حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,13 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 41010

الصورة أصدق أنباء من الكتب

الصورة أصدق أنباء من الكتب

الصورة أصدق أنباء من الكتب

04-08-2014 09:45 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
حين تتحدث الصورة في زمننا هذا الذي نعيش فيه تكون أبلغ من كل الكلمات على بلاغتها في تصوير المواقف والأحداث ومشاهد القتل والدمار، ومن كل العبارات التي تصف ما يجري في واقع الحياة ، ومن كل الأشعار التي تقال في المواقف والمناسبات ، لكن قوة الصورة المعاصرة تفوقت على كل ذلك ، فما تنقله الصورة من مشاهد للقتل والدمار، ومن جثث الأطفال والنساء والشيوخ ، ومن هدم البيوت على ساكنيها ، ومن عرض الأشلاء الممزقة بما لا مجال لإنكاره أو تبريره يدل على بشاعة الحروب المعاصرة القذرة التي لا تميز بين مقاتل وغير مقاتل ، ولا بين حجر وشجر ، فهي تحرق كل من يقف أمامها لتبرز للناظرين انعدام الإنسانية لدى القتلة مهما كان جنسهم أو لونهم أو دينهم ، ومهما كانت دوافعهم ومبرراتهم .
وإن حرب اليهود القذرة على قطاع غزة تدل على سادية ونزعة من الحقد والكراهية تظهر في استمتاعهم بما يشاهدون من صور الأطفال والنساء الذين تتناثر أشلاؤهم في كل مناطق غزة لتقول للعالم إن هؤلاء القتلة ماتت كل مشاعر الإنسانية لديهم ، ولم يعد لديهم إلا الصورة الآدمية البشعة التي تخفي تحتها ذئاباً بشرية كاسرة تنهش لحوم البشر وعظامهم ، ولعل بلاغة الصورة حركت المظاهرات في كل مكان من العالم الذي يمتلك المشاعر الإنسانية ،بينما أدعياء الإنسانية الذين تبلدت مشاعرهم ومات ضميرهم راحت ألسنتهم تلقي اللوم على الضحية بعبارات تدل على قسوة قلوبهم التي قست حتى صارت أشد من الحجارة قسوة ، وليت بعضهم سكت فسكوته خيرا من كلامه في التعبير عن مواقفه تجاه قتل الأبرياء .
أما الصورة التي تنقلها وسائل الإعلام فهي شاهد حي وصادق يوثق ما يحدث دون تحيًز أو محاباة لأحد على أحد ، ولا يمكن للصورة المجردة التي توثق جرائم القتلة أن متحيزة ، فالقتل هو القتل ، وهي تنطق ببشاعة دعاة الحرب الهمجية ، وهي تكشف زيف العالم الذي يصنع أدوات الدمار ثم يتحدث عن حقوق الإنسان التي لم يبق منها شيء تحت أقدام المجرمين ، وتحت ركام دمارهم لتنطق قائلة :إن من يقتل الإنسان البريء هو مجرم وعدو للإنسانية ، فالله خلق الإنسان لعيش ويعمر الأرض ، ولا يحل قتله إلا في الحالات التي أذن بها ، والقاتل مجرم سواء كان في فلسطين أو العراق أو في سوريا أو في أي مكان من العالم ، فتباً للقتلة ، وتباً لزمن ماتت مشاعر رجاله تحت أقدام الطغاة وأصحاب المصالح وتجار الحروب، وتباً لدعاة الحقوق الذين يتباكون على بعض البشر ولا يعبئون بالضعفاء ، وتباً لكل من مات ضميره أمام بشاعة ما تنقله الصورة من مشاهد مؤلمة لتبقى وصمة عار في جبين دعاة الإنسانية .








طباعة
  • المشاهدات: 41010
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم