09-08-2014 01:09 AM
سرايا - سرايا - وصل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى بيروت آتيا من جدة فجر امس دون سابق اشارة او اعلان، وتوجه توا الى ضريح والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ساحة الشهداء، حيث تلا الفاتحة على روحه وعلى ارواح رفاقه، ثم توجه الى السراي الحكومي حيث أُعد له استقبال رسمي من جانب رئيس الحكومة تمام سلام وكبار المسؤولين في مقر رئاسة الحكومة.
واستغرقت المحادثات ساعة من الوقت خرج بعدها الحريري ليقول للصحافيين الذين تهافتوا عليه: عودتي الى لبنان اتت بعد الهبة السعودية للجيش والتي سنعالج كيفية تنفيذها، وفي هذه المرحلة لابد من ان أكون في لبنان.
وعن الضمانات لأمنه الشخصي، قال: الله يحمي الجميع.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت زيارته مؤقتة ام دائمة، قال: ستعرفون كل شيء في وقته.
وما لم يقله الحريري في السراي قاله في مؤتمر صحافي عقده في بيت الوسط الذي انتقل اليه، حيث التقى بأركان 14 آذار.
إلى ذلك، جدد خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال اتصال هاتفي مع الرئيس سلام دعمه لأمن لبنان وسيادته.
وعلمت «الأنباء» ان الرئيس الحريري سيشارك كرئيس حكومة سابق في انتخاب مفتي الجمهورية الجديد يوم غد.
ويدعم الحريري وتيار المستقبل رئيس المحاكم الشرعية السنية العليا الشيخ عبداللطيف دريان لهذا المنصب، وقد بوشرت الترتيبات الامنية في دار الفتوى وحولها لهذه الغاية.
ويشارك رؤساء الحكومة الحالي والسابقين في انتخاب مفتي الجمهورية بوصفهم اعضاء حكميين في الهيئة الناخبة المؤلفة من 104 اعضاء، حسب القانون المعمول به.
على ان الاهتمام الاكبر سيوليه الحريري للاستحقاق الرئاسي في 12 الجاري.
وفي معلومات لـ «الأنباء» فإن جهات مسيحية مسؤولة املت من الحريري ان يتولى شخصيا اقناع العماد ميشال عون بالمشاركة في اختيار رئيس توافقي، الا انه ارتؤي ان تدعو بكركي الى لقاء مسيحي موسع مجددا توضع خلالها النقاط على الحروف.
واستقبلت عودة الحريري بارتياح سياسي وشعبي واسع، واعتبرته بمنزلة دلالة على عودة الاستقرار الى لبنان.
وجابت مواكب سيارة وعلى الدراجات النارية في شوارع بيروت مرحبة بعودة رئيس تيار المستقبل بعد غياب قارب الثلاث سنوات واثر تهديدات شخصية، واقيمت حواجز محبة لتوزيع الحلوى على المارة ورفعت لافتات الترحيب بالشوارع.
وفي طرابلس، انطلقت تظاهرات الترحيب واطلقت الشعارات ووزعت البقلاوة كما اقيمت احتفالات شعبية في عكار والبقاع الاوسط.
من جانبه، اكد وزير العدل اشرف ريفي ان عودة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري سترسم طريقة عمل لبنان من جديد، وقال في حديث تلفزيوني: نحن امام ابواب مرحلة مختلفة، فزيارة الحريري مفصلية وستقود المرحلة السياسية الى مكان جديد، وامام تحديات كبيرة، فقد دخلت على اراضينا جهات متطرفة، وبتكاتف اللبنانيين والقوى الامنية ازلنا بؤرة النار، ولا يمكن حماية الوطن دون وحدة كاملة.
واضاف: من المفترض ان نسرع بانتخاب رئيس بأسرع ما يمكن لنشكل مظلة امان للبلد ويفترض ان نحترم بعضنا البعض وحقوق الآخر، معتبرا ان عودة الحريري قد تكون مقدمة لتحصين الساحة الداخلية من النيران.
بدوره، اشار عضو كتلة القوات اللبنانية النائب جورج عدوان الى ان عودة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى لبنان تدل على خطورة الوضع الذي نمر به وتستوجب من الكل تحمل المسؤولية، ولفت الى انه من المعروف ان المسؤولية يجب ان يتحملها اللبنانيون ولن يأتي احد لانقاذهم.
وقال في حديث تلفزيوني: ان الحريري عاد ليتحمل المسؤولية والعمل لإنقاذ البلد، يجب ان نواجه معا الارهاب الذي يهدد بلدنا، والمواجهة تكون عبر تقوية خط الاعتدال الذي يمثله الحريري وان نجري الانتخابات النيابية.
واضاف: لا مفر الا بالعودة الى الدولة اللبنانية وانتخاب رئيس للجمهورية والتصرف كدولة ونشر القوى الشرعية على كل الاراضي اللبنانية وإقفال الحدود.
في غضون ذلك، عزز الجيش اللبناني انتشاره داخل عرسال وفي التلال المطلة عليها، وحذر الجيش الاهالي العائدين من مقاربة بعض المنازل والحقول المواجهة للتلال البعيدة، حيث يتمركز قناصون خصوصا في رأس السرج وضهر الجبل، وريثما يستكمل عملية ابعاد هؤلاء القناصين عن مشارف البلدة.
ويبقى عالقا ملف تحرير من تبقى من العسكريين والامنيين الاسرى، الذين يبلغ عددهم وفق معلومات لـ «الأنباء» 27، بينهم عشرة عسكريين من الجيش و17 من قوى الامن الداخلي ومن العسكريين هناك 3 مع جبهة النصرة و7 مع مجموعة عماد احمد جمعة الذي سبب اعتقاله من جانب الجيش كل هذه الازمة.
ويرى رئيس مجلس النواب نبيه بري ان قضية عرسال لم تنته كليا، ودعا امام زواره الى وجوب الاحتياط لأن عملية الغدر التي تعرض لها الجيش يمكن ان تتكرر في عرسال او خارجها.
وشدد بري على ضرورة ان تفتح الدولة عينها جيدا على عرسال لتنشر الجيش بداخلها ليكون وحده المسؤول عن الامن وتوزيع المساعدات، لاسيما بعدما تبين لبري ان بعض ابناء عرسال تعاونوا مع المسلحين ويجب ان يأخذ القانون مجراه بحقهم ولا غطاء لأحد.
ورفض بري اي شكل من اشكال المقايضة مع الارهابيين فيما خص الرهائن من العسكريين، وقال: لن نقبل ان نفتح هذا الباب سواء تعلقت المقايضة بسجناء رومية او غيرهم.
واضاف: ربما نكون امام اعزاز جديدة، قاصدا استرهان اللبنانيين العائدين من الزيارة في العراق في بلدة اعزاز السورية على الحدود التركية وما يجب ان يكون معلوما انه بعد عرسال يجب الا يكون كما قبلها، ولابد من التعامل مع مخيمات النزوح السوري بطريقة مختلفة، واعتبر ان هبة المليار دولار من المملكة العربية السعودية للجيش وقوى الامن هي بمنزلة استدراك من المملكة بعدما تبين لها ان الهبة الاولى لم تسلك طريقها الى التنفيذ.
وكشف بري انه قال للسفير الاميركي ديفيد هيل: لقد فتحت عنابركم لاسرائيل في عدوانها على غزة، ولابد ان يكون لكم شيء في لبنان، فلماذا لا تعطونه للجيش؟
وفي معلومات لـ «الأنباء» ان المسلحين تعهدوا لهيئة علماء المسلمين بوضع مغلف لاحقا داخل البلدة ليشير الى مكان الاسرى العسكريين، لكن الهيئة تحدثت عن مفاوضات عقيمة وعن انقطاع الاتصال بالمسلحين الخاطفين بعد انسحابهم، ربما بسبب سوء الارسال الهاتفي كما قال احد اعضاء الهيئة، علما انه التواصل عاد ليلا عبر وسيط وقد ابلغت قيادة الجيش بذلك.