05-08-2014 09:53 AM
سرايا - سرايا - استهدفت طائرات الاحتلال الاسرائيلى منزلا غرب مدينة خانيونس في منطقة المواصى ، حينما كانت الأسرة تجلس مع بعضها البعض لتنازل القطايف بعد الإفطار بساعة تقريبا ، بينما تخلو المنطقة من جميع السكان الذين رحلوا تجنبا لهطول القذائف من البوارج الحربية على شاطئ البحر ، ونظرا لاقتراب منازلهم من الساحل ، حيث استشهد كل من احمد سالم شعث " 21 عاما " ، وشقيقه محمد " 20 عاما " وشقيقه امجد" 16 عاما " .
الأب المكلوم الذي بقى وحيدا حتى ألان من الأسرة يعيش لحظات الصدمة ويرفض العودة للمنزل بعدما أصيب إصابة طفيفة نتيجة الاستهداف ، وهو الوحيد الذي نجا حتى ألان من هذه الأسرة .
الأب سالم خميس شعث " 55 عاما " ويعمل مزارع في أرضه التي تحيط بمنزله في منطقة المواصى التي تشتهر باتساع رقعة الاراضى الزراعية فيها ، جلس بعد تناول وجبة الإفطار ليستريح برفقة أبنائه الأربعة وزوجته في جلسة هادئة بين الأشجار الطبيعية أمام بيته ، ضمن حدود المنزل ، فجلس الجميع يضحكون ويمرحون برفقة شقيقهم الأصغر سنا مع والديهم ، ثم جاءت والدتهم بالوجبة الأخيرة والتي ربما تكون هذه الوجبة التي أعطت الإشارة باستهداف الأسرة ، حيث تناول الجميع القطايف في جو يسوده الهدوء الكامل برفقة حفيف الأشجار التي تجاورهم نظرا لقلة البشر والسيارات المارة في المكان .
هذه الوجبة كانت الأخيرة لاجتماع هذه الأسرة مع بعضهم البعض ، ليبدأ بعدها مسلسل المعاناة والشهادة لأفراد الأسرة التي اجتمعت في وقت لربما ليس مناسبا لتجتمع فيه الأسرة في الهواء الطلق تحت أزيز الطائرات وعلى أصوات الانفجارات .
ويستذكر الأب حسين شعث بعض اللحظات الأخيرة له برفقة أسرته حيث قال " جلست برفقة ابنائى لنتناول القطايف في معرش خاصة مدخل منزلي ، وبعد الصلاة تفأجئت بصوت صاروخ ينطلق من الطائرة فانتظرنا في اى منطقة محاذية سينفجر ، لاتفأجأ بعدها بان الصاروخ سقط بيننا لنرتمي على الأرض جميعا وتتحول جلستنا لساحة من الدماء "
وتابع والدموع في عينيه تتساقط حزنا على أبنائه لدنيا الوطن" في الصاروخ الأول حملت ابني الذي يبلغ من العمر تسع سنوات وهربت به داخل المنزل ، واستشهد في هذه الإثناء من الصاروخ الأول ابني احمد ، وأصيب بقية ابنائى وزوجتي ، وبعد دقيقة من هروبي سقط الصاروخ الثاني علينا ليستشهد ابنائى محمد وامجد ، وتصاب زوجتي بإصابة خطيرة "
ولحسن حظ الأب الذي لم يتقن التعامل مع الهاتف الخلوي أو حتى الاتصال بالرقم 101 الخاص بالإسعاف والطوارئ ، استذكر أن أخر اتصال تم من هاتفه الخاص كان على أخيه الذي يعمل سائق للإسعاف في الهلال الأحمر الفلسطيني ، فاتصل بأخيه وابلغه بضرورة قدومه لنقل أبنائه الذين استشهدوا .
وحضر شقيقه على الفور برفقة عدة إسعافات حسب الحالات التي أصيبت في المكان ، وتم نقل الأب برفقة ابنه المصاب وزوجته بالإسعاف الأول ، ثم نقلوا بقية الشهداء إلى المستشفى ، حيث وصل اثنين منهم شهداء فيما حاول الأطباء إنعاش الثالث إلا انه فارق الحياة لحظة دخول المستشفى .
وانصدم العم من هول المصيبة التي أحلت بمنزل شقيقه ، حيث شاهد برفقة شقيقه أبنائهم عبارة عن أشلاء وسط المنزل ، دون ذنب يذكر سوى تجمعهم مع بعض البعض في الهواء الطلق .
دموع الحسرة على الشهداء انهالت طوال إجراء هذا التقرير مع رب الأسرة ، الذي قال أن أبنائه يشاهدهم طوال الوقت أمام عينيه ، فيما قلبه معلق بالمستشفى التي ما زالت تحتضن زوجته المصابة ، بانتظار تماثلها للعلاج برفقة ابنه الصغير .
من جهته قال ماجد شراب " 22 عاما " صديق الشهيد محمد ، انه كان على اتصال مع الشهيد قبل نصف ساعة من استشهاده ، حيث اتصل فيه، ودار بينهما حوار طويل حول الأوضاع التي بدأت تتجه للأسوأ داخل قطاع غزة ، وان منطقتهم بدت خطيرة ويصعب التحرك فيها في هذه الأوقات .
ولعلها تكون محادثات الختام مع أصدقائه وهو لا يشعر بذلك ، فقد أفاد شراب أن الشهيد اتصل بأربعة أصدقاء بعدما انتهى من الحديث معه ، حيث ركز حديثه عن أن الاوضاع سيئة وانه سيقابلهم في اقرب وقت يلتقي بهم داخل البلد " خانيونس " .
وأشار شراب أن الشهيد ابلغه انه قام بالاتصال بمكتب تاكسيات لنقله برفقة أسرته من منطقة المواصى إلى أقاربه داخل ووسط خانيونس تجنبنا للقصف الكثيف في المنطقة ، وان السيارة لربما تحتاج نصف ساعة لتصل ثم تنقله لأقاربه ، مؤكدا له انه سيتصل به فور وصوله بأمان لأقارب وسط البلد .
لعلها تكون حلاوة الروح التي شعر بها الشهيد بعد عدة اتصالات مع أصدقائه ، ليرتقى شهيدا بقصف اسرائيلى بعد إنهاء اتصالاته بأصدقائه جميعا ، ليسقط صاروخين عليهم وسط المنزل ليرتقى للآخرة .
وقد اعلنت اسرائيل صباح اليوم الاثنين تهدئة من طرف واحد ، ورفضتها المقاومة بغزة ، وفى تهدئة سابقة رفح اقامت اقترفت اسرائيل مجزرة هناك بقتال ما يقارب 80 اسرة ، وتخوف عشرات المواطنين من العودة لشرقب خانونيونس خوفا لتكرار المجزرة
ووصل عدد شهداء الحرب حتى الان الى 1841 شهيد ، واصابة 9370 ، واغارات على الاف المنازل والمساجد خلال حربها المستمرة على قطاع غزة