلى الفور قال لي: إن معان مدينة إرهابية ، فقلت له : كيف عرفت؟ قال : لقد جاءنا تعميم من السفارة الألمانية بعدم الذهاب إلى معان لكونها مدينة إرهابية .

والذي عزز فكرة أن مدينة معان إرهابية ،بعض المسئولين والإعلاميين الذين لا يريدون الخير والاستقرار للوطن ، حيث سوَقوا هذه الفكرة الخبيثة ، التي أساءت إلى سمعة معان معنويا وماديا ، وذلك بعد أحداث عام 1989م، حتى تبقى معان مكانا مناسبا للإرهاب، لكونها بعيدة عن العاصمة الأردنية من جهة ، ولكونها قريبة من دولة عربية شقيقة ، والهدف من ذلك واضح لا يحتاج إلى مزيد من الفهم والتحليل .

إن موضوع المطلوبين في معان، ستار للهدف الاستراتيجي غير المعلن، فما معنى أن تعلق لافتات داعش والنصرة على أحد البنوك في معان لأيام معدودة على مرأى من جهات رسمية مسئولة، ثم يأتي أحد المصورين ومعه كاميرا كبيرة شبيهة بكاميرات التلفزيون ليأخذ صورا لها . فأين تذهب هذه الصور؟ وما الدافع لذلك؟ ومن الذي أشار عليه بأخذ هذه الصور؟

والأعجب من ذلك، أنه بتاريخ 17/7/2014م، يوم الخميس ، وبالتحديد قبل السحور بنصف ساعة يظهر أحد المسئولين الكبار في الوزارة الخارجية الأردنية على قناة العربية يتحدث عن داعش سوريا ، وداعش العراق، وفجأة تظهر صور لداعش معان من خلال لافتات معلقة على واجهات البنوك مكتوب عليها : ( معان فلوجة الأردن ) وقد ركزت القناة على هذه اللافتة ، فما معنى إظهار هذه الصورة بحضور مسئول كبير من وزارة الخارجية الأردنية؟

وسؤال آخر يقلق أهالي معان كثيرا وهو: ما معنى أن المطلوبين تتراكم عليهم القيود، لتصل إلى ثلاثين قيدا ، وعشرين ، ودون ذلك بقليل ؟ هناك تفسيرات وتحليلات كثيرة منها : إن تراكم هذه القيود على المطلوبين تعني: إيجاد مجموعة مسلحة من المطلوبين لمقاومة رجال الأمن في حالة إلقاء القبض عليهم ، حيث تفسر هذه المقاومة الأمنية بتفسير سياسي ، ألا وهو وجود إرهابيين ، وتنظيم للقاعدة ، وداعش في معان .

وشيء آخر مقلق لأهالي معان هو : وجود بعض أفراد يسكنون في معان من خارج محافظة معان ، حيث يطلقون النار على الأمن ، فماذا يفسر ذلك ؟ وما الدافع؟ ومن الذي يدفعهم ويحركهم إلى هذا الفعل الذي يحرمه الله ــ عز وجل ـ وهو القائل في كتابه العزيز : ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) ، وقول الرسول ــ عليه السلام ــ ( لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم) ، وعن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: (ما أطيبكِ وما أطيب ريحك ، ما أعظمك وما أعظم حرمتك ، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم من حرمتك ماله ودمه) .

أظن الرسالة واضحة ، والهدف واضح ، فلك الله يا معان !!

ولمزيد من المعلومات ، فليذهب القاريء إلى الصديق ( قوقل ) ، ويكتب عبارة داعش معان ، ليرى من يحرك الشر في معان ، غير خوارج هذه الأمة .

لذا أرجو من اللجنتين : الوزارية والنيابية أن يدققوا في مشكلة معان المفصلية وأن يعملوا على محو صفة الإرهاب عن مدينة معان ، لتبقى معان آمنة مستقرة تنعم بالهدوء والأمن والأمان . أما مشكلة المطلوبين فستحل قريبا بعون الله، بعد ما تحقق الهدف الاستراتيجي ؟؟؟؟

 

* الكاتب دكتور في جامعة الحسين بن طلال








طباعة
  • المشاهدات: 63166
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم