حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 19061

«فقاقيع الهواء» .. أعمال فنية معاصرة من أجواء المقريزي

«فقاقيع الهواء» .. أعمال فنية معاصرة من أجواء المقريزي

«فقاقيع الهواء»  ..  أعمال فنية معاصرة من أجواء المقريزي

04-08-2014 01:17 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - «نهارك سعيد... فقاقيع الهواء»، هو عنوان المعرض الذي أقيم في مركز سعد زغلول في القاهرة وضم أعمالاً لأحد عشر فناناً وفنانة. ويعد المعرض الذي نظمته مؤسسة ستوديو خانة للفنون في القاهرة واحداً من أهم الأحداث الفنية التي أقيمت في نهاية هذا الموسم، نظراً لنوعية الأعمال المشاركة ومضامينها المرتبطة بعدد من القضايا المُلحة على الساحة المصرية.


تتخذ الأعمال المشاركة، من أحد النصوص التي وردت في كتاب تقي الدين المقريزي «إغاثة الأمة بكشف الغمة» مرجعية لها، وهي تعتمد تحديداً على النص الذي تعرّض فيه المقريزي بوصف الحوادث والأهوال التي شهدتها مصر خلال سنوات الشدة المستنصرية، وهي مجاعة شديدة حدثت في مصر في عهد الخليفة المستنصر بالله الفاطمي، حيث يعدد الكاتب في نصه التاريخي بعض الوقائع التي حصلت خلال تلك الفترة بكثير من الإسهاب.


وعلى رغم بعض المغالاة في وصف هذه الوقائع والأحداث التي ذكرها المقريزي في كتابه، إلا أنها تعكس على نحو ما شدة وهول الكارثة التي حلت بمصر وقتها، وهي الكارثة التي كان لها الدور الأبرز في تراجع سطوة الدولة الفاطمية حتى زوالها في النهاية.


في سياق هذا النص التاريخي، يعرض المقريزي لأسباب تلك المحنة التي ألمت بمصر، وكيف أنها ليست الأولى، وبطبيعة الحال لن تكون الأخيرة، وكيف أن الناس في غمار هذه المحنة اعتقدوا أن لا خلاص منها. ومن ثم يشرح المقريزي وجهة نظره في أسباب وقوع مثل هذه الحوادث والمصائب الكبرى في حياة الشعوب، وكيف أنها في غالبية الأحيان تكون نتيجة مباشرة لسوء تدبير من قبل السلطة. ويقول المقريزي: «ومن تأمل هذا الحادث من بدايته إلي نهايته، وعرفه من أوله إلي غايته، علم أن ما بالناس سوي سوء تدبير الزعماء والحكام وغفلتهم عن النظر في مصالح العباد».
يقدم الفنانون المشاركون مجموعة من المعالجات البصرية التي تستلهم ذلك النص وتعكس في تناولها لعدد من القضايا الملحة على الساحة المصرية. ما بين المعالجة البصرية وبين النصوص المكتوبة من قبل الفنانين في سياق تقديمهم للأعمال ثمة حالة من الرصد المباشر لتلك القضايا الهامة والملحة على الساحة المصرية، من تآكل المساحة الزراعية إلى التناقض السلوكي والبصري الصارخ في الشارع المصري، وبعض الممارسات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تفتقر إلى الحد الأدنى من العقلانية، وغيرها من القضايا والأطروحات الأخرى التي عُولجت بصرياً من خلال عدد من أعمال التجهيز والفيديو.


ويعالج الفنان تامر شاهين مثلاً في عمله «أشجار خرسانية» قضية تآكل الأرض الزراعية عبر عمل تركيبي يظهر بشاعة هذا الغزو الخرساني للرقعة الزراعية المحيطة بالعاصمة، من خلال جزع شجرة تخترقه مجموعة من أسياخ الحديد المخصصة للبناء، بينما تُغَطى الأرض بمساحة خضراء في طريقها إلى التآكل بفعل التصحر.
وتحت عنوان «جفاف تدريجي» يقدم الفنان علاء عبد الحميد، عملاً تجهيزياً يتكون من مجسم لرجل مصنوع من الطين وقد غطت التشققات معظم أجزائه، حيث أتاح الفنان إمكانية تتبع مراحل ظهور تلك التشققات على جسد التمثال الطيني عبر شاشة فيديو معلقة على الجدار المجاور. يلفت العمل الانتباه إلى تلك المخاوف التي يشعر بها المصريون جراء بناء سد النهضة الإثيوبي، والخطر الذي يحيط بهم جراء المشروع. ويمثل العمل برمته تجسيداً بصرياً لتلك المخاوف ومدى تأثر المصريين الفعلي بها.


المفاهيم ذاتها تقريباً، يتناولها الفنانون ياسمين المليجي ومحمد عبد الله وسها السرجاني في الفيديو الذي قدمته تحت عنوان «شجرة الجميز»، والذي تربط فيه على نحو ما بين الأرض والقيم الإيجابية في المجتمع من خلال تتبعها لأحد أنواع الأشجار المرتبطة بالثقافة والتاريخ المصري.
ومن أعمال الفيديو المشاركة أيضاً عمل الفنان إسلام كمال، الذي يقدمه تحت عنوان «المحيط» ويعرض خلاله حالة التناقض البصري والسلوكي التي تسيطر على الشارع المصري. يضع كمال نفسه في دائرة هذا التناقض حين يعرض ما يدور في محيطه الشخصي من صور ومشاهد التقطها في البيت والشارع. ويؤكد الفنان على حالة التناقض البصري والسلوكي، حين يربط بين مقاطع الفيديو بمشهد لفتاة تؤدي حركات راقصة في قلب الشارع وأمام المارة الذين اعتادوا على رسم هالة محافظة على محيطهم.
ومن بين الأعمال التي تحمل إسقاطاً على الأوضاع السياسية الراهنة عمل الفنان باسم يسري، وهو عمل تجهيز عرضه تحت عنوان «عيش بلدي». يضع يسري رغيف الخبز في بؤرة الاهتمام البصري أمام المتلقي عبر وضعه لرغيف خبز حقيقي داخل إطار معلق على جدار القاعة. ويحيط بهذا الإطار مجموعة من الخطوط الشبيهة بخطوط الدوائر الكهربائية. يلفت يسري أن علينا الانتباه وتوجيه طاقة البحث إلى ما يشغل الناس بشكل حقيقي، من دون الكذب عليهم أو إيهامهم بحلول وأوهام كاذبة لآلامهم.








طباعة
  • المشاهدات: 19061

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم