05-08-2014 01:22 AM
سرايا - سرايا - "لا نبالغ إن قلنا لكم أن تل أبيب تحولت لمدينة أشباح، قد غادرها معظم سكانها خلال أيام الحرب".. بهذه الكلمات بدأ محمد كيلاني يروي مشاهداته عن الحرب خلال تواجده وعمله في مدينة "تل أبيب".
ويقول كيلاني "لم تكن تل أبيب بهذا الوضع في تاريخها، فغالبية سكانها غادروها ومن بقي يعيش في حالة رعب مستمر حبيس الملاجئ في غالبية الأوقات".
ويضيف "يعتبر شارع أيالون في تل أبيب من أكثر الشوارع ازدحامًا، ولكنه منذ بدء سقوط صواريخ المقاومة على المدينة تحول لشارع فارغ قلما تمر منه المركبات".
شلل بمرافقها
ويشير إلى أنه شاهد ذات يوم طاقم القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي وهو يضع كاميراته على مفرق إشارة المرور في شارع "أيالون" من أجل إظهار أن الحياة طبيعية في المدينة، ولكنه رغم أنه اختار البؤرة التي يفترض أنها الأكثر اكتظاظًا، إلا أنه لم يفلح في أخذ مقاطع حشد.
ويلفت إلى أن طاقم التلفزيون توسل بعض المارة أن يظهروا الحشد، ولكن الكاميرا فشلت في التقاط صور لإسرائيليين، وهذا يظهر فداحة الوضع في "تل أبيب".
ويستذكر حال "تل أبيب" يوم أعلنت كتائب القسام أنها ستقصفها بصواريخ جديدة في التاسعة مساءً، ويقول "لم أسمع بالخبر وقتها ووصلت إلى الشقة في تل أبيب، وفجأة اتصل بي المشغل الذي أعمل معه، وقال لي مجنون ما الذي أتى بك في هذا الوقت، وفهمت منه أن لا أحد في تل أبيب، وأن الكل يترقب وسط حالة من الخوف الشديد".
ويؤكد كيلاني أن مشاهد سقوط الصواريخ قاسية جدًا، فأصواتها مزلزلة تهتز لها البنايات، وهناك إصابات محققة ومباشرة يعرفها كل من يسكن تلك المنطقة ومشاهد إصابة البنايات بالصواريخ واضحة للعيان.
وينوه إلى أن معنويات الإسرائيليين في "تل أبيب" محطمة تمامًا، فلك أن تتخيل شعور إسرائيلي يسكن في الطابق الخامس في بناية وكل ما سمع صفارات الإنذار عليه أن ينزل الدرج إلى الملجأ، ثم يخرج وأحيانًا يكون الفرق بين صفارة الإنذار والأخرى دقائق.
من "بيتح تكفا"
ويستعرض محمد النجار الذي يعمل في قطاع البناء بمدينة "بيتح تكفا" بضواحي "تل أبيب" ما شاهده حول صواريخ المقاومة.
ويشير إلى أن صفارات الإنذار دوت بشكل مفاجئ حيث كان يعمل في بناية قيد الإنشاء فاحتمى في البناية ليشاهد صاروخين يسقطان على منزلين حولهما إلى ركام، وفجأة حضرت سيارات الإسعاف، وأغلقت الشرطة المنطقة.
ويقول "كان انفجارًا هائلًا وأثرًا تدميريًا كبيرًا"، مؤكدًا أن الإسرائيليين في تلك المنطقة يعيشون حالة من الصدمة فكانوا حتى وقت قريب يعتقدون أن هذه المشاهد مقتصرة على مستوطني الجنوب فإذا بهم يعانون نفس الحالة.
ويضيف "نحن لسنا بحاجة لمن يقول لنا أنهم يتكتمون على خسائرهم، ما شاهدته بأم عيني لم أجد له صورة في الإعلام، مباشرة يتم إغلاق المنطقة وتنتشر الشرطة الإسرائيلية، ولا أحد يعلم ما يجري بداخلها".
وتعزز هذه الشهادات عشرات الشهادات الأخرى التي روت مشاهد الحرب والصواريخ في "تل أبيب"، مشيرين إلى أن غالبية المنشآت سرحت عمالها من العرب والتايلنديين وغيرهم، وهي مغلقة وكافة المرافق معطلة.